ملتقى جحاف - متابعات
في ظل أوضاع دولية و إقليمية غاية في الدقة و التعقيد وحيث تتشابك كل الأطراف المتحضرة أو تلك الرجعية التي تريد إعادة عقرب الساعة للوراء ، وحيث تحتدم الرؤى و تصاغ الخطط الستراتيجية لتكسيح الشعوب الحرة ومنع إنطلاقتها ، يخوض شعب جنوب اليمن العربي الحر ساحة المواجهة الساخنة وهو متسلح بطاقة عقائدية هائلة لا تنضب من الإيمان الكامل بحق تقرير المصير الذي كفلته كل القوانين و الأعراف السماوية و الوضعية ، إنها مواجهة شعب جنوبي أعزل من السلاح لا يؤمن بالإرهاب وقيمه و لا يدعو لإلغاء أحد أو مصادرة حقه ، ولايهف إلا لترسيخ العدالة و قيم الحرية التي داس عليها الفاشيون من المعسكر الفاشي الفاشل الذين حولوا حلم الوحدة اليمنية الشاملة المسؤولة و الحضارية لكابوس مرعب من التخلف و الهيمنة و التقسيم العرقي و العشائري و خانوا الوحدة الحقيقية أبشع حيانة بعد أن خانوا رموزها و قياداتها الشعبية التي ضحت بالغالي و النفيس و تخلت عن أشياء كثيرة و منافع زائلة من أجل الدفاع عن مصالح الشعب اليمني الحر الذي يشهد اليوم إعادة كتابة تاريخه الكفاحي و الجهادي من جديد وبدم متدفق حر عبيط من أجل تصحيح التاريخ و صناعة الغد اليمني المتحضر المشرق ، فشعب جنوب اليمن و من خلال حراكه السلمي و الحضاري و قياداته الوطنية والتاريخية المجربة التي خاضت ملاحم التحرير و الإستقلال من الإستعمار و رسخت عروبة و حرية الجنوب العربي قد حسم أمره نهائيا و بات الطريق نحو إعادة حرية جديدة لجنوب اليمن مفتوحا و سالكا أكثر من أي وقت مضى ، فالجماعات الإرهابية المتخلفة التي نفخ فيها النظام العسكري المتخلف في الشمال من روحه الإرهابية المتخلفة لا يمكنها مصادرة كفاح الشعب اليمني الجنوبي و ما تشهده مدن جنوب اليمن من إنتفاضات شعبية عارمة كان آخرها في محافظة شبوة الجنوبية هي الطريق الواضح لإعادة تصميم المسيرة و التخلص من أسار نظام التخلف المريع ، عبر تفعيل الجهود المحلية و الدولية لتجاوز نتائج حرب 1994 الإرهابية ضد شعب جنوب اليمن و التي أسفرت عن تهديم الوحدة الشعبية و ترسيخ الدكتاتورية العسكرية و إحتلال إرادة شعب الجنوب اليمني وهي إرادة لا ترضى بأقل من إعادة الروح لدولة الجنوب التي كانت رغم كل ظروفها الصعبة و التحديات الشرسة التي واجهتها كيانا حضاريا رائدا تمكن تمكن من هزيمة الأفكار الرجعية المتخلفة و بناء دولة على أسس حضارية و ليس على أسس عشائرية أو طائفية أو عائلية و شخصية ، لقد قدم الحراك الجنوبي السلمي بتضحياته الشعبية الهائلة حارطة طريق حرة لكل الساعين لإنبثاق يمن حر سعيد و جديد خالي من أمراض التخلف التاريخية الموروثة ، كما أن تفعيل القرارات الدولية ذات الصلة بحرب صيف 1994 وهما قراري مجلس الأمن 924 و 931 يمكن أن تكون البداية الحقيقية لإنفراج الأزمة و تعبيد الطريق لإقرار حق تقرير المصير المقدس ، فعصابات القاعدة و أخواتها من الجماعات الإرهابية غريبة كل الغرابة عن البيئة الجنوبية الحرة المتسامحة تاريخيا و المعروفة بعطاءها الإنساني و الحضاري ، وقيام النظام الإستخباري العسكري الفاشل في الشمال بإختراع الجماعات الإرهابية وتشويه جهاد و كفاح شعب الجنوب و إفراطه في إستعمال القوة الغاشمة لن يغير من النتيجة التاريخية الحاسمة شيئا بل سيضيف لملاحم النضال الشعبي الجنوبي تضحيات شعبية غالية جديدة ستسجل في السفر النضالي و الكفاحي الخالد لشعب الجنوب العربي المنتفض الحر ، لن يتمكن الفاشيون و القتلة من فرض حلولهم السقيمة العجفاء على شعب الجنوب الذي إنتفض بقوة تحت رايات حراكه السلمي و الإنساني ، وعودة جمهورية جنوب اليمن للحياة من جديد و التحرر من إستعمار التخلف العشائري و الطائفي المريض هو الطريق الأمثل لقيام و نهضة اليمن الجديدة التي سرق الفاشيون القتلة أحلام شعبها في الحرية و السيادة و الكرامة ، جرائم أهل القاعدة الإرهابيين و من يناصرهم لن تجد لها مكانا في جنوب اليمن الحر ، وعودة الشرعية الدستورية هي الحل الوحيد الممكن للخروج من عنق الزجاجة و طاولة أصدقاء اليمن لن تستطيع إستنباط أية حلول بدون تقرير حقيقة وواقعية حق تقرير المصير لشعب الجنوب و إعادة التأكيد على ضرورة رفع الظلم و الحيف و الإستئثار مع ما يعني ذلك من تصفية كاملة لكل آثار العدوان التاريخي و إحياء جمهورية جنوب اليمن وفق تعهدات و مواثيق وضمانات إقليمية و دولية ، فلم يعد ممكنا الإستمرار في دفن الرؤوس في الرمال و إستجداء الدول الكبرى من أجل المساعدة في التخلص من الإرهاب المتخلف ، شعب اليمن و قياداته الحرة أدرى بشؤونهم وهم وحدهم من يمتلك ناصية القرار و الحل النهائي ، لقد حرك الحراك السلمي لشعب الجنوب اليمن قضية الحرية وهو يقودها اليوم نحو نهاياتها السعيدة و الحتمية و التاريخية .. ولا عزاء للقتلة و تجار الحروب و ناكثي العهود و المواثيق ، فشعب جنوب اليمن الحر يرسم خارطة الحرية المقدسة بدمائه الزكية.....
dawoodalbasri@hotmail.com