رائد الجحافيمؤسس الملتقى
عدد المساهمات : 2797
تاريخ التسجيل : 30/06/2008
العمر : 45
الموقع : الجنوب العربي - عدن
| موضوع: الحراك الجنوبي والقيادات الجنوبية.. الادوار واختلاف الادوار الخميس 13 يناير - 6:20 | |
| بقلم : ابو محمد الدرجاجي اجمعت القيادات الجنوبية في الخارج ان حراك شعب الجنوب السلمي في الداخل كان الحافز الاساسي في تحركها وخروجها عن صمتها لسنوات طويله , وترافق تحرك القيادات الجنوبيه في الخارج مع الحركه التصاعديه للحراك السلمي وارتفاع سقف المطالب والتي وصلت الى طلب تقرير المصير واستعادة الدوله الجنوبيه وتغير القضية الجنوبية من قضية حقوقية الى قضية سياسية . وجاء تحرك القيادات الجنوبية في الخارج كنتيجة للحراك السلمي في الداخل , والذي كان السبب الرئيس في عودة هذه القيادات للظهور من جديد الى سطح الساحه السياسية والاعلامية , ومع هذه العوده للقيادات نشأت بينها وبين الحراك في الداخل علاقه طبيعيه كون هذه القيادات جزء لايتجزأ من شعب الجنوب وتشاركه الالآمه وآمآله , هذا من ناحيه , اما من ناحيه آخرى , فقد تجسدت تلك العلاقة عبر القيام بادوار كلٌ من موقعه ( الحراك في الداخل والقيادات في الخارج ) وان لم يكن هناك اتفاق على هذه الادوار , ولكن كون الانسان كائن سياسي بطبيعته فقد ساروا في ادوارهم من اجل خدمة قضية شعب الجنوب , وظهر ذلك من خلال ثبات واستمرار الحراك السلمي الجنوبي واتساعه شعبياُ وجغرافياً في الجنوب , وقيام القيادات في الخارج بشرح وتوضيح معاناة شعب الجنوب وطرح مطالبه للدول والمنظمات على الصعيد الاقليمي والعربي والدولي , وشكل ذلك تقدماً وانجازاً للقضية الجنوبية في الداخل والخارج وهذا التقدم والانجاز نتيجه طبيعية للالتزام بالادوار ., وحقق هذا التناغم والالتزام بالادوار انجازات كثيرة لصالح القضية الجنوبية اهمها : 1- وجود قيادة مجربه وتاريخية اعطت للحراك دفعه قويه 2- لفت انظار الدول الاقليمية والعربية والاجنبية والمنظمات الى القضية الجنوبية والاهتمام بها 3- اتساع رقعة الحراك جماهيرياً , بانضمام افراد وجماعات وشرائح وفئات جنوبية اليه , وجغرافياً , من خلال امتداد الحراك الى مناطق جنوبية لم تشارك من قبل . 4- شكلت النقاط الثلاث السابقه انجازات لمصلحة شعب الجنوب وشكل ذلك ضغط على النظام وبدأ يشعر ان الامور ستخرج عن سيطرته وازدادت عصبيته وتصرفاته الهوجاء ونتج عن ذلك مزيد من الاخطاء . الى هنا والامور سارت بشكل اكثر من رائع , ولكن عندما بدأت الادوار تختلف عن ماهو في السابق ظهرت النتيجة الكارثيه لاختلاف هذه الادوار , واوضح ذلك بالتالي : اولاً - فيما يخص القيادات : - كما قلت في بداية هذا الموضوع ان القيادات عادت للظهور كنتيجه للحراك هذا اولاً , وثانياً ان عليها ادوار تقوم بها في التعريف بقضية الجنوب في الخارج , ولكن حين تحول اهتمامها الى الداخل , فقد سعى كل واحد منهم وكل فريق منهم الحصول على التأييد وحصد اكبر قدر من دعم شعب الجنوب لمشاريعهم المطروحه مما يؤدي الى كسب الشرعية الشعبية لمن يحظى بأكبر دعم جماهيري , وهذا ادى الى خلق حالة استقطاب محمومه ليس فقط بين اوساط الناشطين في الحراك بل بين كل شعب الجنوب وحتى الفئه الصامته , وادى ذلك الى حدوث تشققات في الجسم الشعبي الجنوبي وحراكه السلمي . ومع هذا التسابق بين القيادات لكسب اكبر تأييد من شعب الجنوب , وكونهم قيادات ( تاريخية ) ظهر كل شيء ( تاريخي ) فيهم , فظهرت اختلافاتهم وصراعاتهم ( التاريخية ) , وشغفهم ( التاريخي ) بالسلطه , وولعهم ( التاريخي ) بالظهور الاعلامي , ومع هذا التحول في دورهم من الخارج الى الداخل اصبحوا عبء على الحراك بعد ان كانوا قوة ودعم له . ثانياً - فيما يخص الحراك :- مع تغير الدور التي تقوم به القيادات في الخارج وتوجيه اهتمامها الى الداخل , ادى ذلك الى الاستجابة السريعه من الحراك لاختلاف هذا الدور من خلال سريان حالة استقطاب بين صفوفه لمصلحة القيادات التاريخية , مما يدل على توفر الارضية الخصبة في الحراك للاستجابة لحالة الاستقطاب هذه , ونتج ذلك حصول تشققات واختلافات كادت ان تصيب جسم الحراك بالضعف والوهن , ولعل مايعيب الحراك الجنوبي هو الاستجابه والاهتمام بحالة الاستقطاب مما افقده دوره الاساسي وهو تصعيد وتوسيع الثورة السلمية الجنوبية .
ان مااريد ايصاله في هذا الموضوع التالي :-
1- ظهور الحراك ادى الى عودة ظهور القيادات الى الساحه السياسيه وليس العكس
2- قيام كلٌ من الحراك السلمي في الداخل والقيادات في الخارج بأدوارهم اكسب ويكسب الحراك السلمي قوة وتماسك ويسير به نحو الهدف المنشود .
3- اختلاف الادوار والمهام يخلق حاله من الشقاق والتشرذم لاتحمد عقباها .
4- تحديد المهام والادوار والالتزام بها يعطي أي عمل القوة والمتانه ويسير به نحو الهدف .
5- توضيح العلاقة بين الحراك السلمي والقيادات وتحديد ماذا يريد كلُ من الآخر , وتوضيح وتصحيح العلاقة فيما بين القيادات انفسهم . مما سبق استطيع القول ان الالتزام بالادوار سوف يزيد الحراك السلمي الجنوبي وشعب الجنوب قوة ومتانه ويجعله اكثر تنظيماً للسير نحو اهدافه في تقرير المصير والاستقلال , اما اختلاف الادوار والتركيز على الاستقطاب لمصلحة هذا الشخص او ذاك او هذا التنظيم او ذاك ومحاولة السيطره على الحراك وتوجيهه سوف يخلق حالة شقاق وتشرذم سوف تؤدي بالضروره الى تفكك الحراك السلمي وانهياره وضياع هذه الفرصه التاريخية التي قد لاتتكرر , ولعل بوادر هذا الشقاق بدأت واضحه من التراشق بالبيانات خلال شهري نوفمبر وديسمبر من العام 2010 م. وعلى الحميع ان يختار بين انتهاز هذه الفرصه او ضياعها وربما الى الابد .
والله من وراء القصد
6 يناير 2011 م |
|