قال الرئيس السوداني عمر البشير إنه "سيكون حزينا" اذا اختار الجنوب الانفصال لكنه "سيحتفل معه" مؤكدا استعداده لمواصلة تقديم الدعم للجنوب حتى في حال اصبح "دولة".
وأوضح البشير عقب وصوله إلى جوبا في زيارة نادرة للجنوب أنه "على الرغم من انني على المستوى الشخصي ساكون حزينا اذا اختار الجنوب الانفصال لكنني ساكون سعيدا لاننا حققنا السلام للسودان بطرفيه".
وقال البشير أيضا إن فرض الوحدة بالقوة لا يجدي وبالرغم من أننا نريد الوحدة بين شمال وجنوب البلاد ولكننا لا نستطيع معارضة رغبة الجنوبيين".
وأضاف "نحن مع خياركم، فإن اخترتم الانفصال سأحتفل معكم" مؤكدا أنه "حتى بعد قيام دولة الجنوب نحن جاهزون لتقديم دعم فني او لوجستي او دعم بالخبرة لها".
وأشار البشير إلى أن حجم المصالح والروابط بيننا في الشمال والجنوب غير موجودة بين اي دولتين في العالم.
وأكد أنه "حتى في حال الانفصال فان الفوائد التي يمكن ان نحققها عبر الوحدة يمكن ان نحققها من خلال دولتين".
وكان مئات الاشخاص يتقدمهم الزعيم الجنوبي سلفا كير قد استقبلوا البشير لدى وصوله إلى جوبا في زيارة قبل خمسة ايام من الاستفتاء حول مصير هذه المنطقة.
وكان في استقبال البشير عند هبوط الطائرة سلفا كير يرافقه عدد كبير من كبار القياديين الجنوبيين وحرس الشرف المكون من جنود شماليين وجنوبيين.
وكان وزير الاعلام الجنوبي برنابا ماريال قال في وقت سابق "سنخصص له استقبالا حارا". واضاف "كثيرون قدروا تصريحاته التصالحية الاخيرة. طلبنا من شعبنا ان يكون مضيافا ووديا لانه لا وجود لمنافسة هنا".
الرئيس البشير تعهد بقبول نتيجة الاستفتاء ايا كانت
وكان الرئيس السوداني تعهد الاسبوع الماضي المساعدة على بناء "دولة آمنة ومستقرة" في الجنوب اذا اختارت المنطقة الاستقلال في اقتراع التاسع من كانون الثاني/ يناير.
وقال البشير "نقول لاخواننا في الجنوب هناك، الكرة في ملعبكم والقرار عندكم ان قلتم وحدة اهلا وسهلا وان قلتم انفصالا ايضا اهلا وسهلا".
واضاف "لن نعترض على قرار الاخوة الجنوبيين وسنساعدهم على بناء دولتهم ونريدها دولة آمنة ومستقرة لانه لو حدثت فيها مشاكل ستأتينا".
وكانت المسؤولة في الحركة الشعبية لتحرير السودان، آن ايتو، قالت ان "هذه الزيارة ستسمح له بجس نبض تطلعات الشعب وسيلاحظ بطريق سلمية خيار الجنوب".
احتياطيات أمنية
ونشرت قوات أمنية كبيرة في جوبا عاصمة الجنوب قبل وصول الرئيس السوداني بينما يجوب جنود مسلحون في الشوارع.
وعند مدخل المطار رفعت منظمات غير حكومية لافتات كتب عليها "نحن سعداء باستقبالك من جديد للاحتفال باستقلال جنوب السودان" و"نرحب بكم في الدولة ال193".
ومن المقرر أن يجتمع البشير مع زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان سالفا كير للتباحث حول المسائل العالقة بين الجانبين في حالة ما اختار الجنوب الانفصال.
و تشمل هذه المسائل العالقة قضايا توزيع المياه وعائدات النفط بالإضافة إلى وضع الجنوبيين في الشمال في حالة الانفصال.
من ناحية أخرى ذكرت مفوضية الاستفتاء في جنوب السودان انها "جاهزة بنسبة 100 في المئة" للاستفتاء على تقرير المصير المقرر اجراؤه في 9 يناير/ كانون الثاني.
شروط الاستفتاء
وقال نائب رئيس المفوضية تشان ريك مادوت ان حوالى اربعة ملايين شخص سجلوا انفسهم للتصويت، اكثر من 95 في المئة منهم في جنوب السودان.
ويحتاج الاستفتاء الى مشاركة 60 في المئة من الناخبين كي يصبح نافذا.
ويعد الاستفتاء احد بنود اتفاق سلام بين الشمال والجنوب تم التوصل اليه عام 2005 انهى نحو عقدين من الحرب الاهلية في جنوب السودان.
وكانت هناك مخاوف من ان ضعف البنية التحتية وعدم الاستقرار السياسي قد يؤجل الاستفتاء، وهو الامر الذي يقول مراسلون انه كان سيؤدي حتما الى اندلاع اعمال عنف.
وكان التسجيل للتصويت في الاستفتاء جرى تمديده لمدة اسبوع في نوفمبر/تشرين الثاني بعد ضعف الاقبال، لكنه انتهى في 8 ديسمبر/كانون الاول.
وقال مادوت ان بطاقات التصويت ستكون جاهزة في كل مراكز الاقتراع يوم الثلاثاء على اقصى تقدير وان المفوضية "مستعدة بنسبة 100 في المئة لليوم العظيم".
"استعداد تام"
واضاف انه لا زالت هناك حاجة لبعض التدريب ومشكلات في الوصول الى مراكز الاقتراع في المناطق النائية، لكنه اكد ان ذلك لن يؤثر في الاستفتاء.
وقال ان المفوضية ما زالت تجاهد لتامين التمويل لاعمالها من الخرطوم لكنه اضاف انه متاكد ان الحكومة "ستفي بتعهداتها".
ويوجد اكثر من 95 في المئة من المسجلين للتصويت في جنوب السودان بينما البقية جنوبيون يعيشون في الشمال.
ويقول مراسل بي بي سي في جوبا بيتر مارتل ان تلك الارقام تعني ان حسم نتيجة الاستفتاء سيكون في الجنوب.