وليد الطبطبائي
مؤسف جداً ما يحصل اليوم في اليمن.. فبعد ان فرحنا بوحدة اليمن وتوحده فإذا بالأوضاع وللأسف، تؤشر ليس لعودة الدولتين واحدة في الشمال وواحدة في الجنوب، بل الى انقسام وانشطار اليمن الى اربع دول: فالدولة الشمالية القديمة والتي عاصمتها صنعاء تكاد اليوم تنقسم الى قسمين ودولتين هما دولة في أقصى الشمال في محافظة صعدة، والتي تقوم فيها ثورة الحوثيين، وباقي محافظات الشمال التابعة لصنعاء، ودولة الجنوب القديمة تكاد تنقسم قسمين: الأول في أقصى الجنوب والعاصمة عدن، والثانية في شمال الجنوب والتي يقودها القبائل او دولة القبائل!!
وان حصل هذا المصير، والذي لا نتمناه اطلاقا، فستدخل المنطقة في مشاكل امنية وخلافات حدودية، وستنتشر الجريمة والارهاب وغياب الامن على طرف آخر من الجزيرة العربية، وسيكون المزيد من البؤس والتخلف لأشقائنا في اليمن..
ان عذر الداعين للانفصال هو غياب دولة القانون والعدالة، وسيطرة حزب الرئيس واقاربه على مقاليد الحكم، والذي يفترض وفقا للدستور ان الحكم ديموقراطي والسلطة للشعب وليس للرئيس او لحزب الرئيس وان كان هذا الامر فيه شيء او اشياء من الصحة، فليس من المقبول الدعوة للانفصال وتأسيس الدويلات في الوقت الذي يتحد العالم، خاصة ان العرق والدين والثقافة والعادات واللغة واحدة في جميع انحاء اليمن، ولا يوجد عذر للانفصال، والواجب هو التحرك السياسي والتنظيمي لاصلاح الاوضاع سلميا بدلا من رفع السلاح والثورة والانفصال..
الشيخ حميد الأحمر وحديث قناة الجزيرة:
شن الشيخ حميد عبدالله الاحمر، وهو نجل زعيم قبيلة حاشد الراحل عبدالله الاحمر رحمه الله الذي ترأس مجلس النواب لمدة طويلة، شن هجوما عنيفا وقاسيا وغير مسبوق على الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اول امس على قناة الجزيرة، وطالبه بالتنحي وتسليم السلطة الى نائبه عبدالرحمن منصور ودعا الى اجراء انتخابات رئاسية مبكرة وترشيح شخصية من الجنوب لتهدئة خواطر اهل الجنوب، وقال بان جذور المشكلة في اليمن هي شخصنة الحكم والفساد حيث تدار الدولة وجميع أجهزتها بيد الرئيس واقارب الرئيس، وقال: بأننا فعلا فقدنا صعدة وفي الطريق الى ان نفقد الجنوب، وحذر الاحمر الرئيس من خرق الدستور بتسليم القيادات والمناصب الى أبنائه مذكرا بان ذلك يندرج تحت الخيانة العظمى، وفي سؤال عن خشيته العودة الى اليمن بعد هذا الهجوم على الرئيس، قال: انه لا يخشى ذلك وان قبيلة حاشد ظلت دوما سندا يعتمد عليه اي مناضل يقاوم الظلم!!!
* نقلا عن "الوطن" الكويتية
