تزامناً مع الذكرى العشرين لقيام الوحدة اليمنية بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، يستقبل شعب الجنوب فى هذه المناسبة ارهاب الدولة بهجمة عسكرية شرسة وحاقدة على ردفان الكرامة والشموخ في نسخة مكررة لما حدث في حرب عام 1994 وكذلك ابريل 2008م ،
وتستهدف شعب الجنوب الابى الذي قدم الآلاف من الشهداء من اجل انتصار ثورة اكتوبر المجيدة وقيام الدولة المدنية الحديثة والسعى الحثيث لقيام وحدة شراكة وتكاؤ تنعكس ايجابيا على حياة المواطن والتي من اجلها تنازل الجنوب عن دولة مدنية مهابة وأرض وثروات متنوعة، اعتقاداً منه أن ذلك يصب فى مسار تحقيق هدف التوحد السامى والنبيل، وكما لم يبخل بشىء من اجل التحرر والوحدة فانه سيواصل هذا النهج باصرار وعزيمة لاتلين من اجل تصحيح المسار واستعادة الحق والكرامة . .
ومنذ سنوات والسلطة تصعد عسكرياً وأمنياً، فى عدن ولحج والضالع وابين وشبوة وحضرموت والمهرة بهدف ضرب الحراك الجنوبي السلمي فلم تعد تكترث للشعب وهمومه واطروحاته، فبدلاً من الاعتراف بالازمة التى تعصف بالبلاد وفى المقدمة منها ازمة الوحدة وانتهاج سياسة التصحيح والاصلاح والتغيير والإنماء نراها ترسل ارتال من الدبابات والمصفحات ومئات الجنود المدججين بالسلاح لارهاب وترويع المواطنين ولإحراق المدن والقرى وحصارها في محافظات الجنوب، والهدف من وراء ذلك ضرب إرادة الشعب الذي قال لا لسياسة الظلم والضم والفساد.
وبعد حصار عسكرى واقتصادى على مناطق ردفان والضالع وأبين خاصة خلال الأيام الماضية يستيقظ الجنوب يوم الثلاثاء 18 مايو 2010م على اصوات الدبابات والمدافع والصواريخ التي تقصف مدن وقرى الضالع وردفان، ردفان التي انطلقت من جبالها شرارة ثورة 14 أكتوبر عام 1963 وبقيت على عهدها وفية لمبادئها.
ياتى ذلك في وقت تتسارع فيه الأحداث في المحافظات الجنوبية وبدأت تنحدر إلى منحنى خطير، حذرت منه كل القوى والفعاليات السياسية والوطنية والدول والمنظمات الاقليمية والدولية الأمر الذي يبعث على القلق ويشير بوضوح إلى عجز السلطة الحاكمة ويعكس استحكام أزمتها الذاتية وإفلاسها السياسي وفقدان قدرة المبادرة السلمية لطرح الحلول الجذرية لإخراج البلاد من عواصف الأزمات التي أنتجتها أزمتها الذاتية الأنانية، ولان استقرار اليمن هو استقرار للأمن الاقليمي والدولي.
إننا نناشد أبناء الجنوب لرص صفوفهم ضد هذه الهجمة الشرسة والحصار العابث على محافظة لحج والضالع وهذه المحاولة اليائسة والبائسة التى تستهدف عزتهم وكرامتهم ومستقبل اجيالهم.
كما نناشد افراد القوات المسلحة والامن بان لا ينجروا الى حرب ضد اخوانهم وابنائهم في المحافظات الجنوبية كما حدث في الحروب السابقة وحروب صعدة الستة التى وراح ضحيتها الآلاف من أبناء الشعب مدنيين وعسكريين.
إننا نحذر من الاستمرار في سياسة سفك الدماء والاعتقالات والتشريد، كما نحذر من استمرار الحصار الاقتصادي على المحافظات الجنوبية، وعسكرة الحياة المدنية، وكما يقال فان العنف لا يولد إلا العنف، وندعو الى الاحتكام للغة الحوار بدلاً من لغة السلاح والإرهاب.
إننا ندعو كل الفعاليات والقوى السياسية في الساحة اليمنية للتحرك بمسؤولية وطنية لإيقاف الحملة العسكرية على المحافظات الجنوبية في نسخة جديدة لحرب ثانية تشنها السلطة على الجنوب إرضاءً لغرورها وسيراً وراء سراب أحلامها لإخضاعه بالقوة، ضاربة بالمصالح الوطنية عرض الحائط، كما نطالب بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية الحراك السلمي الجنوبي والنشطاء السياسيين والصحفيين، كما ندعو الدول الإقليمية والمجتمع الدولي بمنظماته إلى مناشدة السلطة للتراجع عن تنفيذ مخططاتها الرامية الى سفك الدماء وانتهاك كرامة الإنسان وحقوقه.
والله من وراء القصد.
علي ناصر محمد و حيدر أبو بكر العطاس
الخميس 20 مايو - 0:46 من طرف المهندس