في لقائه الاخير مع القناة الاخبارية (العربية) سئل وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي عن علاقة اليمن بالدول الخليجية العربية واسباب تأخر انضمام اليمن للتعاون الخليجي. فقال ان اليمن منذ 15 سنة تقدم بطلب الانضمام الى مجلس التعاون ونحن ما زلنا ننتظر… الخ.
وجود اليمن كعضو مراقب في مجلس التعاون اعتقد يزيل كل اسباب ومبررات العضوية الكاملة داخل هذا المجلس الذي يفترض ان يتمتع بالخصوصية الخاصة التي تمنع عنه الكثير من المشاكل والضغوط اذا ما زادت مقاعد العضوية كدخول اليمن أو اية دولة مجاورة، خاصة ان قبول اليمن قد يفتح شهية العراق وهو الاقرب والاكثر استحقاقا عن اليمن بحكم اطلالته على بحر الخليج وكذلك قد يفتح شهية الاردن المتاخم حدوديا مع السعودية والعراق. وبذلك نعيد تاريخا يذكرنا – الله لا يعيده – بالمشنوق صدام حسين وبمجلسه المشؤوم التآمري الثلاثي!!
لا نحتاج الى القول ان اليمن لا يملك ادنى مقومات الدخول لمنظومة التعاون الخليجية، فالدول الخليجية جمعت بينها الكثير من المشتركات التي لا تجتمع بغيرها. ولعل اهم هذه المشتركات التقارب العائلي وتماثل الانظمة السياسية هذا فضلا عن الهاجس الامني المشترك، فيما يعاني اليمن داخليا من مشاكل امنية واقتصادية وسياسية وادارية والتي تجعلها من الدول الفاشلة، هذا ناهيك عن الحروب الداخلية التي تنهك الاقتصاد وتفقد الاستقرار.
ان النظام اليمني فشل في التصالح مع شعبه وفشل بالتالي في فرض النظام على الارض، بل ان النظام جعل من نفسه خصما لشعبه، حيث دخل في حروب ومعارك داخلية كان يمكن ان يتفاداها، لو تسلح بالحكمة والبعد عن المراهنات الخاسرة، والتحكيم للقوة، ولعل قضية الجنوب احدى المراهنات الخاسرة لنظام صنعاء الذي يتجاهل ارادة شعب حر يكافح من اجل تحرير وطنه وفكاكه من براثن الاحتلال..!!
ان اليمن لن يكون مؤهلا لا اليوم ولا بعد خمسين سنة للانضمام الى مجلس التعاون الخليجي لأن مجلس التعاون نادٍ مغلق للاغنياء. كما يحلو لبعض الموتورين ان يصفه ولكن لأن اليمن فاقد لأهلية الدولة الناجحة، وفاقد للاستقرار والسلام الوطني…!!
ان على مجموعة ما يسمى اصدقاء اليمن التي اجتمعت في نيويورك هذا الاسبوع ان تنصح النظام اليمني بفك الارتباط بالجنوب واعطاء الجنوبيين حق المصير والعيش بسلام وامن في وطنهم المغتصب.
ان كل ما يبرره نظام صنعاء للتشبث بالجنوب لا يكاد ان يكون الا تلاعبا بالحقيقة، فقضية الجنوب تختلف عن الزعم بارتباط الحراك الجنوبي السلمي بعناصر القاعدة، بل ان النظام اليمني حسبما اشارت الى ذلك صحيفة الغارديان البريطانية اخيرا هو الذي شجع عناصر القاعدة على دخول الاراضي اليمنية والتمركز في الجنوب بهدف اعطاء ذريعة لضرب الحراك وافشال مشروع الدولة الجنوبية المأمولة.