عواصم عربية وعالمية - ملتقى جحاف - خاص
نص البيان:
تواصل السلطة في صنعاء نهجها التدميري والدمومي حيث تشهد اليوم عدد من مدن وقرى في مديريتي مودية ولودر بمحافظة أبين فصلا دموياً جديداً، كما شهدت قبلها عدد من مدن وقرى الجنوب حملات عسكرية همجية، تسعى السلطة من خلالها الظهور أمام العالم بمظهر المتصدي لقوى الإرهاب من خلال ادعاء مطاردتها لعناصر مزعومة من تنظيم القاعدة، في حين أن كل العمليات التي تمت خلال عام لم يقتل فيها إلا مواطنين أبرياء من نساء وأطفال وشيوخ ، مع ما رافقها من ترويع للمواطنين وهدم لمنازلهم ومزارعهم، والحقيقة يعرفها الداخل المحلي والخارج الإقليمي والدولي أن القاعدة هي صنيعة النظام وأجهزته فقد تربت وترعرعت في أحضان السلطة منذ الحرب الباردة وحتى اليوم، ووظفتها خلال السنوات الماضية وتحديدا منذ إعلان الوحدة ضد الشريك الجنوبي حتى لا تمنحه حق الشراكة وهى لازالت توظفها هذه الأيام للغاية نفسها . إن الهدف من هذه الأفعال هو إلصاق تهمة القاعدة بالحراك السلمي الشعبي الجنوبي الذي انطلق قبل أكثر من ثلاث سنوات للدفاع سلميا عن شراكته الكاملة والندية بعد حرب 1994م وما تلاها من ممارسات قمعية من تسريح الآلاف من أعمالهم والاستيلاء على الأرضي والمنازل والثروة النفطية والمعدنية ناهيكم عن عسكرة المدن والملاحقات والاعتقالات التي تطالهم، كل تلك الممارسات والأفعال رفضها ويرفضها شعب الجنوب الحر منذ أن حركت سلطة صنعاء قوى الموت والإرهاب من اجل التغطية على مطالبه وحقوقه المشروعة وتمسكه بحقوقه العادلة التي تقر بها الشرائع والقوانين الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان، ولقد كسب الحراك السلمي ومكوناته كل الاحترام والتقدير على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. وبالصمود والعمل الدءوب ورص الصفوف ستتحقق مطالبه العادلة. وإن التغطية عليه عبر دخان القنابل العسكرية والسياسية، وإيهام دول المنطقة والعالم بان الجنوب بيئة صالحة للقاعدة إنما هي أكذوبة كبرى لا يمكن صمودها أمام صمود الشعب وتشبثه بحقوقه السيادية المشروعة، لان الحقيقة الساطعة تؤكد أن الجنوب بيئة نابذة وطاردة لهذه الأفكار المتطرفة والمسلكيات الإرهابية وتاريخياً لا وجود لمثل هذه الأفكار والسلوكيات خلال نشوء الحركات الإسلامية المتطرفة في المنطقة العربية، وإنما يحمل أبناء الجنوب قيم الإسلام السمحاء وهو شعب منفتح عبر التاريخ على ثقافات الشعوب الأخرى. انطلاقا من حرصنا أن لا تنزلق سلطة السابع من يوليو بالبلاد والعباد إلى المجهول، فإننا نجدد مطالبتنا للقوى السياسية قاطبة ومنظمات المجتمع المدني باتخاذ موقف علني مما جرى ويجري في الجنوب لردع سلطة تسير بالبلاد بعنجهية وراء سراب رغباتها حيث أن هذه القوى لم تحرك ساكناً وتتخذ موقفاً من هذه الأحداث وهى تشاهد قصف الطائرات والمدافع للمدن والقرى في المحافظات الجنوبية, وفي مقدمتها مدينة عدن الباسلة التي تحشد فيها السلطة اليوم أكثر من خمسين ألف عسكري بذريعة تأمين البطولة الكروية (خليجي عشرين). حيث لم تشهد مدينة عدن في فترة الاحتلال البريطاني مثل هذا الحشد العسكري. إن هذه الأفعال الإجرامية التي تقوم بها السلطة تفرض على الشعب الدفاع عن نفسه مقابل عنف السلطة,وليس بخافٍ على أحد أن السلطة تقوم بتبرير قمعها من خلال نقل صورة مختلفة تماماً عن حقائق الأمور على أرض الواقع، بهدف الحصول على المزيد من الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري من دول المنطقة والعالم وهذا ما تسعى عبثا بواسطته إخراج الحراك الجنوبي الشعبي السلمي عن طابعه السلمي الحضاري، الذي اختطه لنفسه ومتمسكا به منذ بداية انطلاقته المظفرة بإذن الله ، رغم ما يعانيه الشعب من الفقر والقمع والسجون والتجويع والحصار. نناشد دول الجوار والإقليم ودول العالم ومنظمات المجتمع المدني الالتفات إلى ما يجري في الجنوب ومعرفة الحقائق كما هي بعيداً عن التزوير والتضليل الذي تنتهجه السلطة ونجدد مطالبتنا للجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة الأمم المتحدة بإرسال لجان لتقصي الحقائق والعمل على ردع السلطة ودفعها للقبول بحقائق الواقع على ارض الجنوب التي لن تسعفها طائراتها ودباباتها على تغييرها، ولن يستعيد صاروخا وحدة دكتها جنازير الدبابات، ليكتشفوا بأنفسهم ما يجري اليوم وسيجدوا تكرارا لما حصل في مجزرة المعجلة التي قصفتها الطائرات نهاية العام الماضي بمعلومات مغلوطة من قبل السلطة وراح ضحيتها الأطفال والنساء والشيوخ، تلك المجزرة التي أدانتها لجنة مجلس النواب اليمني التي زارت منطقة المعجلة، كما أدانتها الكثير من المنظمات الإنسانية والدولية واليمنية وبعض المنظمات الأميركية، كما اعترفت الحكومة بخطئها وحكَّمت قبيلة باكازم وقبلت بحكمها وهذه إدانة للنظام، كما نطالب شعوب العالم ومنظماته المدنية بأوسع تضامن مع نضال شعبنا من اجل استعادة كرامته وحريته وسيادته . وفي الختام تحية إجلال لجماهيرنا والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى
" إن ينصركم الله فلا غالب لكم " صدق الله العظيم