الضالع – خاص
أقيمت مساء أمس الاثنين بمديرية جحاف بالضالع ندوة موسعة تحت عنوان: ثورة التغيير في الشمال وخطرها على القضية الجنوبية، وفي الندوة التي نظمتها الحركة الشبابية والطلابية بجحاف الضالع والتي شارك فيها الآلاف من أبناء جحاف والمناطق المجاورة لها في الضالع جرى تقديم عدد من الأوراق والمداخلات، حيث افتتحت الندوة بآي من الذكر الحكيم تلاها الشاب صلاح الدين علي قاسم، ثم ألقى الناشط عبدالله جرجور، رئيس الحركة الشبابية والطلابية بمديرية جحاف كلمة ترحيبية رحب فيها بالمشاركين الذين جاءوا من كل حدب وصوب، وتحدث قائلاً إن اختيار هذا العنوان للندوة لم يأت من فراغ بل جاء من واقع خطير نعيشه اليوم حيث يجري استهداف قضيتنا الجنوبية بشكل وبآخر أمام أعيننا، واستغرب جرجور إن يظهر جنوبيون يرددون شعارات التغيير في حين أبناء الشمال وكافة القوى السياسية في الجمهورية العربية اليمنية يجمعون على استمرار مزعوم الوحدة اليمنية ويصرون على بقاء الاحتلال اليمني لأرض الجنوب، واختتم الناشط جرجور كلمته بان شباب الجنوب يدرك اليوم وبوعي حجم المؤامرات التي تستهدف القضية الجنوبية والقادمة من ساحات التغيير في الشمال، ثم قدم الصحافي رائد الجحافي الورقة الثانية بعنوان استهداف القضية الجنوبية من قبل قوى سياسية تدعي ثورة التغيير، وناقشت الورقة الصورة الخبيثة التي تعاطت معها بعض القوى السياسية في الشمال للقضية الجنوبية التي استهدفتها ثورة التغيير من خلال أساليب وقحة وخبيثة وتطرقت الورقة إلى صور استهداف القضية الجنوبية واستغلال صخب ثورة التغيير في صنعاء وكره الجنوبيون لنظام صالح ومحاولة ضرب القضية الجنوبية من خلال تصدير ثقافة المغالطات والتدليس إلى الجنوب، كما عمدوا إلى محاولة تظليل الرأي العام الخارجي من خلال تسخير إمكاناتهم المادية إعلاميا للكذب بان الجنوبيين قد تنازلوا عن مطالبهم في الاستقلال والتحرير وعملوا سوياً من خلال صحفهم الحزبية والمستقلة وقناة سهيل والمواقع الالكترونية وكل وسائلهم في إلى إظهار ما يجري في الجنوب على انه مجرد امتداد لما يسمى ثورة التغيير ولم يعترفوا حتى بوجود قضية للجنوبيين، واستعرضت الورقة الكثير من الأمثلة على ذلك ثم وضع خلاصة بالمقترحات.
المناضل فادي حسن باعوم، رئيس الحركة الشبابية في الجنوب شارك أيضا عبر الهاتف من المكلا بمحافظة حضرموت، بمداخلة قوية انتقد فيها وبشدة بعض الجنوبيين الذين خدعوا بشعارات التغيير ونبه إلى إن الجنوبيين الذين قد جرتهم العاطفة إلى ثورة التغيير إنما يتنازلون وبدون وعي عن قراري الشرعية الدولية بخصوص الجنوب ويعملون على دفن القضية الجنوبية، وتطرقت المداخلة إلى أهمية التغيير بالنسبة لشعب الشمال في الجمهورية العربية اليمنية وان الجنوبيين يباركون ثورتهم لكن ليس على حساب القضية الجنوبية التي أبوا حتى الاعتراف بها، وكان عليهم الاعتراف بان لدينا قضية غير قضيتهم، قضية قدمنا لأجلها قوافل من الشهداء والجرحى، عليهم الاعتراف إننا نعيش تحت واقع الاحتلال، وقال فادي باعوم في ورقته إن شعار التغيير ما هو إلا فخ قد وقع فيه بعض الجنوبيين وقد انساقوا نحوه بوعي أو بدون وعي، وللأسف يوجد نفر من قادة الحراك نجدهم انساقوا أيضا وراء هذا الشعار ولكن انسياقهم هذا يأتي على حساب دماء الشهداء، وقالت الورقة إن شعب الجنوب قد يصبح إن لم يكن قد أصبح ضحية سياسة إقليمية دولية، وعلينا توحيد الجهود للوصول إلى تحقيق الوعي بقضيتنا والتصدي لدعوات التغيير على حساب القضية الجنوبية.
بعد ذلك قدم الناشط الشاب اسعد مسعد حمود، مداخلته التي تحدثت عن مخاطر قوى التغيير على القضية الجنوبية وقالت الورقة انه لا فرق بين نظام سلطة الاحتلال وبين قوى التغيير باعتبار إن نظام سلطة صالح قد حاول القضاء على القضية الجنوبية عسكرياً في حين تحاول قوى التغيير اليوم القضاء على القضية الجنوبية سياسياً، وإذا تابعنا الشعارات التي يرددها شباب التغيير في الشمال لوجدنا مدى النوايا المبيتة الخفية والظاهرة تجاه القضية الجنوبية حيث لا تغفل شعاراتهم التأكيد على الوحدة اليمنية والتمسك بها مع محاولة إرسال رسائل تدليس إلى الرأي العام الخارجي بان الشعبين في الشمال والجنوب باتوا اليوم متمسكون بالتغيير وبالوحدة، بعد ذلك قدم الشاب الناشط محمد ناصر محسن مداخلة مختصرة تحدث فيها عن بعض الجوانب التي أثرت سلباً على القضية الجنوبية وكيفية التصدي لها، وجاءت المداخلة المقدمة من قبل الناشط الإعلامي الشاب سليم حمدي، لتناول بعض ما أسمتها الجوانب الايجابية لما يسمى بثورة التغيير في الشمال واهم الايجابيات أنها فضحت وكشفت بعض المحسوبين على الحراك الجنوبي، وكشفت للجنوبيين حقيقة بعض القوى الجنوبية التي تعمل لصالح الشمال ولصالح أحزاب المشترك.
وكانت المداخلة الأخيرة عبر الهاتف شارك فيها من العاصمة عدن الكاتب أبو محمد الجنوبي، تناولت صور المؤامرة التي تستهدف القضية الجنوبية وتطرقت إلى القوى السياسية الدخيلة على ثورة التغيير في الشمال والتي ظهر إن همها الأول والأخير هو ليس إسقاط النظام بل إسقاط القضية الجنوبية واستثنى من تلك القوى الناشطة توكل كرمان التي قال أنها الوحيدة التي قالت ومنذ اليوم الأول إن للجنوب قضية بالإضافة إلى الحوثيين الذين يعترفون بالقضية الجنوبية ولا يسعون إلى تهميشها والقضاء عليها، وتطرقت المداخلة إلى واقعة ظهور بعض الأصوات النشاز في الحراك الجنوبي من الذين ظهروا بتصريحات لتأييد ثورة التغيير وقالت الورقة أنهم لا يعبرون إلا عن أنفسهم لان تلك التصريحات لم تخرج من الهيئات ولا علاقة لها بهيئات الحراك.
ثم جرى مناقشة الأوراق المقدمة وطرح الاقتراحات من قبل المشاركين في الندوة وجرى الاتفاق على التوصيات التي خرجت بها الندوة والتي من ضمنها ضرورة التواصل مع قيادة الحركة الشبابية والطلابية العلياء وفروعها في المحافظات والمديريات الجنوبية الأخرى والبحث حول إمكانية إيجاد آليات عمل مشتركة لطرح مثل هذه القضايا، وضرورة البحث عن إيجاد وسيلة إعلامية داخلية كالمنشورات مثلاً لنشر ثقافة الوعي بين صفوف الشباب والمواطنين، وإيجاد وسيلة إعلامية عبر الإنترنت للتواصل بين الشباب الجنوبيين في الداخل والخارج.
