الضالع – ملتقى جحاف - خاص
عقد مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب بمديرية الضالع، مساء اليوم الأحد بمنطقة زبيد بالضالع، ندوة سياسية بعنوان تحديات ماثلة ومهام عاجلة، وافتتحت الندوة بايت من القران الكريم، وأدار الندوة لجنة مشكلة من كل من الدكتور المعطري الناطق الرسمي للمجلس الأعلى للحراك السلمي – رئيساً، والمهندس عبدالله احمد حسن نائباً للرئيس، وعضوية كل من، الأخوة محمد هادي علي، ومحمد احمد البيض، ثم قدم الورقة الأولى للمناضل صالح شايف حسين، تلاها الأستاذ، عبد الحميد طالب، وكانت بعنوان( الحراك الجنوبي.. تحديات ماثلة ومهام عاجلة)، وجاءت كالآتي:
القضية الجنوبية تحديات ماثله ومهام عاجلة – للمناضل/ صالح شايف
أولاً :-قراءة في المشهد السياسي-
تثبت الوقائع السياسية وتطور الأحداث المتلاحقة في اليمن بوجه عام، وفي الجنوب على وجه الخصوص، بأن وضعاً جديداً قد نشأ في رحم الأزمة العميقة المركبة، وباتت ولادته منتظره بشكل ما من الأشكال وبأن موعد تلكم الولادة وملامح المولود وسلامته تعتمد وبصورة رئيسية على درجات الفعل الملموس على الأرض ومدى تأثيرها واتساعها واتخاذها الطابع الواعي والمنظم والبعيد عن العشوائية وانعدام الضوابط ، وبمدى القدرة على صياغة الأهداف النهائية وكيف ينبغي الوصول إليها ، وبقدرة القوى الحاملة لهذه الأهداف على صياغة برنامجها السياسي العام بشقيه التكتيكي والإستراتيجي وعلى التقاط اللحظة التاريخية الراهنة وتوظيفها توظيفاً سياسياً وتاريخياً محنكاً، يتغلب فيه العقل والمنطق على ما عاداه من العواطف والانفعالات والمصالح المؤقتة والحسابات الضيقة المدمرة، مهما كان لونها أو تعبيراتها السياسية، الأمر الذي يتطلب جهداً استثنائياً مثابراً من الجميع واستحضاراً مسئولاً للتجربة التاريخية الماثلة التي مررنا بها منعاً لتكرار الأخطاء والاستفادة القصوى من دروسها المرة التي دفع الجميع ثمنها وفي المقدمة شعبنا الطيب في الجنوب، الذي اثبت معدنه الأصيل من خلال تسامحه النبيل وتمسكه الوطني والأخلاقي بمن تبقى من القيادات التي تعاقبت على حكم الجنوب منذ الاستقلال ، وتنازله عما لحق به من أذى خلال الفترة الماضية ولصالح المستقبل والمستقبل وحده ..
ثانياً: لقد أصبحت الحقيقة واضحة وراسخة بأبعادها المختلفة في حياتنا العامة وغير قابلة للهروب أو التهرب من مواجهة إستحقاقاتها التاريخية والتي تؤكد وتثبت لنا كل يوم، بأن سلطة السابع من يوليو قد أسقطت مشروع الوحدة بالحرب، وخطفت الجنوب بالسطو المسلح وحولته إلى غنيمة حرب موغلة ببشاعة السلوك ونطاق التدمير وعربدة الجهل، ومحققة بذلك هدفها الإجرامي الذي سعت إليه والمتمثل بالحفاظ على نظام الجمهورية العربية اليمنية حاكماً للشمال، ومحتلاً للجنوب في نفس الوقت، وباسم الوحدة وشعارها، وهي مقاربة شيطانيه خبيثة، غير أنها مفضوحة أمام الناس ومكشوفة للتاريخ، وهو الذي سيصدر غداً ومن على منصة عدله المنصفة حكمه النهائي بحقها، الأمر الذي جعل من العودة إلى ما قبل 22 مايو 1990م خطاً إجبارياً لسير ومسيرة الحراك السلمي الجنوبي المجيد وخياراً وطنياً مشروعاً لكل الجنوبيين، عبر فك الإرتباط سلمياً وأخوياً والذي أعلنه في حينه وجدد ويجدد التأكيد عليه الرئيس علي سالم البيض)) وبأشراف ورعاية إقليمية ودولية، وهو ما يستدعي منا توجيه خطاباً واضحاً ومسئولاً يطمئن أهلنا وأخوتنا في الشمال نؤكد من خلاله، بأن الحفاظ على وشائج الأخوة وكافة الحقوق والمصالح والمنافع المشتركة، ستكون مصانة بقوة القانون وبمنطق التاريخ والجغرافيا وبحماية كاملة من قبل دولة الجنوب القادمة، وأن ندعوهم كذلك إلى أن يتركوننا وشأننا لنقرر مصيرنا بأنفسنا بعد أن أوصد نظام صنعاء الأبواب أمام كل دعوات الإصلاح والتغيير، وسيبقى موقفه كذلك، بل وندعوهم إلى التضامن معنا وبما يستطيعون، وهو حقنا عليهم، فأن فعلوا ذلك فهو تضامناً معنا ومع أنفسهم وأن تعذر عليهم الأمر، فلا يكونوا عوناً للنظام علينا وهو أضعف الأيمان..
وانطلاقاً من ذلك وعلى سبيل المساهمة المتواضعة، فأنني أضع بين أيدي من يهمهم الأمر من القيادات المسئولة وبمستوياتها المختلفة ولكل الحاملين لقضية الجنوب وشعبه، الملاحظات والمقترحات التالية بشكل مركز وعلى هيئة خطوط عامه وأسئلة مفترضة وموجهة ، بعيداً عن التفاصيل، منعاً للتأويل أو الفهم الخاطئ والأحكام المسبقة على المضمون وهي بالإضافة إلى ما جاء أعلاه كالتالي:-
1- أثبتت التجربة التاريخية للإنسانية ومنها تجربتنا في الجنوب قبل قيام ثورة 14 أكتوبر المجيدة، بأن حركات الشعوب التواقة للحرية ومقاومة القهر واستعادة الحقوق، مهما كان حجمها وعظمتها، فأنها تتحول إلى حركات عبثية لا معنى لها ومهما كانت تضحياتها ،( إلا في حالة واحدة فقط ) وهي وجود القيادة الموحدة الواعية والمسئولة التي تتولى التوجيه والتنظيم وتوائم بين متطلبات الحركة الآنية وبلوغ الأهداف النهائية في سياق فعل متناغم بين المركز القيادي وبقية القيادات الهيكلية للحركة ، فبتوفرهذا الشرط الحاكم يتم الحفاظ على الطابع المنظم لهذه الحركة وضمان ديمومتها ويحول بينها وبين تحولها إلى حركة عبثية في التاريخ وتنهار وتتبعثر قواها بعد أن يدب اليأس والإحباط بين صفوفها وتنهش الخلافات في جسدها .. فأين نحن من ذلك ؟ّ! .
2- لقد أنبعث الحراك الجنوبي بصفته ووضعه الحاليين بعد أن تراكمت عوامل محفزه عديدة ، واستكملت بعض حلقات النهوض المطلوبة ومن أهمها نشوء وتطور حركة التصالح والتسامح وخروج الرئيس علي سالم البيض إلى الواجهة، وفي ضوء الإستفادة من بعض التجارب والأشكال التي سبقت هذا النهوض وهي عديدة (( ولسنا بصدد تقييمها هنا )) ولعل العامل الحاسم الذي شكل قاعدة في هذا الانطلاق هو وعي الجنوبيين المتزايد بقضيتهم الجامعة وإدراكهم العميق بحجم القهر والظلم وشمولية المأساة التي لحقت بهم وبهويتهم وتاريخهم ومصالحهم المشتركة وبكيانهم المستقل الذي جسدته دولة الاستقلال وحتى قيام الوحدة المغدور بها في مايو 1990 والسؤال الذي يطرح نفسه هنا وبإلحاح :هل أستكمل النهوض الجنوبي بمعناه الأشمل ووجد له الوعاء التاريخي الحاضن لهكذا نهوض الذي يوحد الفعل والإرادة ؟!
3- أن مواجهتنا للحقيقة وليس الهروب منها تستدعي منا الاعتراف بأن هناك تباينات حقيقية في الرؤى والوسائل التي ينبغي إتباعها لتحقيق أهداف ومطالب الحراك الجنوبي وبكل جوانبها وأبعادها وهو ما يستدعي المراجعة الجادة والمسئولة لهذه المعضلة السياسية ، والبحث في أسبابها وخلفياتها وكيفية تجاوزها وبسرعة وعلى قاعدة الوضوح والمصارحة والتفهم لدوافع وأسباب ومبررات كل طرف من أطراف الحراك الجنوبي وتقديم التنازلات المتبادلة خدمة للقضية الجنوبية وإثبات الموقف الحقيقي منها بعيداً عن الشعارات، والقبول بالرأي والرأي المخالف وبعيداً عن لغة التخوين أو توزيع صكوك الوطنية وجعل التنوع مصدرا للقوه والتوحد والثبات....
4- أن الحراك الجنوبي الذي أرتفع محمولاً على أكتاف الإرادة الشعبية، دفاعاً عن الحق والانتصار للحقيقة وكبرياء التاريخ ينبغي أن يقابل بأعلى درجات الوفاء والمسئولية من قيادات ونخب الجنوب السياسية والإجتماعية وفي أي موقع كانت وأينما كانت في داخل الوطن أو خارجه، وأن تغادر أرث وثقافة الماضي بكل تلاوينها وأن تقدم التضحيات الجديرة بتضحيات الشعب التي يقدمها رخيصة في هذه الظروف العصيبة وقبل فوات الأوان وضياع هذه الفرصة التاريخية النادرة .. فهل نفعل ذلك ونردم الهوه ما بين القول والفعل ؟!
- أن عبئ المرحلة الحالية ثقيلاً جداً وستكون المرحلة المقبلة أكثر تعقيداً وتمزقاً أذا ما أستمر الخطاب السياسي المتعدد الاتجاهات والمنطلق من خلفيات متعددة وأهداف متباينة وتحت رداء القضية الجنوبية العادلة ، الأمر الذي يتطلب تظافر كل الجهود ولملمة الصفوف وبما يضمن إعلان الكيان الجنوبي الموحد لكل هيئات الحراك ولو بالحد الأدنى وبالصيغة التي تضمن وجود مرجعية سياسية وقيادية موحدة، وخطاباً سياسياً وإعلامياً موحداً قدر الإمكان مع ضمان حق المناورة، وسيكون حدثاً عظيماً وتكريماً للتضحيات المختلفة التي قدمها الجنوب بأن يعلن عن ولادة هذا الكيان في الذكرى العشرين لإعلان مشروع وحدة 22 مايو 1990 أو في أي مناسبة وطنية جنوبية وقبل نهاية هذا العام على أبعد تقدير، لما لذلك من دلالات سياسية وتاريخية عميقة … فهل نحن قادرون ؟
6- لقد علمتنا التجارب والقواعد العامة فى الحياة السياسية الدولية ، بأن التكتيك جزءاً أصيلاً من الفعل السياسي المكمل للإستراتيجية ووسيلة فعالة لتحقيق الأهداف المعلنة منها وغير المعلنة، وبأن المناورات السياسية والمرونة الذكية والتعاطي مع حركة الواقع السياسية وتقديم التنازلات المحسوبة بدقة عند الضرورة وتوزيع الأدوار المتفق عليها بأنها أدوات ضرورية وفي غاية الأهمية لكل من يمارس السياسة وهو أمر شبه مفقود عن عدد من مكونات الحراك والهيئات الشعبية، إما بحسن نية أو لقلة الخبرة وطغيان الحماس أو بوعي قابل للتأويل ..
7- إن التسابق على الزعامات من قبل البعض وحجز المواقع المفترضة في دولة الجنوب القادمة مسبقاً ((حسب تخيل ووعود كريمة مجانية)) والبحث عن الأضواء والتباري في إطلاق التصريحات غير الحصيفة ومقالات التمترس هنا وهناك، أو تلك الحاملة لبذور الفتنه (( ناهيك عن تعدد الشعارات والأعلام والرايات، ومنح الألقاب وصفات الزعامة الملغمة( لمن هب ودب) إنما تمثل بمجملها خطراً على القضية الجنوبية وحملتها الحقيقيون ناهيك عن كونها تمثل حالة مناسبة (( ومن حيث لا يستشعرالحراكيون)) لإخفاء وتغطية حالات الإختراق القائمة ربما، أو المحتملة بين صفوف الحراك في الداخل والخارج وعلى مستويات ودرجات متعددة.. وهو ما يدعو إلى المراجعة والتوقف الجاد عند هذه الحالة وأخذ الإحتياطات الضرورية والمناسبة وبصورة مسئوله..
8- إن استحضار التاريخ لفترة ما قبل الإستقلال واتهام الثورة الجنوبية ودولتها ونظامها السياسي بالانقلاب على تاريخ الجنوب وضياع هويته وبيعه رخيصاً ويمننته بغباء كما يقول البعض وجعل ذلك مادة رئيسية في خطابهم السياسي والإعلامي، إنما تدل على حالة قصر نظر بالغة الخطورة وخطاباً سياسياً تاريخياً قاتل في هذه الظروف ويفتح الأبواب على كل التأويلات التي لا تساعد على وحدة الصف التي ننشدها، وتضع القضية الجنوبية في زاوية ضيقه ومحاصرة وبأكبر عدد ممكن من الخصوم، ويحرمها من حلفاء لها اليوم أو محتملين بالغد ، (( أكان ذلك بصفة مرحلية أو مؤقتة )) ناهيك عن كونها تبعث بروائح تشتم منها روح الإنتقام المبكر كما قد يفهمها البعض.. فأين مصلحة الجنوب في مثل هكذا خطاب؟!
9- إن بقاء البعض من الجنوبيين (( في السلطة وخارجها )) في المنطقة الرمادية، بل ووقوف البعض الآخر صراحة إلى جانب نظام صنعاء وضد أهلهم، يتطلب عملاً استثنائياً جاداً ينبغي بذله وبتجرد من قبل الجميع معهم كسبيل آمن للانتصار على الذات الجنوبية وبأسرع ما يمكن وبعيداً عن الأوهام التي قد تقود البعض إلى عدم الاكتراث أو التقليل من شأن بقية القوى والأطراف والشخصيات الجنوبية والتي يتطلب العمل معها صبراً وحكمة وتفهماً لمواقفها بهدف جذبها إلى دائرة الفعل الجنوبي ووفقاً لظروفها المحيطة ،
(( مع أن هناك صعوبة حقيقية في إقناع البعض ممن استقرت مصالحهم مع النظام )) والاعتماد في ذلك على العمل المؤسسي ولو بحدوده الدنيا وبعيداً عن الحسابات الضيقة والذاتية المقيتة وأن يكبر الجميع بكبر وبحجم القضية الجنوبية العظيمة والانتصار للتاريخ الذي به وعبره سيتم إنصاف وتكريم الأوفياء ويعاقب ويدان كل من خذلوا شعبهم بأنانيتهم وأوهامهم وتحت أية ذريعةً كانت، لأنه الشاهد وهو الحكم
10- علمتنا التجارب السياسية والخبرة التاريخية للإنسانية ، بأن ليس كل من يتفقون ذات يوم على هدف ما ويرفعون شعاراتهم لتحقيق هذا الهدف ويعلنون بأنهم متحدون من أجل ذلك، فأن الوقائع والتطورات اللاحقة للأمور تثبت عكس ذلك ، وغالباً ما يتصارعون عند وصولهم إلى أول محطة يندحر فيها الخصم لتفتح بعدها أبواب الخصومات ودورات الصراع فيما بينهم ، الأمر الذي يحتم على أي قيادة تجيد قراءة التاريخ أن تلتفت وبعناية بالغة لطبيعة القوى التي تقودها وبكل خلفياتها السياسية والتاريخية وتراكيبها الاجتماعية ومصالحها الاقتصادية ومنافعها المادية الملموسة ومدى التجانس فيما بينها وحجم المسافة التي قد تفصلها وتباعد فيما بينها لاحقاً لأسباب تاريخية كانت أم طارئة، أو بسبب اختراقات من العيار الثقيل في تراكيب ومكونات هذه القوى، قد يكون أستطاع الخصم زرعها وبذكاء شديد وفي وقت مبكر أو على مراحل، أو بسبب إخفاء بعض أطرافها لرؤاها وأهدافها الحقيقية إلى ما بعد هزيمة الخصم واندحاره من ساحة المواجهة المباشرة.
أنها مسئولية استثنائية كبيرة أمام قياداتها المعنية ، لتتجنب المنزلقات والتداعيات التي قد تنتظر هذه القوى في مرحلة ما بعد اندحار الخصم، فالخطأ في حسابات السياسة اليوم هو الأب الشرعي للفشل والهزيمة غداً ..
11- إن الحفاظ على حركة التصالح والتسامح وتطويرها واتساع نطاقها وجعل أبوابها مفتوحة وإكسابها مضموناً وطنياً عميقاً أكثر منه سياسياً وأخلاقياً وبما يجعلها رافعة حقيقية من رافعات الحراك الجنوبي ووعاء اجتماعياً إيجابياً، لتجنب أخطاء الماضي وضمانة لرد الاعتبار والحقوق لكل الجنوبيين، الأمر الذي يتطلب حرصاً شديداً من الجميع وأن لا تتحول عند البعض إلى ساحة لتصفية الحسابات أو إثارة الفتن وإن يتم فضح وتعرية مثل هكذا محاولات من هذا النوع
(( فلا يعقل أن نتسامح مع الماضي ونفتح أبواب الخصومات مع الحاضر؟(( ونزرع بذلك الأشواك الدامية في طريق الأجيال القادمة ونحملها مالا ذنب لها فيه، حتى يستقيم المنطق وتنتصر روح التصالح والتسامح وتسمو إرادة الوحدة الجنوبية على ما عداها ، وبما يجعل الجميع جديرون بقضيتهم والظفر بالمستقبل من خلال إزاحتهم لما تبقى من الألغام الثأرية ))السياسية والإجتماعية والتاريخية )) التي علقت بالجسم الجنوبي أو تلك التي قد يزرعها نظام صنعاء ومن يقع فريسة لفتنه المتعددة التي قد تكون آخر وسيلة في مواجهة الجنوب وحراكه السلمي، وما تشكيل ماتسمى بلجان الدفاع عن الوحدة إلا أحد المؤشرات على ذلك، فبالرغم من فشلها بفضل وعي الجنوبيين، بمن فيهم أعضاء اللجان ذاتها، إلا أن صنعاء لن تنعدم أمامها الطرق والوسائل لإشعال الفتنه داخل الصف الجنوبي.. فهل أخذت الحيطة اللازمة وبجدية كاملة لسد المنافذ أمامها ؟!
12- أن الثقة المتبادلة بين القيادات السياسية وعلى مختلف مستوياتها تعد شرطاً هاماً من شروط النجاح الحاسمة، فبدونه يصعب الحديث عن التناغم في العمل والآليات ، ناهيك
عن إحراز التقدم المطلوب وتجنب الأخطاء والعثرات، وعلاوة على ذلك فأن انعدام الثقة تتيح المجال للشكوك في النفوس والاستماع للوشاة الذين يزرعون الفتن من خلال الدس والوقيعة والتلفيق، بهدف إضعاف الجميع وجعل المسافة تتباعد فيما بينهم وتمهد الممرات لأفعال الخصم وخدمة أهدافه. فهل نحصن أنفسنا بتبادل الثقة والاحترام ونكبر على صغائر الأمور ؟!
وأخيراً:-
أود التأكيد هنا بأن ما ورد أعلاه من آراء وملاحظات وتساؤلات مشروعه، لاينبغي أن تفهم على أن الحراك الجنوبي قد وصل إلى مأزق أو أنه مهدد بالتوقف أو التراجع، بل على العكس من ذلك تماماً، فالحراك اليوم قد وصل إلى نقطة اللا عوده وسيواصل سيره المجيد والمظفر بنجاح وثبات، مستوعباً لطبيعة التحديات ومتسلحاً باليقظة وملماً بتفاصيل الأشياء التي واجهته وتواجهه في الميدان، ولديه من الوعي والنضوج مايكفي لأن يستنبط المعالجات والحلول اللازمة .. غير أن الرغبة في تسليط الضوء على زوايا الظل ونقاط الغموض وعلى بعض العيوب والنواقص كما شخصتها أعلاه واعتقدت بوجودها، هو مادفعني للتعبير عنها وبصورة واضحة وصوت مسموع بهدف الوصول إلى المحطة الأخيرة وبأسرع ما يمكن وبأقل الخسائر .. ولأن الأمر كذلك فلا خوف على الحراك الشعبي الجنوبي الذي انبثق كالمارد من بين صفوف الجماهير وصنع وسائله وأختار قياداته ((الميدانية – السياسية- الفكرية- الإعلامية))، وحدد وجهته النهائية وبأنه قادر على اجتياز الموانع والحواجز مهما كانت صعوبتها، وبتضحيات سخية ونبيلة، مضيفاً بذلك معادلة جديدة في كفاح الشعوب (( نضال سلمي بتضحيات ))..اللهم أني بلغت اللهم فأشهد
وقدم الورقة الثانية الأخ فريد مقبل، رئيس مجلس الحراك السلمي بمديرية الضالع، وكانت عبارة عن ورقة نقدية للورقة الأولى، ووردت كالأتي:
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد جاءت مقدمة الورقة واضحة وممتازة بداء من اختيار عنوانها، الذي يعد هدف للحراك السلمي الجنوبي الذي يرحب بكل المداخلات والنصائح والآراء
أما بالنسبة للورقة في مجملها فقد كانت عبارة عن فرضيات واستفسارات وأسئلة بالنسبة لنا في مجلس الحراك أخذناها بمحمل الجد.
وجاء في النقطة الأولى أنها تؤكد وجود أزمة كبيرة في اليمن تولد من رحم هذه الأزمة مولوداً جديداً ونحن كجنوبيين نؤكد ذلك.
النقطة الثانية التي انتقل فيها الكاتب إلى مشهد آخر حول بداية الاستقلال وحتى فك الارتباط عام 94م واعلق عليه إن كافة أبناء شعبنا في الجنوب يدركون مثل هذا الكلام، وأننا في الحراك لم ولن نقبل الحوار إلا بوجود إشراف دولي، وعلى قاعدة فك الارتباط.
والنقطة الثالثة، حول خطاب يضمن لإخواننا في الشمال
اعترض على هذا التوصيف الذي استخدمت فيه الورقة مصطلح الشمال لأننا لا نعترف إلا بدولة أخرى هي الجمهورية العربية اليمنية، لكوننا دولة يجري احتلالها، وبالنسبة لما ذكر عن الحقوق والواجبات، أتساءل ما الذي يريد من الكاتب أن نظمنه لأبناء الجمهورية العربية اليمنية، لأنهم قد احتلونا ونهبوا ثرواتنا واستحوذوا على كل ما نملك، ونقول أن مشكلتنا ليست مع الشعب بل مع الاحتلال وبعد الاستقلال لا نمانع إن تكون علاقاتنا قائمة على أساس علاقات تقوم بين دولة ودولة، تتطلب حسن الجوار،
حول مساهمة متواضعة يقول الكاتب" فأنني أضع بين أيدي من يهمهم الأمر من القيادات المسئولة وبمستوياتها المختلفة ولكل الحاملين لقضية الجنوب وشعبه".
اقو ل إن الكاتب يتحدث وكأنه ليس من أبناء الجنوب، وان كل جنوبي ملزم بهذا وكل جنوبي كما له حقوق فان عليه واجبات.
بالنسبة لأسئلة عامة عندما قال" .... الملاحظات والمقترحات التالية بشكل مركز وعلى هيئة خطوط عامه وأسئلة مفترضة وموجهة ، بعيداً عن التفاصيل، منعاً للتأويل أو الفهم الخاطئ والأحكام المسبقة على المضمون..... الخ!!".
فأنني اعلق بالقول أن الأخ صالح شايف، هنا كأنه طرح الشيء وبرره، وهذا يظهر على انه لا يريد أن يتحمل الانتقادات ونحن من حقنا الانتقاد.
لقد رتب الكاتب، أسئلته وملاحظاته من النقطة رقم واحد إلى النقطة الثانية عشر، وقال في النقطة رقم واحد " أثبتت التجربة التاريخية للإنسانية ومنها تجربتنا في الجنوب قبل قيام ثورة 14 أكتوبر المجيدة، بأن حركات الشعوب التواقة للحرية ومقاومة القهر واستعادة الحقوق، مهما كان حجمها وعظمتها، فأنها تتحول إلى حركات عبثية لا معنى لها ومهما كانت تضحياتها ،( إلا في حالة واحدة فقط ) وهي وجود القيادة الموحدة الواعية والمسئولة التي تتولى التوجيه والتنظيم وتوائم بين متطلبات الحركة الآنية وبلوغ الأهداف النهائية في سياق فعل متناغم بين المركز القيادي وبقية القيادات الهيكلية للحركة ، فبتوفر هذا الشرط الحاكم يتم الحفاظ على الطابع المنظم لهذه الحركة وضمان ديمومتها ويحول بينها وبين تحولها إلى حركة عبثية في التاريخ وتنهار وتتبعثر قواها بعد أن يدب اليأس والإحباط بين صفوفها وتنهش الخلافات في جسدها .. فأين نحن من ذلك ؟ّ!"
هنا اختلف معه تماماً واعلق بالقول إن إرادة الشعوب لن تنكسر كما اختلف معه حول ما قاله بان الحركات تتحول إلى عبثية لا معنى لها، وواصل الأستاذ فريد تقييمه لبقية مفردات الورقة الى نهايتها.
بعدها قدم الدكتور المعطري خلاصة وقراءة للأوراق المقدمة، تحدث في بدايتها عن أهمية الندوات بشكل عام وأهمية الندوة المنعقدة بشكل خاص، بعدها فتح باب النقاش والمداخلات أمام المشاركين والحاضرين، الذين قدموا ملاحظاتهم وأرائهم من كل من الإخوة محسن البدهي، وعلي صلاح، والجريذي والكور وفضل الجعدي، وتطرقت جميع الملاحظات إلى أهمية الندوات التقييمية للحراك السلمي الجنوبي، والحفاظ على الجانب السلمي للحراك، ووجوب إعطاء خطاب اطمئناني للداخل والخارج، وتناولت تحليل وتقييم كافة مفردات ومفاهيم ونقاط الورقة الأولى المقدمة من قبل المناضل صالح شائف حسين.