ملتقى جحاف - الثلاثاء / 14 سبتمبر أيلول 2010 وصف كاتب سوري في مقال له الحراك الجنوبي بأنه "حراكٌ حقيقي قد يشكّل قوّة ضغطٍ سياسية إن ابتعد عن التعبئة القبلية واستعاد تقاليد العمل السياسي المديني" على حد قوله, مشيراً إلى أنه "تعبير عن رفض سياسة الإلحاق والتهميش التي اعتمدتها صنعاء مع محافظات الجنوب وسوء توزيع السلطة واحتكارها".
وتحدث الكاتب السوري "عماد شيحة" في مقاله الذي نشرته صحيفة الحياة اليوم الثلاثاء عن "ثلاثة أخطار تواجه الحكومة اليمنية" هي "حركة التمرّد الحوثي شمال البلاد" و"الحراك الجنوبي ذو التوجّه الانفصالي في الجنوب"، و"تغلغل القاعدة بمقاتليها ومناصريها في عموم مناطق البلاد" مضيفاً أن "بيد أنّ الخطر الحقيقي الذي يهدّد البلد يرتبط بانهيار الدولة وتداعيات ذلك الانهيار على الجوار".
وقال شيحة: "في حين تواصل الحكومة اليمنية استهانتها بالمخاطر التي تجسدها تلك الأزمة، التمرّد الحوثي في الشمال والحراك الجنوبي واختراق القاعدة لنسيج البلاد السكاني، وتؤكّد قدرتها على مواجهة المشكلات الثلاث مجتمعةً وإيجاد حلولٍ لها، تؤكّد الوقائع عكس ذلك خصوصاً حين تفشل الحكومة في مواجهة كلّ مشكلةٍ على حدة بعد عزلها عن المشكلتين الأخريين، وتنفي أي صلةٍ بينها وبين تفاقم الأزمة الاقتصادية، أو تدّعي ارتباطها بتجاذباتٍ إقليمية".
وأضاف: "لكنّ تحلّل سلطات الدولة وانعدام قدرتها على حسم تمرّد صعدة وإيجاد حلٍّ معقولٍ لمطالب الحراك الجنوبي وتحدّيات القبائل وما تسبّبه الهجمات الصاروخية التي تستهدف قيادات القاعدة من ردّ فعلٍ شعبيٍّ عنيفٍ حيال مقتل المدنيّين، علاوةً على مفاعيل شخصنة السلطة والصراعات المتّصلة بتوريثها، دفعت إلى الواجهة مقاربةً أمنيةً أثبتت عجزها وفشلها الذريع حتّى هذه اللحظة".
وتحدث الكاتب عن مساعدات واشنطن إلى اليمن ومشاركة اليمن في عملياته الحربية ضد القاعدة متسائلاً "هل ستصبح اليمن تحت وصاية واشنطن بالكامل؟" مجيباً على نفسه "ما من مساعدةٍ من دون مقابل! لكنّ مشروع المساعدة والمشاركة ذاك لن يلغي احتمال تفكّك اليمن كدولةٍ، بل ربّما يفاقم هشاشتها ويزيد في تفسّخ مشكلاتها الاقتصادية والاجتماعية فيتحوّل اليمن السعيد إلى بؤرة عدم استقرار تجعل من شؤم إشاعة الفوضى في جوارها أمراً لا مفر منه".
واعتبر الكاتب أن "اليمن يمثل اليوم، في ما يمثل، نموذج نظامٍ جمهوري مفرّغ من محتواه الأساس، أو نموذج «ملكية / قبلية» ارتدت في غفلةٍ من الزمن ورغم أنف التاريخ لبوس جمهورية تنفض الغبار عن منظومة ابن خلدون الاجتماعية بمقوّماتها الأساسية «العصبية والغنيمة والبطش» كأنّ التاريخ لم يتحرّك قُدماً منذ ستة قرون أو كأننا نعود القهقرى".