الحراك- حفظه الله...

2010/08/31 الساعة 22:32:23
عبد الله ناجي علي
الحراك السلمي في الجنوب صار الجميع اليوم ينظر إليه كظاهرة سياسيه استثنائية بكل المقاييس .. فالحراك من منظور المجتمعات الحية يعتبر ظاهرة ايجابيه تعبر عن وجود مجتمع حي يرفض الظلم والتهميش والإقصاء .. وجاء الحراك الجنوبي ليؤكد للعالم اجمع إن شعب الجنوب لا يقبل الذل والهوان لأنه شعب تعود إن يعيش تحت مظله النظام والقانون ومن الصعوبة بمكان إن يفرض عليه إن يعيش تحت مظله الدولة ((الرعوية)) التي تدار بعقلية الجباية والطقم العسكري ومصلحة شؤون القبائل ..!!

لقد حقق الحراك الجنوبي انجازات كبيرة تأتي في مقدمتها إظهار القضية الجنوبية على كافة المستويات المحلية والاقليميه والدولية وهاهي قضية الجنوب تناقش اليوم على كافة المستويات الثلاثة المذكورة سابقاً..إضافة إلى أن الحراك الجنوبي جاء ليؤكد للعالم اجمع أن المشروع الوحدوي قد تم إفشاله واختطافه من قبل مراكز قوى الفساد في السلطة واكبر دليل على ذلك أن الوحدة قد تحولت من عامل قوة لبناء اليمن الحديث إلى عامل ضعف أعاد اليمن بشطرية بمسافات كبيره إلى الخلف ... !! ليس على مستوى الجنوب فقط بل وحتى على مستوى الشعب في الشمال .

حراك الجنوب من انجازاته الرائعة أيضا انه رفع من قيمة الجنوبيين المتواجدين في السلطة فقبل الحراك كانت سلطاتهم وصلاحياتهم مهمشة وبعد الحراك تم منحهم بعض الصلاحيات ....

ومنذ بداية الحراك السلمي نجد أن بعض المشاكل قد حلت لعدد من العسكريين والمدنيين إضافة إلى حل عدد من مشاكل الأراضي والمساكن والفضل كله بعد الله يعود إلى الحراك إضافة إلى أن الحراك السلمي في الجنوب قد شجع بعض الفئات الناشطة في المحافظات الشمالية من كسر حاجز الخوف وقد شاهدنا أصوات هؤلاء النشطاء ترتفع بوجه الحكام المستبدين خاصة منهم المشايخ ودويلاتهم المشيخية وسجونها الخاصة

ومن انجازات الحراك ابيضا انه قدم نموذج متميز لثورة شعبيه سلميه عارمة إلا أن السلطة لأسف تعامله مع هذا الحراك بالعنف مما نتج عنه سقوط عدد كبير من الشهداء واعتقال أعداد كبيرة من نشطاء الحراك ..!! وهناك ميزة استثنائية للحراك انه تجاوز المعايير الحزبية وأصبح المعيار الحقيقي للجميع هوا القضية الجنوبية والظلم الذي يعانيه أبناء الجنوب لهذا نجد أن جميع الأحزاب في الجنوب بما فيها حزب السلطة مشاركون في الحراك ولكن بنسب مختلفة مضافاً إليهم الشخصيات المستقلة والمشايخ والسلاطين يتقدمهم في ذلك الشيخ عبد الرب النقيب والسلطان طارق ألفضلي .. وهذه ميزة لم نجدها في أي حركة سياسية سلميه حتى أن مصطلح الحراك صار اليوم يستخدم من قبل القوى السياسية الداعية إلى التغيير في عدد من الدول العربية .

قطار الحراك الذي انطلق من مدينة عدن الباسلة يوم 7/7/2007م ليتنقل في جميع المحافظات الجنوبية ..وقد صار اليوم رقما صعبا يحسب له إلف حساب .. ونتمنى لقطار الحراك هذه المرة بعد ما حقق الانجازات المذكورة سابقاً أن يتوقف اليوم في محطة مهمة وهي محطة للمراجعة والتقييم حتى ينطلق وهوا حامل لمشروع سياسي يشارك في صياغته كل القوى السياسية الجنوبية في الداخل والخارج بل وحتى المتواجدين في السلطة أي انه يجب أن يكون هناك حوار جنوبي –جنوبي لا يستثني احد من كل القوى السياسية الجنوبية .

ويجب أن يخرج هذا الحوار بمشروع سياسي يتضمن في محتواه طموحات شعب الجنوب الذي يطالب بشراكته الحقيقية في السلطة والثروة ويتم التعامل معه كشريك ثنائي ليس بمعيار السكان مثلما هوا موجود ألان بل يجب التعامل مع الجنوب بمعياريي الأرض والثروة ... إضافة إلى أن المشروع المطلوب من قوى الحراك ومن يشاركهم في الحوار يجب أن يراعي المطالب الإقليمية والدولية في هذا الشأن .

أخيرا نقول أن الحراك – حفظة الله – قد حقق نتائج عظيمة وما على قادة الحراك إلا أن يستوعبوا جيداً أن القضية الجنوبية قضية عادلة وبامتياز لكنها للأسف حتى هذه ألحظة بيد محامين فاشلين ... بينما القضية الجنوبية بحاجة اليوم إلى حكماء سياسيين يعرفون كيف يتعاملون مع الدوائر السياسية المحلية والإقليمية والدولية التي تمتلك مفاتيح الحل ...

ويا مخارج خارجنا ....

A_nagi44@yahoo.com