بقلم/ رائد الجحافي
ذات يوم وفي ظل الحديث عن استقالة الصحفي اللامع غسان بن جدو من قناة الجزيرة العام الماضي، قال بن جدو الذي أظهر نيته حينها إلى إطلاق قناة جديدة قال في تصريح او مقابلة لصحيفة ما " جميع القنوات العربية عبارة عن نسخة متطابقة باعتبارها لا تتعاطى مع الواقع كما هو" وكانت استقالة بن جدو من الجزيرة بحجة عدم التزامها المهنية والحيادية، وفي شهر يوليو من العام الماضي كشف بن جدو في مؤتمر صحفي له عن مشروعه الجديد - شبكة الميادين - استبشر ملايين العرب خيرا بهذا المشروع الجديد، وكنا نحن الجنوبيين من هؤلاء الذين عاشوا الفرحة وتعزز في قلوبهم الأمل على أن لا زالت بخير، وأن العالم رغم سوداويته إلا أن فيه احرارا واصحاب ضمائر حية لا يقبلون الباطل، وجاء هذا الشعور بالامل في ظل تردي قيم واخلاق الاعلام العربي وتسخيره للمكاسب الشخصية والمتاجرة ومصالح الدول والأنظمة التي تسيطر على وسائل الاعلام، وكما ان صحفي كغسان بن جدو الذي لمع في عالم الصحافة في العقدين الماضيين وأصبح من أشهر الصحافيين ليس على مستوى الوطن العربي بل على مستوى العالم من حيث مهاراته الاعلامية البالغة يضاف إليها مواقفه الواضحة وانتصاره للمضلومين وغيرها من الصفات الايجابية، وتعزز الأمل بهذه القناة باعتبار ان الصحفي غسان بن جدو قد استقال من قناة الجزيرة التي تمثل واحدة من اشهر القنوات الفضائية العربية وأكبر قناة من حيث الجمهور وباعتبار ان بن جدو استقال بسبب السياسة الاعلامية الخاطئة للجزيرة وهو الأمر الذي يدعو لتعزيز الأمل بقناة الميادين التي ستأتي بسياسة اعلامية مخالفة لسياسة الجزيرة التي وقعت في شرك الاضرار بقضايا الشعوب وعادت لتخدم قوى اكثر اجراما ومنها ما يحدث في جنوب اليمن الذي يتعرض لابشع صور وأشكال الظلم والاجرام من قبل السلطة اليمنية إذ لم تكتف الجزيرة بحجب حقيقة ما يجري في الجنوب بل وصل الأمر إلى نشرها لمواد اعلامية واخبار غير حقيقية، وها هي قناة الميادين اليوم لم تتعاطى بعد مع مجريات ما يجري في الجنوب رغم حجم الحدث واهميته ورغم الجرائم المرتكبة فيه إلى حد اللحظة، لم نفقد الأمل بعد بمشروع بن جدو فهل نرى اعلام آخر يكسر الروتين المتعارف عليه الذي سئمناه في القنوات الاخرى.