في الخامس عشر من ابريل 2009م خرج الشاب ايمن صالح محسن ذو الـ 22ربيعاً من منزله في قرية الثمير مديريه الحبيلين بردفان ليشارك في مسيرة الغضب التي دعاء لها مجلس الحراك السلمي لتحريرالجنوب خرج ايمن كعادته ليساهم مع اخوانه ابناء ردفان في تصعيد النضال السلمي التحرري الذي يخوضه شعب الجنوب منذ مطلع 2007م .
ودع ايمن امه في ذلك اليوم والابتسامه في شفتيه والامل يشع من عينيه يدفعه في ذلك حلمه في استعادة دولة الجنوب حره ومستقله غير ابه بما يضمره جنود الاحتلال له ولغيره من ابناء الجنوب الاحرار الذين حملوا ارواحهم على اكفهم وقدموا التضحيات الغاليه والجسيمه من اجل الحريه والكرامه .
لم يدر في خلد ايمن الذي صارت عنده الحياه والموت سيان بأن رصاصات الغدر والخيانه تتربص به ولم يكن أبه بها من اساسه ولذا تقدم الصفوف وانطلقت المسيره تجوب شوارع مدينة الحبيلين وهدير الجماهير يسبقها ليصل الى حيث اراد شعب الجنوب ايصاله وما كان لقوات الاحتلال الا ان ترد على هتافات الحناجر بالرصاص الحي صوبوا نيران اسلحتهم المنفلتت الزناد صوب المتظاهرين الابرياء العزل الذين خرجوا لتعبير عن رأيهم بطرق سلميه وبصدور عاريه فسقط الشهيد ماجد حسين ثابت واصيب 45 شخص منهم ايمن صالح محسن الذي اصيب بعدت طلقات في البطن مزقت الامعاء واتلفت جزء منها واجريت له عمليتين جراحيتين استأصل فيها الجزء التالف من الامعاء اوصى الاطباء بضرورة سفره الى الخارج لأجراء عملية جراحية عاجلة لأنقاذ حياتة الا ان وضعه المادي الصعب حال دون ذلك ومن يومها وحالته الصحيه من سيئ الى اسواء اصيب خلالها بمضاعفات عديده وصلت الى درجة فقدانه البصر وتحول الى هيكل عظمي .
عامان وايمن يعاني من الامرين الوضع الصحي السيئ والوضع المادي الصعب عامان وايمن طريح الفراش لم يجد من يساعده على العلاج وجه العديد من المناشدات لعلى وعسى تجد اذان صاغيه من اهل الخير بعد ان خذله من كان يعتقد يوماً بانهم اوفياء وبان رعاية اسر الشهداء والجرحى ستكون في صدارة سلوكهم وقيمهم النضاليه خذلته خطاباتهم وتصريحاتهم الرنانه وشعاراتهم الوطنيه التي تتحدث عن التضحيات الغاليه والجسيمه التي قدمها ولازال يقدمها شعب الجنوب وحالة الفخر والاعتزاز التي تنتاب قيادات الحراك اثناء الحديث عن الشهداء والمعتقلين وعهودهم المستمره بالوفاء لتلك الدماء الطاهره الزكيه التي خضبت تربة الجنوب الغاليه.
عامان وايمن وافراد اسرته يعانون الكثير من الالام والمتاعب وغدر الزمان وخذلان القياده صرخات ايمن التي لم تسمعها القيادات التي لم تبعد عن الثمير الا كيلومترات معدوده ولان علاج الجرحى لا يعني لهم شيئ فهم منشغلون بالخلافات مع بعضهم البعض ومنهمكين في حرب البيانات ومبدعون في تقديم فروض الولاء والطاعه صرخات الجريح أيمن الحزينه وصلت الى "صدى عدن " عبر المحيطات والبحار ولاننا في "صدى عدن "
نعرف جيداً بان الوضع الانساني يتحكم فيه الضمير قمنا بواجبنا الانساني والاخلاقي واوصلنا مناشدة الجريح ايمن صالح محسن عبر قناة الحره الى فخامة الرئيس علي سالم البيض الذي حل ضيفاً على القناه وكنا نهدف من وراء ذلك مساعدة ايمن وانهاء معانات اسرته واحاطة الرئيس البيض لاغير وبأن هناك امور يجب الاتفات اليها واعطاءها جزء من الرعايه والاهتمام مثل ماعودنا عليها .
كنا نعتقد بان موقفنا الانساني تجاه معانات ايمن امر طبيعي وواجب اخلاقي يمكن لأي جنوبي ان يقوم به الا ان البعض ممن لايعجبهم العجب ولا الصيام في رجب عملوا على تفسير ذلك الموقف وفقاً لاهواءهم وسخروا بعض المنابر الاعلاميه الجنوبيه التي يفترض بان تكون في مقدمة صفوف المنادين برعايه اسر الشهداء والجرحى واول من يوصل نداءتهم الى القياده الشرعيه لشعب الجنوب سخروها لمهاجمة "صدى عدن" واعتقدوا وهماً باننا نريد ان نحرج الرئيس البيض وياليتهم كانوا حريصين على علاج ايمن وغيره من الجرحى بنفس قدر حرصهم على مشاعر القيادة التاريخية الذين وعدوا بالتكفل بعلاج ايمن وعدو وليتهم لم يعدو وعد ولم يفوا بوعدهم.
مناشدة "صدى عدن " عبر قناة الحره بعلاج ايمن لاقت اذان صاغيه عند بعض اهل الخير في الداخل وفي 8 أبريل الحالي غادر ايمن الى الهند على امل ان يصله ما وعدوا به من تكاليف العلاج الا ان شيئً من ذلك لم يحدث وكانت يد القدر ارحم من هذة القيادة ووضعت حداً لمعاناته واختطفت يوم امس روحه الطاهره والبريئه لينظم بذلك الى قافلة شهداء الجنوب .
ان الوضع الماساوي الذي عاشه الجريح ايمن صالح محزن ومؤسف في آن واحد فهل يعقل بأن تراجع القيادة عن وعده برره البعض بأن منسق الجرحى ردفان محمد هيثم تواصل هاتفياً مع بعض القيادات الجنوبيه واخبرهم بأن الجريح ايمن لم يعد بحاجه الى مساعده لأن في حوزته ثلاثه الف دولار.
فنم قرير العين يا ايمن لقد اديت واجبك تجاه الجنوب بما فيه الكفايه ولا عزاء لسماسرة ومن يتاجرون بدماء الشهداء والجرحى .
