بقلم : رائد الجحافي*
يوماً بعد يوم وفي ظل تسارع وتعدد الأحداث في الساحة الجنوبية تتكشف لنا الكثير من الثغرات التي يخلفها الإعلام الجنوبي والذي يُظهر مدى العجز الذي يعاني منه من خلال عدم قدرته على مواكبة الأحداث المتسارعة .
وقد كشفت لنا أحداث لودر التي تعرضت وتتعرض لحرب إبادة جماعية من قبل السلطة اليمنية , مدى فشل الإعلام الجنوبي في تغطيته للحدث تغطية متكاملة وسليمة , بينما إعلام السلطة بكافة وسائلها روجت على أن ما يجري في لودر يعد من قبيل ملاحقة عناصر القاعدة ؛ لكان بالمقابل هناك الإعلام الجنوبي ذهب ينساق وراء هكذا مزاعم لتنقل لنا كثير من المواقع الجنوبية الأحداث الجارية بنفس الصبغة والنكهة القادمة من مطابخ صنعاء .
وهكذا استمرت تلك المواقع لأكثر من يوم تنساق وراء ذلك الوهم دونما وعي أو إدراك لخطورة ما تنقله من أخبار..! , قد يعدها المتابعون إقراراً بحقيقة ما تدعيه سلطة الاحتلال , إلى أن جاءت بيانات مجلس الحراك وتصريحات قيادات الحراك في لودر وأبين والمجلس الأعلى وبيانات كل من الرئيس البيض وعلي ناصر والعطاس التي أوضحت جميعها واقع وحقيقة ما يجري , وهذا يؤكد ما مدى عدم استطاعة الإعلام الجنوبي على مواكبة الحدث مواكبة سياسية , والعمل من منطلق مهني خالص ؛ لتعمل على نقل أخبار مبتورة , تخلو من بديهية التحليل السياسي وتفتقر إلى عناصر الخبر الصحافي السليم , فإذا كان عامة الناس في الشارع الجنوبي يتداولون ما يجري في لودر على انه ليس سوى حرب تهدف القضاء على الحراك الجنوبي وتشويهه في محاولتها ربط مزاعم القاعدة والإرهاب بأبناء لودر , بينما الإعلام الجنوبي سار يدلي بدلوه نحو مطابخ صنعاء ليستقي تحليل الحدث ويخدم سلطات الاحتلال دونما وعي وإدراك , هذا الأمر وغيره هو ما يجعلنا نتساءل .. لماذا لا يزال الحراك الجنوبي بقياداته في الداخل والخارج يتجاهلون مثل هكذا أمور في غاية الأهمية ؟ , ولماذا لم يجري بعد تنظيم وصحصحة العمل الإعلامي للقضية الجنوبية ؟أين المركز الإعلامي الجنوبي ؟ ألم يكن الأولى بقيادات الحراك أن تعد ميثاق شرف إعلامي للحراك ؟ ولماذا لا يجري الاعتماد والتنسيق مع الناطق الرسمي للحراك الدكتور عبده المعطري قبل الإقدام على تناول أي حدث أو قضية أو الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام الداخلية والخارجية ؟؟ ومن المستفيد من هذه الفوضى والعشوائية الإعلامية ؟؟
استفسارات لاتصل إلى نهاية... فممن يأتي الرد عليها ومتى ؟؟
متى نصحو من غفلتنا وندع الأنانية والمصالح الشخصية والغرور والمكايدة جانباً ونعمل يداً واحدة نحو هدف تحقيق الاستقلال واستعادة الجنوب .
* كاتب وصحافي حقوقي جنوبي عضو منظمة العفو الدولية .