الشباب جيل الهوية و قوة الحراك الجنوبي و سر انتصاره بسم الله الرحمن الرحيم ( إِنَّهُم فِتيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِم وَزِدنَاهُم هُدىً وَرَبَطنَا عَلَى قُلُوبِهِم إِذ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ لَن نَدعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَد قُلنَا إِذاً شَطَطاً ) الكهف : 13-14 .
صدق الله العظيم في موضوعي هذا أحاول أن أضع و بشكل مختصر وجهة نظري حول أهم قوة على الإطلاق في المجتمع و هم الشباب لا أحد سواهم ينتمون إلى مختلف تكوينات المجتمع الاجتماعية و السياسية و من هذا المنطلق فهم القوة الأعظم التي يجب الاهتمام بها و التركيز و الاعتماد عليها في أي فعل مجتمعي بما في ذلك الاعتماد بشكل أساسي على الشباب في مسيرة الحراك الجنوبي لما لهم من مكانة و أهمية في قلب الطاولة على نظام الاحتلال الأجنبي اليمني و تحقيق كامل الأهداف الجنوبية و ممكن ذكر البعض منها وفقاً للاتي: 1- الشباب بالإسلام هم الخير و العطاء و البناء ، و هم بغير الإسلام تعاسة و بلاء ، فالشباب طاقة يسخرها الله في إصلاح البشرية و تحديد معالم المستقبل و تحرير و بناء الأوطان.
2- الشباب هم: شريحة واسعة لمختلف فـئات و طبقات المجتمع يمثلون مستوى عمري معين حيث يشكلون قوة المجتمع الأساسية و الفاعلة و صانعين أمجاده و هم قوته الصاعدة المحركة و قيادات الحاضر و المستقبل.
3- الشباب لديهم قدرة على الاستجابة للمتغيرات من حولهم و سرعة في الاستيعاب، و تقبل الجديد المستحدث و تبنيه و الدفاع عنه، و هذه السمات تعكس قناعة الشباب و رغبتهم في تغيير الواقع الذي وجدوا فيه حتى و إن لم يشاركوا في صنعه.
4- الشباب لديهم طاقة هائلة للتغيير تتميز بالحماسة، الحساسية، الجرأة ,الاستقلالية ,ازدياد مشاعر القلق، و المثالية المنزهة عن المصالح و الروابط.
5- الشباب يتمتعون بالفضول في حب الاستطلاع بحيث يبدوا دائماً السؤال و الاستفسار في محاولة منهم لإدراك ما يدور من حولهم و الإلمام بأكبر قدر من المعرفة المكتسبة مجتمعياً حيث تبرز لديهم معالم استقلالية الشخصية، و النزوع نحو تأكيد الذات.
6- الشباب هم من لا يقبل بالضغط و القهر و المجاملة مهما كانت الجهة التي ترأس هذا الضغط عليهم سواء كانت سلطة أو احتلال أو أسرة، أو أية قوة أخرى في المجتمع و هذا السلوك جزء من العنفوان الداخلي للشباب و الاعتزاز بالنفس و عدم الامتثال للسلطة القهرية و الاحتلال.
7- الشباب هم من لديهم درجة عالية من الديناميكية و الحيوية و المرونة، المتسمة بالاندفاع و الانطلاق و التحرر و التضحية من أجل تحقيق كامل الأهداف التي يمنون بها.
8- الشباب لديهم الغريزة الطبيعية في بدء التفكير في خيارات الحياة و المستقبل، الزواج، التعليم و الثروة.
9- الشباب هم الطاقة الخلاقة المتجددة التي تغذي مختلف مجالات المجتمع بتجددها المتواصل .
10- الشباب هم جيل الهوية العربية للجنوب العربي و جيل الوطن الجنوبي – الجنوب العربي و هم قوة التغيير و الثورة الجنوبية الشاملة للتحرر و الاستقلال و هم العقول المتفتحة و المتحررة من شوائب الماضي و الصفحة البيضاء ناصعة البياض تنتظر من يرسم عليها برنامج التطور و ملامح المستقبل.
لذا فهم قوة و سر انتصار ثورة الجنوب العربي في طرد الاحتلال و تحرر و استقلال الجنوب و استعادة الهوية و الدولة كاملة السيادة.
بعد حرب احتلال الجنوب صيف 1994م و في إحدى مسلسل حلقات خطب رأس نظام الاحتلال الأجنبي اليمني علي عبد الله صالح أورد هنا ليس بالنص ولكن بما معناه حسب ما أتذكر قائلاً "فل نصبر على الجنوبيين 25عام يكون بعدها قد أتى جيل توالد في عهد الوحدة لا له معرفه بالماضي الجنوبي حيث يشكل هذا الجيل الجيل الذي يدافع عن الوحدة بعيد عن طموحات و آمال آبائهم " بالهوية الجنوبية المستقلة.
لكن ماذا يجري على الواقع المعاش و على أرض الواقع الجنوبي أنه عكس ما توقعه رأس نظام الاحتلال تماماً حيث أصبح الشباب و حتى الأطفال متجاوزين ما كان يطمح إليه آبائهم فقد أصبحوا جيل الهوية و الوطن, جيل التحرير و الاستقلال و استعادة دولة الجنوب العربي الحرة كاملة السيادة يستشهدون و يجرحون و يعتقلون و هم على طريق النصر المبين سارون بإرادة و عزيمة لا تلين لها قناة.
انتفض الجنوب و الجنوبيين ضد الاحتلال الأجنبي اليمني من المهرة و حضرموت بالشرق إلى الضالع وطور الباحة في الغرب و حيث يتواجد الجنوبيين في بلدان العالم و زلزلة انتفاضة الجنوب و حراكه المبارك الأرض من تحت أقدام المحتلين الجدد و ما من منطقة و قرية و مدينة و حي في الجنوب إلا و هي منتفضة و منخرطة في الحراك الجنوبي المبارك و ها هي مدينة عدن الأبية و الشامخة عاصمة دولة الجنوب العربي السياسية و المكلا التاريخ و الحضارة عاصمة الجنوب العربي الاقتصادية تدخلان بقوة و شموخ في انتفاضة و حراك شعبي شامل ضد الاحتلال الأجنبي ليمني و تشهد أحياء و شوارع العاصمة عدن و المكلا و على سبيل المثال أحياء الطويلة و السعادة في عدن و في فوه والكرنيش المكلا و غيرها من مديريات و أحياء و شوارع المكلا و عدن ملحمة أسطورية يسطرها الشباب وجهاً لوجه مع قوات الاحتلال الأمر الذي تتصاعد معه الانتفاضة الجماهيرية و تتقهقر أمامها قوات الاحتلال بكل جبروتها رغم ما استخدمته من تدمير و قمع و قتل و جرح العديد من الشباب إلا أنهم ماضين قدماً في تحقيق هدفهم الوحيد و الأوحد – طرد الاحتلال الأجنبي اليمني شر طرده و استعادة الوطن و الهوية العربية للجنوب و تحرر و استقلال الجنوب و استعادة دولة الجنوب العربي كاملة السيادة مرددين الشعارات التالية: فلم من كريتر عدن لهتافات الشباب نشتي نقاتل نشتي نموت.
نشتي تحرير الجنوب ما با نجلس في البيوت
نشتي تحرير الجنوب قولوا معنا يا سكوت.
نشتي تحرير الجنوب حي السعادة ثار شبانه.
وأهل الطويلة ثائرين ألان بندر عــدن بركان نيرانه.
من ساحل أبين لا جبل شمسان شهيد مستشهد بجثمانه.
يرعب جحافل طاغية سنحان وأبطال بالبار وت والزانة.
تأخذ بثأره في قمم ردفان يا أحمد علي أنته وأبوك أرحل.
شف بن علي قبلك رحل مغصوب وان ما تبى ترحل معي لك حل.
بار حلك يا حمد علي مسحوب إذا نظر المراقب والمحايد لما يجري في الجنوب العربي من تحول شعب الجنوب إلى بركان هائج و ثائر و منتفض بشكل متصاعد و مستمر بغرض استعادة الوطن و الهوية و الدولة و تصاعده بشكل مستمر سوف يلاحظ بأن قوة و سر هذا التصاعد و الاستمرار يعود إلى أن الشباب الجنوبي من مختلف شرائحهم الاجتماعية و أعمارهم هم عماد و بنيان الحراك الجنوبي و قوته الفاعلة و سر و قوة انتصاره.
فلما يواجه رأس نظام الاحتلال انتفاضة الشباب الجنوبي بالرصاص الحي؟؟ و يأمر بإنزال الدبابات و العربات و المدفعية إلى شوارع و مناطق و مدن الجنوب و يقصف بها المنازل و المظاهرات السلمية و يحاصر بها الأحياء و المدن و القرى و المناطق الجنوب و يواجه بها الشباب الذي يقول عنهم بأنهم جيل الوحدة فإذا كانوا كذلك لما الخوف منهم؟؟؟.
ألم يستفيد رأس نظام الاحتلال من الدروس التي سطرتها الشعوب ضد المحتلين و من دروس الشعب الجنوبي الذي يقف الشباب في الطليعة لرفض وحدة الغدر و الدم و الدمار و التي لم تكن لها وجود على الواقع إلا في خيال رأس نظام الاحتلال و أن الواقع هو احتلال مشين و متخلف ؟ دمر ما بناه الاحتلال البريطاني و دولة الجنوب و ما بني في الجنوب عبر مختلف مراحل التاريخ؟ ألم يستوعب رأس نظام الاحتلال بأن الشباب الذي يتحدث عنهم يواجههم هو بالرصاص الحي و قذاف المدفعية كونهم يتقدمون المظاهرات والإعتصامات و ينظمون المهرجانات المطالبة برحيل الاحتلال الأجنبي اليمني و يرددون الهتافات: برع برع يا استعمار و بلادي بلادي بلاد الجنوب و جمهورية وعاصمتها عدن وسوف نناضل سوف نموت من أجل تحرير الجنوب؟؟.
أيها المحتلون ألا تعتبروا من دروس التاريخ و تلبوا طلبات الشباب جيل الوحدة الذي قلتم عنهم برحيل قواتكم و أجهزة نظامكم من الجنوب العربي و ترك شعب الجنوب العربي يختار بناء مستقبله كما يريد قبل أن يفرض عليكم الرحيل عنوة.
إن شعب الجنوب العربي الذي يتقدم الشباب نضاله ضد الاحتلال الأجنبي اليمني لا شك و أنه على أبواب النصر, أبواب التحرر و الاستقلال و إن أيام الاحتلال اليمني في الجنوب باتت معدودة .
تحية و تعظيم سلام لشعب الجبارين العرب الذين يزلزلون الأرض من تحت أقدام المحتلين اليمنيين على طول وعرض مناطق الجنوب و عاصمة دولة الجنوب مدينة عدن.
تحية و تعظيم سلام لشباب الذئاب الحمر الذين يسطرون ملاحم البطولة و التضحية ضد الغزاة و جحافل قواتهم الغازية.
تحية و تعظيم سلام للأمهات اللواتي حملت و أنجبت و ربت الشباب المناضلين الأشداء الذين يتقدمون الصفوف في ساحات الشرف و ميادين الوغى.
أن شعب الجنوب العربي يمر بمرحلة من أصعب المراحل بحكم الاحتلال الأجنبي اليمني الجاثم على صدره و عليه فإن على الشباب تقع المسؤولية الأعظم في النضال التحرري باعتبارهم الشريحة الواسعة في المجتمع و ينتمون لمختلف شرائح و فئات و طبقات المجتمع الجنوبي و تكتلاته السياسية و منظماته الجماهيرية.
على الشباب من وجهة نضري القيام بما يلي: 1- تنظيم أنفسهم سياسياً و حزبياً و جماهيرياً.
2- أخذ زمام المبادرة في تحريك الشارع الجنوبي في المظاهرات و الاعتصامات و المهرجانات حتى العصيان المدني بشكل مدروس و منظم و منسق و التركيز على عدن باعتبارها العاصمة.
3- تحريك المدارس و الكليات و الجامعات باعتبارها القوة الجماهيرية الفعالة و تنسيق عملهما مع نشاط الشارع الجنوبي لقيام مختلف الفعاليات.
4- تشكيل اللجان و مجالس التنسيق المختلفة المتخصصة في تنفيذ المهام و تنظيم العمل و من بينها: التنظيمية, المالية, الإعلامية, الجماهيرية, السياسية.
الترجمة, المنظمة للفعاليات و.
الخ.
5- توثيق كل ما يحدث على الواقع الجنوبي في المكان و الزمان و إرسال نسخ منها إلى السفارات و مكاتب المنظمات الدولية العاملة داخل البلد و إلى الدول و المنظمات الدولية على مستوى العالم و بالأخص الفاعلة منها و باللغتين العربية و الإنجليزية.
6- المساعدة في تقديم العناية بأسر الشهداء و أسر المعتقلين و متابعة شئون الأسرى.
7- المساعدة في المتابعة لعلاج الجرحى و الاهتمام بالمعاقين.
8- المساعدة في المتابعة لتأمين المتطلبات الضرورية للأسر التي تشردت و تتشرد من منازلها بالتنسيق مع منظمات حقوق الإنسان و منظمات الأمم المتحدة
9- المساعدة في المتابعة للمنظمات الدولية المعنية في توفير السكن الضروري لمن دمرت منازلهم ومتابعة حصولهم على التعويضات.
10- تدوين مختلف الجرائم المرتكبة في الجنوب في المكان و الزمان سوى كانت ضد الإنسانية أو اقتصادية و إعداد ملفات بها لتقديمها للقضاء الجنوبي عندما يحين أوانه و القضاء الدولي لينال المجرمين جزاء ما اقترفته أيديهم.
11- تعميم لوسائل الإعلام الجنوبية و العربية و العالمية كل ما يحدث في الجنوب أول بأول و رسم الأعلام و الشعارات و صور الشهداء على جوانب الطرق و الجبال و جدران المنازل و تعميم المنشورات.
12- إنشاء صندوق مالي للشباب و البحث عن مصادر تموينه.
13- تشكيل اللجان الشبابية الأمنية في الأحياء السكنية للاهتمام بالجانب الأمني لسكان الحي.
14- الاستعداد من خلال تصور مسبق للمساهمة في إدارة المناطق التي يتم تحريرها.
15- التنسيق مع مختلف التكتلات السياسية و منظمات المجتمع المدني الجنوبية.
للجميع التوفيق و السداد لشعب الجنوب العربي التحرر والاستقلال للشهداء جنة الخلد للجرحى الشفاء العاجل للأسرى الحرية و إنه لعصيان مدني شامل حتى التحرر و الاستقلال الدكتور/ عبد الله أحمد بن أحمد الحالمي سياسي وباحث أكاديمي الجنوب العربي 26يناير2011م Dr_abdullahahmed@googlemail.com