بقلم/ أبو محمد الجنوبي
كغيري من أبناء الجنوب تابعنا بعض الحوارات التي تجريها قناة العربية مع بعض ما يسمى بلجنة الحوار اليمنية "سلطة" وما يسميها رئيسهم معارضة "الوجه الآخر للسلطة"وهو محق في ذلك ويعرض خفايا الأمور.
فأحد هذه الوجوه هو مهندس الاتفاق الذي تم توقيعه في عيد جلوس رمزهم في القصر الرئاسي وما أدراك ما القصر الرئاسي، لم يكن حاضراً التوقيع؛ حتى يوحي للآخرين بأنه معارض للاتفاق بالرغم من أن الحوارات أصلاً كلها تحدث في منزله في مذبح في العاصمة اليمنية صنعاء, وتم نشر بيان الاتفاق في صحيفة الوسط يوم الأربعاء الماضي, فجاء رده في اليوم التالي (الخميس) عبر صحيفته المسماة الثوري "أنه الحوارات وعلى العقلاء في المؤتمر أن يكونوا واعين بأن الوطن لا يتحمل المكايدات", ولم يمض سوى 48ساعة حتى انكشف المستور في كعكة يوم الجلوس بحضور ممثلاً عنه وهو احد مساعديه.
ولصاحبنا حركات كثيرة فيعتقد نفسه انه وقور وذكي, ففي أحداث يناير 86م المشئومة, "كان موفداً من قبل الرئيس أبو جمال إلى الراحل الأسد ولم يمض يومين عندها تغيرت الأمور وأصبح الطرف الآخر على وشك الحسم بينما الموفد باسين لا يزال في دمشق, فاضطر للعودة مرة أخرى لطلب الرئيس الأسد باسم الفريق المنتصر ", لاحظوا معي التذبذب في المواقف بين عشية وضحاها.
وعندما كان في منفاه في الخارج هو وبعض صحبه وهم معروفين لأبناء الجنوب, كانت بعض الأقلام تمجد شانهم بأنهم وحدويون حتى أسري بهم ليلاً إلى أمانة الحزب العامة عبر الموفد الرئاسي .
وعندما بدأت الشرارات الأولى لحراكنا السلمي المبارك كانت له تصريحات لا يزال أبناء الجنوب يتذكرونها وستظل في ذهن كل جنوبي حر فهو القائل " أن أصحاب الحراك أصحاب مشاريع صغيرة ", وفي خطاب آخر له في دمت أتحفنا بعبارة "أنهم أصحاب أصوات نشاز",و كثير من تلكم المصطلحات التي يستخدمها النظام وأبواقه وصحفه الصفراء مأخوذة منه .
وفي حلقة الحوار الثانية التي أجرتها قناة العربية معه تكلم بكل جرأة" أنه لا يسمح لأي حوار بين الشمال والجنوب", وكذلك هذيانه " بأنه فشل التشطير وفشلت الاندماجية " .. لاحظوا معي مغالطاته فهو يوحي بان الوطن موحد منذ الأزل , وان يظل الجنوب وشعبه حقل لتجاربه فقد كان رئيس الحكومة في دولة الجنوب ورئيس لمجلس النواب في فترة وحدته, وعلينا قبوله في الوضع الجديد الذي يتمخض عن هويته!, وعلينا نسيان الدماء الزكية التي سُفكت في طول الجنوب وعرضه! وآلام وأنين الجرحى! وعذاب السجناء !, وهنا نقول له أنه لا يوجد أحد وصي على الجنوب كما قال هو, فالجنوب وشعبه يرفض الوصاية فلا محاور سيكون اسمه راشد ناطقاً باسم الجنوب, ولا مُشَرِّعاً يسن قانوناً اسمه غانم باسم الجنوب, ولا مُنَظِّراً اسمه الجناحي أو الصوفي باسم الجنوب, فالوصاية ولىَّ زمانها, والعقل الجنوبي عاد إلى رشده بإذنه تعالى, وشعب الجنوب موحداً تحت قيادته أبو فيصل وأبو جمال وأبو معتز وآخرين خارجياً, وأبو فادي والشنفرة والشيخ طارق والخبجي وآخرين داخلياً.
وعلى أحرار الجنوب تمييز الفرق بين أجوبة وردود المحسوب على الجنوب والأجوبة والردود الشافية للأخ حسن زيد عند حديثه لذات القناة وبنفس البرنامج حول أهله ومذهبه في صعدة.
ملاحظة:
شكر خاص للرائعة توكل كرمان، وعبد الباري طاهر، والنائب أحمد سيف حاشد، واحمد الفقيه، وعبد الإله حيدر، الذين يسمون الأمور بمسمياتها ولا يخافون في الله لومة لائم.