ملتقى جحاف-سرو حمير - بقلم ناديه الشيباني
من ينظر إلى حال الكثير من التجمعات الاجتماعية في شمال اليمن أو في الصحف اليومية أو المنتديات العنكبوتية أو في أي مكان تسود فيه لغة الحوار يدرك بكل وضوح سوأ شعرنا بذلك أو لم نشعر به تجذر البلطجة الفكرية في عقولنا والتي زرعها النظام وخطابه الفج .
فنسمع كلمات أصبحت تمضغها أفواهنا مثل مضغ القات (ستسيل الدماء حتى الركب_تحلمون_نجوم السماء أقرب من الانفصال_سنفعل بكم مثل نمور التأميل) ونحن بذلك نصب الزيت على النار دون حتى أن نتجشم عناء الخوض في سبب المشكلة أو حتى مقارعة الحجة بالحجة أو مجرد محاولة إقناعهم بالمنطق إن الوحدة هي الخيار الأفضل.
لا أريد أن أعيد كلام أستهلك في الفترة الماضية كثيرا عن أنهم صناع الوحدة الحقيقون وأن هو كان عين الحقيقة ولكن أريد أن أنبه أنهم وأقصد أنباء الجنوب لم يصلوا إلى قرار فك الارتباط عن الشمال بين ليلة وضحاها بل عن قناعة ويأس من الإصلاح في ظل الارتباط بهذه الشطر حكومة وشعب
ثم أننا لم نتوقف لنسال أنفسنا أسئلة كان الأحرى بنا أن نتوقف عندها كثيراً وهي:
لماذا تحولت مظاهرات لمئات الضباط المتقاعدين في مدينة عدن إلى موجه عارمة اجتاحت الجنوب من الضالع إلى المهرة؟؟؟
لماذا فقدت الوحدة بريقها في أعين الجنوبيين؟ أين ذهب دعم ثلثين الشعب الجنوبي للوحدة في 94 م إلى اقل من ذلك بكثير في عام 2004م إلى بضعت مئات من المسترزقين منها في 2010م؟؟؟!!!!!!!!
ماذا قدمنا للجنوبيين عندما بدواْ في ثورتهم ضد النظام الفاسد الذي عانينا نحن من أضعاف ما عانوا غير رميهم بالعمالة و السفه وأنهم صومال وهنود و حثالة الشيوعية وسكارى الحزب وغيرها من الأوصاف القبيحة و التي جعلتنا مجرد مدافعين عن النظام الفاسد.... الأمر الذي غير مفهومه للوحدة وخلق في نفوسهم حسرة وندم جعلهم ينظرون إلى الوحدة على أنها الاحتلال !!
هم عندما قرروا فك الارتباط لم يكن ذلك عباره عن كلام يرددونه ولا يفقهون معناه أو عواقبه وإنما نتج عن قناعة أجزم أنهم لم يجتمعوا على شي في الجنوب اجتماعهم عليها
فإصلاح هذه الحكومة ضرب من العبث
والجنوبيين المتفائلين تسربلوا باليأس بعد انتخابات (شملان) الأخيرة والتي كانت الرصاصة الأخيرة في جسد هذه الوحدة.
فأدركوا بذلك أنه لا مخرج من هذا الوحل إلا بفك الارتباط فلا صوت الكلمة يصل إلى عقول عصابة صنعاء ولا صوت المواطن يصل وأن وصل فلا يحرك ساكن للراقص على رؤوس الأفاعي ولا المظاهرات ولا الانتخابات جديرة بتغير شي على أرض الواقع في ظل وجود عقليات مثل عقلياتنا في الشمال التي أصبح الفساد فيها عادة من عادتنا الاجتماعية وتقليد من تقاليدنا عنوانه (أدي ) والتي لا ينكرها احد منا
لا اعلم لماذا نحن في الشمال ندافع عن الوحدة وما هي الفائدة التي ننشدها في بقى الوحدة غير أشارك 3 مليون جنوبي في بؤسنا ......... فمعظمنا يدافع عن الوحدة وهو لا يعلم لماذا يدافع عنها مجرد بوق يردد ما تمليه عليهم الآلة الإعلامية للنظام أو ما يردده شخص من عليّة القوم ممن تربطه به صلة قرابة أو رحاب منطقه
أتذكر إن قرأت لا أحد الكتاب وهو شمالي في وهو يبرر سبب دفاعه عن الوحدة
(قال إن الوحدة جعلته يتعرف على أشخاص في الجنوب وبفضلها أصبحت تربطه بهم علاقة وثيقة ولا يمكن أن يسمح بحدوث شي يبعده عن أصدقاه)قلت وأظنه لو أضطر إلى قتل أصدقاه أنفسهم أن كانوا ضد الوحدة لا فعل حتى لا يخسرهم (!!!!)
وإذ أردنا إن نمنطق هذا السبب فنحن نحتاج إلى محرر صفحة التعارف في(( مجلة ماجد للأطفال)) حتى يثبت لنا أن التعارف سبب مقنع لي أبقاء الوحدة ولو مات نصف شعب الجنوب جوعً
قرأت قبل عدت أيام موضوع كتبه (الهزبر) يدعوا فيه احد المدافعين عن الوحدة أن يقنعه بالحجة عن سبب يجعلهم يتمسكون بها .......... كنت قد هممت بالدخول لمقارعته ثم عندما حاولت أن أجد سبب واحد مقنع بدون مزايدة ولا التفاف لكي أرد عليه به ولكني كنت كمن يستسقي من السراب وضربت أخماس في أسادس بدون نتيجة تذكر..................... إذن حتى نحن لم نعد نؤمن بالوحدة التي نعدها من المكاسب التي لا يمكن أن نفرط بها!!!!
نادية الشيباني