بقلم/ أبو أنيس الضالعي
مثلت الإضرابات كأحد خيارات النضال السلمي, على طريق العصيان المدني الشامل, مطلباَ ملحاَ لقواعد الحراك الجنوبي, لنقل الحراك الجنوبي إلى مرحلة أخرى من النضال السلمي,خاصة وان الحراك قد وصل لمرحلة متقدمة-بتنامي شعبيته-واتساع رقعته الجغرافية على امتداد ارض الجنوب.
قيادات الحراك الجنوبي-كانت تتجنب تبنيها لخيار الإضراب,لاسيما وان عوامل إنجاح الإضراب من وجهة نضرها لاتتوفر في هذه المرحلة,لأسباب عديدة,منها:إن غالبية التجار والباعة وأصحاب المهن, من الشمال, وهولا لن يستجيبوا لدعوة الإضراب-إضافة لتخل السلطات بأجهزتها المختلفة منها القمعية لافشال الإضراب!.
الشيخ طارق ألفضلي القيادي في الحراك, كان له رأي وموقف أخر,فدعوته للإضراب في مدينة زنجبار لمدة ست ساعات يوم 27ديسمبر2009م. قدبدد من تلك الشكوك والمخاوف,وهذا عمل يحسب له,كونه كسر حاجز الخوف. فنجاح الدعوة لم تقتصر فقط على زنجبار,بل امتد الإضراب إلى مدن الحبيلين والضالع,لان جماهير الحراك في هذه المدن كانت تنتظر فقط من يدعوا ويتبنى الإضراب لتنفيذه ودون إن يطلب منهم احد فعل ذلك00!!,وقد دفعت الضالع ذلك اليوم شهيداَ وهو توفيق ناجي احمد الجحافي وعدد أخر من الجرحى,عندما أقدمت قوات امن الاحتلال إفشال الإضراب بالقوة وأطلقت النار عشوائياَ على المتواجدين في الشارع , فاستشهد توفيق الجحافي وجرح عدد أخر منهم.كما دفعت الضالع أيضا ثمناَ باهظا لتنفيذ الإضراب الشهري,فقد سقط أربعة شباب من أبناء مدينة الضالع شهداء,وهم:عبدا لوهاب عفيف-عماد الخطيب-منيف حيدرة-علا عبدا لرحيم,جراء القصف العشوائي وبالمدفعية الثقيلة لقوات الاحتلال لمدينة الضالع بتاريخ7يونيو الماضي, كما سقط أكثر من 20جريح بينهم أطفال ونساء, وتدمير كلي وجزئي لعشرات المنازل.وهناك عشرات الجرحى سقطوا وكذلك عشرات المعتقلين في مختلف مدن ومناطق الجنوب, إثناء تنفيذ الإضرابات الشهرية.
اليوم –وبعد كل هذه التضحيات الجسيمة التي قدمها أبناء الجنوب وجماهير الحراك في كل جزء من ارض الجنوب, لتثبيت هذا المنجز للحراك السلمي, وبعد عام كامل من تدشينه, نجد من يدعوا لوقف وتعليق الإضراب الشهري-هكذا وبمجرد جرة قلم نوقف الاضراب00!!.لمصلحة من وقف الإضراب؟.لاتقولوا إن للحراك مصلحة بوقف الإضراب!!00لان الحراك بجماهيره هي من ثبتت الإضراب بدمائها وأرواحها؟؟.
ما يدعوا للسخرية من دعاة وقف الإضراب-أنهم يتعللون بأسباب ليس لها أي منطق-يقولون بان الإضراب,ينجح فقط في الضالع وجزئي في ردفان ولا ينجح في أي منطقة أو مدينة جنوبية- ولا يعود الإضراب إلا بعد نقله إلى المدن الكبرى مثل عدن والمكلا!!000كيف لمن يقول انه يني أن يقدم على الهدم؟!.وكيف لمن يدعوا لنقل الإضراب إلى المدن,أن يقدم على إخماده في معاقله ومصدر قوته00؟!. قد نجد هولا يدعون أيضا لوقف المسيرات والمظاهرات والمهرجانات في هذه المناطق والمدن التي تقام فيها, ولا تعاد إلا بعد أن يتم نقلها إلى عدن00!!.لكني استبعد حدوث ذلك,لسبب بسيط وهو,إن فعلوا ذلك فلن يجدوا لهم مكاناَ للظهور فيه كقيادات-والتقاط الصور!!!!!!.
المصيبة الكبرى أنهم لايكتفوا بإصدار بيانات التي تتضمن مواد وفقرات تنص على حيثيات قرار إلغاء الإضراب-بل ينزلون إلى الشوارع والأسواق لتحريض الناس وأصحاب المحال التجارية لعدم الاستجابة للإضراب, لان القيادة الفلانية(الحاكمة),عفوا(التحررية),قد أصدرت ((فرمانا)) بذلك00!!.