صوت الشعب
الكاتب ألبلعسي ألحر الاثنين, 29
28-نوفمبر تشرين الثاني -2010 في الجنوب المنكوب لايوجد شيء نختلف عليه كجنوبيين واقعون تحت مذلة الاحتلال الآنية ووطأة الإذلال المؤلمة وضياع الأجيال القادمة بل كل ذلك يفترض - للضرورة والمصير - التوحد لأجل المواجهة الحتمية ليس لتحرير الوطن فقط بل لأجل أن تبقى الكرامة قائمة والهامة منتصبة وذلك هو المفترض والقاعدة وغير ذلك هو استثناء ونشاز ولا معقولية له. لا يستطيع أحدا أن ينكر إن قيادة الحراك في الداخل تحاول جاهدة صادقة أن تلتقي وتتوحد ويوجد هنالك رغبة حقيقية وشعور صادق بأهمية التوحد برغم الطابع البدائي في تلك المحاولات إلا أنها تعبر بشكل أو بآخر عن الظروف الصعبة التي يعيشها الجنوبيون وقادة الحراك سوأ كانت أمنية أو مالية أو معلوماتية . وبنفس الوقت لا يستطيع قادة الحراك أن ينكروا بأنه توجد لديهم اختلافات نفسية مردها الماضي والمناطقية وتأثير بعض التغييرات السلوكية التي أتى بها الاحتلال تحت اسم الوحدة الأكذوبة فيها والمكذوب عليها . قد ربما تبدو هذه الاختلافات والمحاولات أمر طبيعي ويمكن قبولها منطقيا حسب معطيات الواقع ولكن ما لا يقبل ولا يعقل والذي ليس لها حق ولا منطق هو استغلال البعض " وهم قلة" حرص الناس على التوحد والرغبة في عدم إظهار الخلافات لتمرير رغباتهم الذاتية من خلال فرض التمرد العبثي والانفراد في والبيانات المضادة للإجماع الموجود . هنا لا أهمية لكي نناقش أشكال الاتفاق بدون أن نركز تركيزا شديدا على أساليب الاختلاف المريب والغريب في آن معاً. فربما ومن خلال التجارب التوحيدية السابقة لقادة الحراك هنالك أخطاء كثيرة صاحبت تلك المحاولات ولكن لا يعني ذلك نهاية المطاف فالتجارب يكسب من خلالها الناس خبرات ويستفاد من تلك الخبرات في إصلاح الأمور وتجنب الأخطاء السابقة ويمكن أن تصاحب المحاولات الجديدة أخطاء جديدة ولكنها لا تقبل تكرار الأخطاء السابقة بأي حال من الأحوال ولكن لماذا لا نجد ذلك في لقاءات توحيد الحراك المتعددة ؟ هنا تبرز أمامنا حقائق ووقائع مشهودة ومعروفة تتجلى بظهور بعض التباينات الصغيرة التي لاترتقي إلى مستوى القضية التي يناضل من اجلها شعبنا الجنوبي وهي من السهل معالجتها إذا وجدت الرغبة لدى الجميع في تجاوزها وابعدنا الذات والانانيه وحشرها في عملنا الوطني الجنوبي العظيم لأنه لايوجد معنا مايجب ان نختلف عليه والمرحلة صعبه وتحتاج منا التفكير السليم لتجاوزها بالتنازل الطوعي لبعضنا ونبذ لغة التجريح والمزايدة على بعضنا وان نحترم الرأي الأسلم والمنطقي في نقاشاتنا بعيدنا عن التعصب الأعمى على قاعدة حبتي وإلا الديك وفرض الرغبات الخاصة من خلال استغلال حرص الأغلبية على الجانب المعنوي النفسي لأبناء الجنوب خاصة والنضال المتفق عليه حاليا هو الشكل السلمي وفي السلم الكل مناضل والكل زعيم والكل لايحتكم لمنظومة قانونية ملزمة ولا لأدوات دولة مفترضة . لهذا السبب يستغل البعض الضعف الموجود هذا ويتفرد في رغباته وأمزجته وبعيدا عن أي وازع أخلاقي وحس وطني ونقاء ضمير ليمرر ما يشاء وان لم يستطع يعلن الرفض والانفراد وبالتأكيد يجد مئة سبب ويجد مئة خلل ليبرر تمرده ولكنه لا يعير أهمية ألف حسنة وفائدة مما تم الاتفاق عليه . ويبرز بناءا لذلك سؤال مهم والمعني في الإجابة عليه ليس قادة الحراك بل جماهيره لان المتمرد والعابث لن يتمرد ولن يعبث إلا عندما يتيقن بان هنالك من يقف معه في عبثيته ويشجعه ويؤازره مستفيدا من الأخطاء الموجودة والتي هي بالفعل حقيقة على الأرض ولكنها في السياق الطبيعي لمجمل الظروف التي نعاني منها جميعا ولا يخلو شعب ولا أمة ولا حتى دولة عظمى منها . لا نلوم من يريد أن يكون له مكانة في التاريخ وان يسجل اسمه بشرف النضال والتاريخ الجنوبي ولكن كيف ذلك وبأي طريق وماهي الكيفية التي يكون به رجل تاريخي أو رمز وطني أو شخصية لها احترامها أن لم تكن من خلال المجموع القادر على تحقيق الآمال والطموحات والضامن للحفاظ عليها وتلك مهمة جماهير الحراك التي لابد أن تدرك الأولويات الوطنية وان تقف مع الطموحات الراقية التي تحمل هموم الوطن بالشكل الايجابي المأمول وحان الوقت لكي نتجاوز الأمور السلبية في ميولنا ونوازعنا النفسية وان نستبشر بكل عمل طيب وخيّر . فالرسول صلى الله عليه وسلم قال " تفاءلوا بالخير تجدوه " وقالت العرب "والنفس راغبة إذا رغبتها *** فإذا ترد إلى قليل تقنع"وقالت أيضا "والنفس كالطفل إن تهمله شب على *** حب الرضاع وان تفطمه ينفطم " *قيادي في الحراك الجنوبي