نسخة من الرسالة المقدمة من الرئيس حيدر العطاس وقيادات وكوادر جنوبية لمعالي وزيرة خارجية الولايات المتحدة الامريكية هيلاري رودم كلينتون أثناء زيارتها لليمن هذا نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم
صاحبة السعادة هيلاري رودم كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية واشنطن دي.سي
الولايات المتحدة الأمريكية نغتنم هذا الفرصة لنعّبر لسعادتكم نيابة عن شعب الجنوب عن مشاعرنا العميقة لما تبدونه من عناية وإهتمام بمتابعة الوضع المتفاقم في اليمن ،كما نعبّر لكم عن تقدير شعب الجنوب بشكل خاص لما ورد في كلمتكم خلال إجتماع لندن في يناير الماضي بشأن مجمل الأوضاع في الجنوب وما يواجهه شعب الجنوب .
إن معالجة المعضلة الخطيرة القائمة وما تحمله معها من تحديات وتهديدات كثيرة ليتطلب في الأساس تمثيلا ومشاركة من كلا الطرفين المعنيين بهذه القضية ،وهما الجنوب والشمال، كذلك فأنه يتطلب مشاركة شاملة وجادة ومباشرة من قبل الأطراف الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
أن من المهم إدراك مدى ما يواجهه وما يتعرض له شعب الجنوب من إجراءات تهميش وتمييز منهجية ومن إجراءات قمعية وحشية منذ شن نظام الرئيس علي عبد الله صالح الحرب الشاملة عام 1994 والتي استهدفت إجتياح الجنوب والسيطرة عليه وعلى موارده ، وهي الحرب التي أنهت الوحدة السلمية التي أعلنت بين دولة الجنوب وبين الجمهورية العربية اليمنية في الشمال وحولت شعب الجنوب من شريك إلى شعب خاضع لإحتلال عسكري.
إن من المهم الإشارة إلى أن كافة الوقائع تشير إلى أن التعديلات الدستورية وكذا الإنتخابات البرلمانية المقررة في شهر ابريل القادم قد تم وضعها لتلبي ولتحقق هدفا واحدا ألا وهو تمكين الرئيس علي عبد الله صالح من الإستمرار في تسيّد المشهد السياسي ومن أجل دوام سيطرته و استئثاره الشخصي بالسلطة، وإننا نؤمن بأن مثل هذه الترتيبات لن تؤدي إلآ إلى تعميق الأزمة القائمة وبما ينذر بعواقب خطيرة.
إن شعب الجنوب على قناعة تامة من أن الإنتخابات البرلمانية القادمة لا تمثل شيئا بالنسبة له ولا لتطلعاته، بل أنها ستعمق الوضع الذي يعاني منه ويرفضه بقوة ، كما أن شعب الجنوب يدرك أن نظام صنعاء يهدف لإستغلال هذه الإنتخابات من أجل الإدّعاء ولتزييف مشروعية هي غير قائمة في الأصل من أجل استمرار احتلاله للجنوب.
ولذلك فأن شعب الجنوب يعارض ويرفض هذه المخططات الشريرة التي تتجاهل مطالبه المشروعة وحقه في تقرير المصير.
إننا نؤمن بأن إعتراف نظام الرئيس علي عبد الله صالح بالقضية الجنوبية وقبوله بإجراء مفاوضات سياسية فورية مع قادة الحراك السلمي الجنوبي ،تحت رعاية إقليمية ودولية ،سيكون خطوة أساسية لابد من تحقيقها أولا حتى يمكن الإتجاه لمعالجة المسائل الخطيرة الأخرى.
إننا ننظر بتقدير كبير لجهود الولايات المتحدة الأمريكية لممارسة الضغط ، خلال زيارتكم لصنعاء ،بشأن هذه القضية الملحّة وبذات الروح التي عبّر عنها موقف الولايات المتحدة في التصريح الصادر من وزارة الخارجية الأمريكية في السابع عشر من يونيو 1994 والذي أكد على "معارضة الولايات المتحدة الأمريكية لفرض الوحدة بالقوة" ، وكذا لإتخاذ المبادرة بدعوة الطرفين الى طاولة المفاوضات من أجل الوصول إلى حل سلمي مقبول يلبي تطلعات شعب الجنوب.
إننا أيضا نؤمن بأن تحقيق بناء شراكة بعيدة المدى من أجل التنمية، ومن أجل الإستقرار والأمن الإقليمي والدولي هو أمر يمكن معالجته بشكل فعال من خلال حوار شامل وبتمثيل متساو للجنوب والشمال، يشمل كل القوى السياسية والإجتماعية ، ومن خلال آلية يتم الإتفاق على إنشائها بمشاركة ودعم إقليمي ودولي.
إن شعب الجنوب وحراكه السلمي يتطلعون قدما إلى المستقبل وإلى بناء علاقات تعاون وتفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية بما يحقق المصالح المتبادلة.
نتمنى لمهمتكم ولمساعيكم النجاح ونتطلع لبحث المزيد في أقرب فرصة يسمح وقتكم بذلك.
مع خالص التقدير حيدر ابوبكر العطاس سليمان ناصر مسعود صالح عبيد أحمد عبد الله عبد المجيد الأصنج محمد علي أحمد محمد ابوبكر بن عجرومه عبد الرب علي محمد مصطفى محمد عبد الرحمن العبادي عبد الله محمد باعبّاد نسخة: سعادة السفير جيرالد فايرستاين سفير الولايات المتحدة الأمريكية، صنعاء
نقلاً عن صدى عدن