الزعامة هي فن القيادة والقائد هو ذاك الرجل الذي يقتدي إفراد شعبه بسلوكه أدبا" وأخلاقا"فهو يجمع بين المثل العليا للوطن وسلوكيات وأخلاق شعبه 0
فالقائد يتمتع بكرازيما قياديه نادرة تجعل الشعب يلتف حوله وحول سياساته ومنهجه
دون توجيه أو إيعاز
وبما إن القائد يمثل صفوة مجتمعه فهو لا يحقر فئة اجتماعيه منه أو يحرض فئة ضد أخرى ولا يحابي أو يشوه تاريخ أبناء وطنه أو ينتقص من قدرهم0
ولكن مانراه اليوم من رأس النظام عكس ذالك تماما" فهو يحط من قدر بعض الفئات
الاجتماعية ويهاجم بكراهية فئات أخرى ويحرض تحريض مباشر وغير مباشر ب بالأخص على أبناء الجنوب بدلا" من إن يعمل على نشر الأمن والسكينة ألعامه وينبذ الفرقة بين أبناء مجتمعه وما لمسناه في خطاب فخامته في كل" من محافظة عدن وأبين بعد انتهاء فعاليات خليجي (20) هو ذروة الخطاء السياسي بلغ به حد اهانة أبناء شعب الجنوب عندما وصفهم بالكلاب المسعورة ووزع الاتهامات ضدهم فهذا في نظره خائن وذاك حاقد وأخر مريض أو من بقايا مخلفات عهد الاشتراكية وآخرين مطعون في هويتهم فهم هنود أو صوماليين أو مهجنين ولا يوجد في قاموسه وطنيين أو يمنيين أصليين إلا منهم من عرقه ( العرق الآري) والسؤال لماذا توحد هذا النظام مع هذه الفئات المنتقصة في الأصل حسب ادعائه والذي لاتنتمي إليه فهل هذا يؤكد حقيقة سعيه للوحدة مع الأرض دون الإنسان لداء لجاء إلى تصفيته0
لقد لقي هذا الخطاب وخطب أخرى استيائا" واسعا"في الشارع الجنوبي فهو يزيد من سياسة الحقد والكراهية والعنف ضدهم وينفخ في نافور السعير المشتعلة منذ عشرين عاما" كما انعكست تلك الرسالة على سلوكيات وأخلاقيات أبناء الشمال فقد فهمت رسالة زعيمها واعتبرت ذالك بمثابة ضوء اخضر لاستمرار الإجراءات التعسفية ضد الجنوبيين وعدم رضاء النظام عنهم والكثير تسأل لماذا الجنوبيين يسعون للتحرير والاستقلال وهم من سعى للوحدة وقدموا الغالي والرخيص لأجلها لذالك نحنوا ندعوهم إلى قرأه مابين السطور في خطاب قياداته والنظر إلى حملاتهم العسكرية والصليبية على ارض الجنوب وما يشنه النظام من حرب أباده بدئا"من استصدار الفتوى الدينية التي تستبيح الأرض والعرض والدماء واستقدام الجماعات الجهادية من أفغانستان والتي شكلت لاحقا" نواة تنظيم القاعدة في اليمن حيث سخرها النظام لتصفية حساباته مع الجنوبيين ومرورا" بتخلي النظام عن مشروع اتفاقية الوحدة وتحويلها من وحده اندماجيه إلى وحدة ضم وإلحاق خلال الفترة من عام 90-1993م ليتوج ذالك باحتلال شامل للجنوب عام 1994م ويطفي على الوضع القائم صبغة الاحتلال0
إن المتتبع للتاريخ العسكري بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية يراء إن الجنوب خلال الفترة السابقة قد فرض هيمنه عسكريه على الشمال من خلال الضربات التي انزلها بنظام صنعاء خلال أكثر من حربين كاد إن يبسط من خلالها نفوذه على الشمال لولا تدخل ألجامعه العربية وسوريا والعراق التي هددت بالتدخل في عام 1979م مستخدمتا" الجبهة الوطنية المعارضة لنظام الشمال كرأس حربه لتنفيذ طعنة الموت الأمر الذي دفع القيادة العسكرية في الشمال حينذاك إلى رفع شعار(محو العار قبل الدار)وتحويله إلى عقيدة عسكريه انطلاقا" من ثقافته القبيلة التي لاتترك ثأرها, ونظرا"لعدم قدرته على تحقيق ذالك وما يتصف به قياداته العسكرية من الحقد حيث قال فخامته يوما" مخاطبا" الصحفيين إن عليهم معاملتهم ويقصد الزعماء العرب وهو احدهم باللين فهم احقد من الجمال وهذا في اعتقادي مادفعه إلى تغير إستراتيجيته لنيل ثأره من الجنوبيين عندما لم يستطيع قهر جيشه فلجاء إلى استدراجهم إلى كمين تاريخي كما وصفه فخامة الرئيس البيض وذالك من خلال الدخول في مشروع الوحدة واضعا" في حساباته وأجندته كل الخطط التي تحقق له تنفيذ مخططه الجهنمي من خلال نقل جهاز دولة الجنوب العسكري والمدني إلى الشمال وتشتيته وإضعاف قدراته ومن ثم الانقضاض عليه ولم يقف الأمر عند ذالك الحد بل استمر في سياسة القمع والتنكيل والهيمنة على أبناء الجنوب أرضا" وشعبا"ومارس في سلوكه كل أنواع الساديه العسكرية بهدف السيطرة على إرادته وتطويع سلوكه في عقله الباطني ليتبع إلا إراديا" سياسته ويسير خلفه بطريقه عمياء ولا يأبه لما يقوم به من تنكيل وإعمال غير إنسانيه بحقه0
ونحنوا هناء نوجه هذه الرسالة لهذا النظام تتلخص بأن تلك ألطريقه التي يتبعها بحق شعبنا لا تزيدنا إلا قوتا" وإصرارا" على المضي قدما" نحو التحرير وتقرير المصير ونذكره وأمثاله بأن إرادة الشعوب لا تقهر مشيرين في الوقت نفسه إلى إن الجنوبيين في حرب 1994م الذي يكتسب منها شرعيته وهي شرعية المحتل وهزيمته لهم رغم ترسانة أسلحتهم وجيشهم القوي كان ذالك لأنهم لم يكونوا موحدين كما هم اليوم ولم تتضح حينذاك لهم حقيقة ألصوره التي يرونها اليوم كما يرون الشمس في كبد السماء فقد كانوا مشتتين الذهن مفرقين الهدف بين التمسك بالوحدة أو التخلي عنها وهم اليوم يمتلكون اقوي الاسلحه التي لايمكن تدميرها أو التغلب عليها إلا وهي سلاح الاراده والعزيمة وهاهم يواجهون جحافله في كل شبر من ارض الجنوب بصدورهم العارية ويقدمون أنفسهم وفلذات أكبادهم دفاعا" عن وجودهم وأرضهم ويضربون أروع الامثله في البطولات والتضحيات قدموا خلالها أكثر من 1700 شهيد و3600 جريح وإلف المعتقلين والأسرى والمختفين فسريا" ومئات الإلف من المبعدين عن وظائفهم وخسائر لأحصر لها من الدمار في المساكن والممتلكات والبنى التحتية والمعاناه0
فلينعق الناعقون وليحمل حملة المباخر من الطابور الخامس مباخرهم وليدق الدواشين طبولهم فنحنوا سائرون في طريقنا طريق التحرير والاستقلال وتقرير المصير وسيجلب يوما" المجرمون إلى المحاكم المحلية والدولية لنيل جزائهم بما ارتكبوه من جرائم أباده وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانيه ولنا عبره بمحاكم الصدامين في العراق ومحاكم سيراليون وتيمور الشرقية ويوغسلافيا السابقة وكمبوديا ورو نداء وماجرت من محاكمات لكل" من( سوهارتو وعائلته وصدام وإذنابه وميلوفتش وزبانيته وصمويل دو وجماعته وبونيشة رغم هرمه وعجزه وقريبا" سيمثل البشير وطغمته