الخضر الحسني
عمرو خالد ؛ داعية إسلامي من طراز مغاير وفريد عن كل الدعاة الذين تعج بهم الساحة العربية والإسلامية! لا اشكِّكُ –حاشا الله- في قدرات الرجل ، في إيصال الفكرة ، من وراء الجلسات (الدينية) التي يعقدها ، في أكثر من بلد ومناسبة بدعوة (رسمية) من قيادة (هذا) البلد أو (ذاك).. أو بدونها! سمعت له عددا غير قليل من الخطب المشحونة بالغيرة على (إسلام اليوم) ووجدته ناصحا نصوحا وصادقا صدوقا ، في جل ما سمعت وكنت دائما من المسارعين والباقين لاقتناص فرص الاستماع الى خطبة الجليلة..فهو لا يخلط الدين بالسياسة ولا يتعمد الاساءة الى رجال الدين الذين يختلفون معه في بعض الآراء والمواقف! تجذبك إطلالته البهية المشرقة ، عبر شاشات الفضائيات التي تستضيفهُ بين الحين والآخر وترغمك على متابعة كل جديد يصدر عن هذا الداعية الشاب والمجدد له نكهة (روحانية) خاصة عند معظم شباب الوطن العربي ، من (خليجه الى محيطه)! ..تلقاهم يتقاطرون على محاضراته ، من كل حدب وصوب ، لا لشيء ، بل للاستزادة من نبع وغزارة المكنوز (المعلوماتي) الوفير الذي تزخرُ به تلك المحاضرات القيمة والثمينة هذا عمرو خالد الذي اعرفه ويعرفه كل عشاق أسلوبه الرفيع في الخطابة ، ناهيكم عن تواضعه وابتسامته المصبوغة ، على محياه والتي لا تفارقه ولو للحظة واحدة! ولكن ما يجعلني أتساءل وبغرابة شديدة ؛ هو ما سرّ تواجده –هذه الأيام- في اليمن .. وهل لهذا التواجد داع في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار الى ملاعب كرة القدم ، لمتابعة فعاليات المحفل الخليجي العشريني في أبين وعدن الجنوبيتين؟ لماذا هذا الحرص وهذا الاهتمام ب(عمرو خالد) والذي يحظى به من القيادة السياسية اليمنية –على غير العادة- وفي مقدمتهم جميعا شخص الأخ رئيس الجمهورية اليمنية ؟ هل في الامر مستجد ..هل هناك برنامج عمل (موجَّه) قد جرى إعداده –سلفا- للداعية الإسلامي المخضرم وما طبيعة المحاضرات التي سيلقيها عمرو خالد في اطار نشاطه الدعوي القادم؟ هل هي موجهة الى شباب الجنوب فقط؟ أم أنها عبارة عن مواعظ ودروس في الوطنية وحب (الأوطان؟) من الايمان؟ نعم ؛ ندرك تمام الإدراك أن مهمة عمرو خالد –هذه المرة- قد أخذت بعدا ومنحىً سياسيا (تعبويا) ذات اتجاهات ومعاني ومقاصد -لا شك- تخدم غايات وأهداف ومصالح (الداعين) له ! ودعونا نتابع عن كثب خطوة بخطوة كل تلك المحاضرات وفك طلاسمها عبر تحليلات صحافية مرتقبة إن شاء الله تعالى نريد عمر خالد ، أن يكون الرجل الذي وضعنا له الصورة المشرفة ، كداعية إسلامي مجدِّد ، وصاحب مساحة كبيرة ، من التقدير والاحترام والإجلال في نفوسنا! نريد عمر خالد ، أن يغوص في (اعماق) الوسط الشبابي اليمني من جهة ، ونظيره الجنوبي ، من جهة أخرى، ليقف أمام الفوارق الشاسعة والمهولة ، بين حالات من التمايز والتفاضل المقيتة التي تكتنف هذا الوسط الفتي ، بين شباب أهل الشمال وأخوانهم أهل الجنوب قد يستنكر عمرو خالد هذا الطرح ، ويصرخُ في وجهي ؛ قائلا: لماذا –يا صاح- لا تقول شباب اليمن .. لا شمال ولا جنوب؟ وهنا سأجيبهُ مبتسما: أخي الكريم الفاضل ؛ لا يزالُ شبابنا -مثل ((شيباتنا)) - ينزعون إلى الأرض التي أنجبتهم ، لا لشيء ، بل لان الوحدة اليمنية التي عوَّلنا عليها كثيرا ، في إذابة الفوارق بين فئات المجتمع المختلفة ، قد نحت منحى آخر، عندما انشغل السَّاسة ، بمصالحهم الدنيوية ، على حساب حاضر ومستقبل الامة !..فصراعاتهم السياسية –التي لا تخفى عليكم- ولَّدت حقدا غائرا ً ، في نفوس كلا طرفي معادلة الوحدة إلى ما شاء الله تعالى ..ولا أعتقدُ أنَّ برنامجكم (الدعوي) -الخالص لله تعالى- في رصِّ صفوف شباب الوطن وزرع روح الوطنية (الحقة) في نفوسهم (الخائرة) ، سيكونُ مفروشا ً بالورود ، طالما نيات (عليَّة القوم) لا تزالُ تتجهُ عكس إتجاه (بوصلة) الصالح (الوطني) العام وللحديث بقية
القائم بأعمال رئيس تيار المستقلين الجنوبيين صنعاء مساء يوم 24/11/2010م