خليجي 20 وهم ومكابرة صنعاء وحقيقة الدخلاء على الحراك الجنوبي/ بقلم: رائد الجحافي
منذ ان أعلن اليمن استعداده لاستضافة البطولة الكروية لخليجي عشرين شرع بالتركيز على الجانب الأمني والعسكري ووجدها فرصة للزج بما يقرب من السبعين إلف جندي من قوات الجيش والأمن بالإضافة إلى أكثر من عشرة ألف من الجهاز الاستخباري إلى العاصمة عدن، وبسبب الانتقادات والآراء التي تحدثت عن وجوب نقل مكان الاستضافة إلى دولة خليجية أخرى شدد اليمن من إمكانية استعداده لاستضافة البطولة ومقدرته الكاملة على الاستضافة وكان عليه ان ينجز الكثير من الخدمات المتعلقة بالبطولة ولكن الوقت قصير جداً ولا وجود للبنية التحتية التي تحتاجها البطولة من منتديات وملاعب وفنادق وإمكانات إعلامية وغيرها، هنا شرعت صنعاء بجلب المهندسين والخبراء وشركات المقاولة وطلبت انجاز الملاعب وفنادق الاستضافة في أسرع مدة زمنية ولكن بالمقابل على اليمن ان ينفق أضعاف المبالغ التي كان سينفقها في الظروف الاعتيادية واعتمدت إستراتيجية الانجاز على الجانب الشكلي بالنسبة للفنادق وغيرها وكان تخبطها الكبير قد تنامى بفعل تصاعد الحراك السلمي الرافض لإقامة البطولة على ارض الجنوب المحتل، فعاد إلى رسم خطط أمنية تضمن له بالمقام الأول عرقلة تحركات ونشاط الحراك الجنوبي وبينما أقام سياجات أمنية وعسكرية بالغة العدد والعتاد على العاصمة عدن كان عليه أيضا ولكي يضمن عدم وصول الحراك إلى العاصمة عدن ان يعمل على خلق إرباكات وقلاقل في المناطق والمدن الجنوبية الأخرى، فعمل على حصار المدن والمناطق الجنوبية الواقعة بالقرب من العاصمة عدن والمناطق الأكثر نشاطاً وشرع بمداهمة منازل نشطاء الحراك وقصف بعض المناطق واستحداث المئات من المواقع العسكرية ونقاط عسكرية وأمنية لا حدود لها، عندها استشعر الحراك الجنوبي حقيقة الانهيار والتخبط الذي يعانيه نظام صنعاء، فعمد المجلس الأعلى للحراك إلى إنزال برنامج لفعاليات سيتزامن تنفيذها مع فعاليات خليجي عشرين، لينجح الحراك إعلاميا في الترويج لبرنامجه السلمي الذي لاقى أصداء واسعة في مختلف دول العالم وهذا ما جعل النظام اليمني يفقد أعصابه ليوجه الاتهامات جزافاً لإعلاميين ووكالات أنباء عربية بالتضخيم، متناسياً ان العالم يدرك ويعي حقيقة ما يجري وان الأفعال والصور الموجودة في الواقع تتحدث عن نفسها فالكم الهائل من الجيش ان لم نقل الجيوش التي تحرس عدن وتتوزع الثكنات العسكرية المدججة بمختلف أنواع الأسلحة في كافة الشوارع والأحياء السكنية ومداخلها وعلى الجبال، هذه الصور وحدها تؤكد مدى خوف وقلق السلطات اليمنية من الحراك السلمي، وبمجرد تدشين خليجي عشرين في اليوم الأول ظهرت صنعاء وكأنها تلك التي حققت نصر عظيم على عدوها اللدود الحراك السلمي الذي لا سلاح له سوى شعاراته السلمية يقابلها في جانب السلطة ما سلف ذكره من قوات، ولم يكن الحراك السلمي قد تراجع أمام تلك القوة التي تكفي لمواجهة الكيان الإسرائيلي، لكن الحراك وبموجب خطته السلمية استطاع ان ينفذ قطع الطرقات بين دولتي الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وانتفض الجنوب بالمسيرات والمهرجانات بما فيها العاصمة عدن كما زحف الجنوبيون نحو العاصمة عدن وتصدت لهم تلك القوات بمختلف أنواع الأسلحة وحتى الطائرات الحربية كانت حاضرة يوم الاثنين الماضي حيث حلقت على علو منخفض من مناطق ردفان والضالع وكرش والعند وأبين ورغم كل هذا استطاع الجنوبيون إقامة مسيرات في الشيخ عثمان والبريقا وصلاح الدين وواجهتها سلطات الجيش والأمن بالذخائر الحية مع مواصلتها في اعتقال المئات من أبناء الجنوب ومداهمة منازلهم واعتقال نشطاء الحراك وحتى النساء والأطفال لم يسلموا من الاعتقالات والمطاردات، هكذا صور ومشاهد لم تكن تعني سوى ان الحراك الجنوبي انتصر بالفعل في تحقيق الكثير مما لم يكن قد حققه في الفترة الماضية ثم ان الفعالية المتعلقة بالبطولة الكروية الخليجية لا تزال في أول الطريق، فهل يستحي أولئك المتشدقين والمتبجحين الذين يتحدثون عن إخفاق الحراك في تنفيذ برنامجه السلمي، ولكننا نقول لا حرج من الآخرين من أبواق سلطات صنعاء عندما يتحدثون بهكذا لغة اعتدنا واعتاد العالم اجمع عليها، لكن الحرج والعار على أولئك الذين يدعون أنهم جنوبيين ويتعاطون مع هكذا تراهات بمنطلقات تفوح منها رائحة تصفية الحسابات الشخصية بين مرضى الحراك من الذين كانوا دخلاء على النضال أولئك الذين وجدوا من دماء الشهداء والجرحى والخطابات والمنصات مصدر رزق وفير لم يعهدوه في وقت مضى لهذا فهم يعيشون على التناقضات ويهربون من التنظيم والمواجهة الحقيقة، لأنهم لا يريدون سوى بقاء الوضع على ما هو عليه لكن لا خوف على الحراك منهم فعامة الشعب الجنوبي باتوا يدركون كل شيء ويعرفون الحقائق جل المعرفة.