يعتبر رئيس ألدوله في أي مجتمع صاحب مشروع سياسي واجتماعي كبير يسعي من خلاله إلى تحقيق العدالة الاجتماعية الكاملة لشعبه ويقضي على كل الفوارق الاجتماعية بين الطبقات بهدف تحقيق مستوى عالي من المعيشة وإحداث تنميه اقتصاديه وسياسيه حقيقية في مجتمعه من حرية الرأي والديمقراطية والتعددية ويقضي على كل النعرات الطائفية والمناطقيه والأحقاد ويحقق نجاحاته تلك من خلال التفاف الشعب حوله وحول تلك السياسات الذي يحاول بذل كل جهوده وتسخير أفكاره لتحقيقها خلال فترة حكمه لفترة زمنيه معينه وليس طول العمر وقد اثبت العلم محدودية المجهود البشري وقدراته في قيادة المجتمعات وكذاء انكماش تلك القدرات بعد تجاوز فترة الستينات خاصة في المجتمعات العربية ,كما لايلجاء الحكام إلى استخدام القوه المسلحة ضد الشعب إلا في حالة إن تكون الوسيلة الاخيره لحماية قيم وحقوق المجتمع وليس لحماية بقائه على كرسي الحكم 0
ولكن مانلاحظه إن نظام الصالح يفتقد إلى ذالك نظرا" لافتقاده الإحساس بالمسؤليه بمعناها الواسع ويدخل في ذالك عدم اكتراثه بالفساد والمال العام والتساهل مع مرتكبي الجرائم بأنواعها والاستخفاف بمواطنيه وكرامتهم وحقوقهم السياسية والاقتصادية وغض الطرف عن القائمين بتنفيذ سياساته تلك في المجتمع وما يرتكبوه من جرائم0
فمنذ 33 عام والصالح أصلحه الله لايظهر انه استوعب خلالها وظيفته ومسؤوليته بل اكتفى بأن يحقق لنفسه ألقاب شخصيه على ألطريقه ألصداميه فهو( فارس العرب وصقرهم وموحد اليمن والزعيم وباني النهضة 00الخ) كما ينسب إليه كل المنجزات الذي حققها الشعب اليمني كالوحدة والنظام السياسي والمشاريع النفطية والغازية والطرقات والسدود ويجير باسمه البعض الأخر مثل جامع الصالح ومستشفى الصالح ومدينة الصالح وسنسمع قريبا" تغييرا سم اليمن إلى اسم يمن الصالح وحتى المشاريع التي في عالم الغيب كالكهرباء النووية والسكة الحديدية يتغنى بها وكل المشاريع الأخرى باسمه وهذا مايختطه على أحجار الأساس التي تزين مساحاتها الخالية أو بوابات تلك المشاريع فهي وكأنها فصل في بصيرة ملكية هذا الرجل و من ماله الخاص متناسيا" إن ذالك من أموال الشعب ومن القروض الخارجية التي يتكبدها المواطنين جيلا" بعد جيل بل بلغ به الأمر إلى تغيير اسمه من الأحمر إلى الصالح للانفراد والتميز اقتدائا" بمثله الأعلى صدام الذي خلع على نفسه لقب إل المجيد0
كما يكثر الرجل من أقواله بدلا" من أفعاله بالحديث عن نفسه وإلغاء دور الآخرين ويعيد الفضل إليه في كل مايتحقق ويختزل البلد في شخصه وإما بقية أبنائه فمنهم الخائن والمتآمر والانفصالي والحوثي والرجعي والإرهابي والملكي وهو وإفراد حاشيته فقط الوطنيين ويستدعي كلما دعت الحاجة ماضيهم ويهدد بملفات سياسيه عفي عنها الزمن متناسيا" ملفاته الذي سيأتي اليوم لفتحها ومحاسبته, كما ينكر دور الأشقاء والأصدقاء في مساعدة اليمن كما حصل مع الكويت عندما قلل مما قدمه هذا الشعب الكريم لليمن منذ انقلاب عام 1962م وحتى أليوم خلال زيارة الوفد الكويتي لليمن عقب غزو العراق للكويت بهدف تأليب الموقف العربي لمساندتهم في استعادة دولتهم والذي طلب فيه الرئيس صالح منهم التخلي عن أسرة الصباح بدلا" من تقديم الدعم المعنوي والمادي لهم فذكروه بمساعدات الكويت لليمن منذ نشؤ ألدوله ولكن صدم الوفد برده عندما تنكر لهم معللا" بأن مساعداتهم تلك لاتتجاوز 50 مليون وسيتم إعادتها ريال ريال عند توسعة الاستثمارات النفطية في بلاده وبالتالي لأفضل لأحد على الاخرمع إن ذالك المبلغ لايتجاوز كلفة سور جامعة صنعاء التي بنتها الكويت فما بالنا ببقية المشاريع الأخرى في كل مناطق اليمن0
إن هذا النظام يدير البلاد من خلال مجموعه لاترتقي بمستوى عملها إلى مستوى عمل ألدوله وتدير الأمور كشركه استثماريه تحظى بالنفوذ والتسلط إما وظيفته الرئاسية فلا تقترن عنده بالمسؤليه والحرص على تحقيق العدل والمساواة ومنع المظالم عن الناس ويمارس تدليس إعلامي رهيب لتزييف وعيهم وجعلهم يسبحون في عالم اليقضه ومن خلال تلك السياسات فقد وصل الحد بالسلطة إنها تصور لهم إن الإمطار وما بالبلاد من نعم هي بفضل بقاء الرئيس بالسطه ولنتذكر ماقاله يوما" الشيخ الزنداني عندما شبه الرئيس بالخليفة عمر بن عبدا لعزيز وشبهه وزير الأوقاف السابق الشيباني في إحدى خطب العيد بساحة السبعين بأحد الرسل وأخر في جامع الجند بتعز بالخضر قائلا" أينما حل هذا الرجل في مكان الاوحلة النعمة معه وهناك الكثير من الدلائل التي جسدت هذاء النهج والذي بلغ به يوما" الادعاء في إحدى خطاباته إن الجيش اليمني لم يكونوا يؤدون الصلاة الأبعد عام 1978م أي بعد وصوله السلطة بمعنى إن الجيش دخل الإسلام بفضله متناسيا"هذاء النظام أخطائه التاريخية التي لايمكن للشعب نسيانها منذ توليه الحكم فقد دشن ولايته بجرائم قمعيه وإعدامات عشوائية منذ وصوله للحكم في 17/يولو/1979م من خلال إعدام كوكبه من أبناء الشعب اليمني من الحزب الناصري بتاريخ 15/ أكتوبر/ 1979م والذين لم يعرف مصير رفاتهم حتى ألان وكذاء مانفذه النظام من حروب عدوانيه ضد الجنوب في عام 1979م وماتلتها من انتهاكات لاحقه تنفيذا" لمخططات الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي وبدعم من الانظمه الغربية والعربية لإسقاط النظام التقدمي في الجنوب حينذاك ومنعا"من انتقاله إلى مناطق الجوار وأيضا" ما ارتكبه من إعمال تنكيل وقتل وأباده جماعية في المناطق الوسطى في الثمانينات وأواخر السبعينات والزج بالبلاد في حرب مذهبيه ضد أبناء ألشيعه في محافظة صعده منذ عام 2004م وما ارتكبه من جرائم أباده ضد أبناء الجنوب منذ عام 1990م وحتى ألان وتفاخره المستمر عن إراقة دمائهم لتعميد الوحدة بنهر من الدماء لاشي فقط لتخليد اسمه وتوسيع مساحة ارض بلاده وزيادة عدد سكانه وإرضاء إطماعه التوسعية كما عمل نظام البعث العراقي عام 1990م بالكويت ويستخدم تلك الماسي والجراحات بين الحين والأخر لتمرير أجندته كإيقاف حرب صعده عام 2006م لتمرير الانتخابات الرئاسية وأيضا" إطلاق الأسرى والمعتقلين السياسيين وإيقاف العمليات القتالية في المناطق الجنوبية واتخاذا بعض الإجراءات الاداريه الشكلية لمعالجة بعض القضايا وكما يجري اليوم من إجراءات لتمرير الانتخابات النيابية كإطلاق الأسرى الحوثيين الذين كانوا في معتقلاته منذ سنوات رغم ماسبق من اتفاقيات بشأنهم وإطلاق الحوثيين لألاف الأسرى نظيرهم وهو المعروف بنكثه للعهود والاتفاقيات كما حصل مع اتفاقية الوحدة واتفاقية قطر مع الحوثيين واتفاقياته الداخلية مع أحزاب اللقاء المشترك والتي كان أخرها اتفاقية فبراير2008م وما إن تنقضي تلك المهمة حتى تعود حليمة لعادتها القديمة0
إن المتتبع لشخصية الرئيس الصالح يجد انه لم يستوعب وظيفة رجل ألدوله منذ 33عام ويسوق شخصه على الكذب والتدليس والنفاق ويدير البلاد بالأزمات والوعود الكاذبة , ففي الانتخابات الرئاسية لعام 2006م أطلق عددا" من الوعود الخرافية رغم إعلانه في عام 2005م عدم ترشيحه للرئاسة وبرر تراجعه عن موقفه بطريقه مسرحيه وهزليه تبنة شعار مالها إلا علي إخراج خلالها المعسكرات والموظفين والطلاب والقبائل لمطالبته بالعودة عن قراره وهي الجزء الثاني من مسرحية نفذت فصولها قبل الانتخابات الرئاسية التي جرت في الجمهورية العربية اليمنية أواخر الثمانينات وفي الانتخابات الرئاسية الاخيره أكد في خطاباته تلك التي تحولت لدى ألعامه إلى كليبات مازحه إن مايقوله ليس للدعاية الانتخابية أومجرد أقوال وإنما أفعال حقيقية مثل توليد الكهرباء بالطاقة النووية والتي لم نلمس منها سوى عملية فساد إطاحة ببهرام وتنفيذ سكة القطارات الحديدية من ألحديده إلى المهرة كأكبر وهم عرفه المجتمع والذي أكد وصول الشركة المنفذة في حينه ووعوده بالقضاء على البطالة والفقر في كل ربوع اليمن خلال عام 2007-2008م وتوزيع الأراضي الزراعية للشباب في المناطق الصحراوية والساحلية وإنشاء المدن السكنية لمحدودي الدخل وإنشاء صندوق لتيسير الزواج وتحويل عدن إلى منطقه صناعية واقتصاديه تختلف عمى هي فيه ذالك اليوم وبناء أستاذ رياضي في سقطرى ومطار بتعز وتحويل سيؤن إلى عاصمة للإعمال التجارية ويمننة 90%من وظائف الشركات النفطية والكثير من الوعود الذي مضى عليها مايقارب خمسه أعوام حيث بدأت ولايته تقارب على الانتهاء ولم يراء الشعب منها إلا السراب بل ولازال يكيل من تلك الوعود الكاذبة كما هي عادته تدشينا" للانتخابات البرلمانية القادمة كما حدث في لقائه مع أبناء الشهداء اوخر شهر ديسمبر في مدينة عدن وماسبق ذالك من حقن مخدره يضربها هناء وهناك كخرافة الغاز المسال الذي زعم انه سيدعم الاقتصاد ويحسن الأوضاع المعيشية ليصحوا ألعامه على صفقة فساد لم يعرف التاريخ لها مثيل حرمته من مايقارب 20مليار $ ولم يتم حتى محاسبة القائمين عليها ,وكذاء ما أعلن عنه من دعم للصندوق الزراعي بمبلغ 2مليار$في عام 2008م من الاحتياطي النقدي للبنك المركزي لحل مشكلة النقص المستمر في الغذاء لتشجيع وتنشيط ألزراعه الذي لم يعاد يذكر شيء عنه وإستراتيجية الأجور الكاذبة وإصلاح الجهاز الإداري للدولة الذي لم ينفذ منه شيء رغم القروض الدولية التي خصصت لهذا الغرض كل ذالك أدى إلى تفاقم الأوضاع إلى الاسواء فأنهار الاقتصاد اليمني على مدى تلك السنوات وهبط الريال إمام الدولار ليصل إلى 220ريال للدولار وتضخمه العملة وهبطت ألقيمه الشرائية لها وارتفعت أسعار المعيشة وزادة نسبة البطالة إلى مايتجاوز 57% وانتشرت الإمراض وتدنى المستوى التعليمي وسأة الخدمات الصحية والتعليم وغاب الأمن رغم مارصد له من خطط الانتشار الأمني على مستوى الجمهورية كلف خزينة ألدوله أكثر من 30مليار ريال وزادة معدلات الجريمة وتفشى الفساد والمحسوبية والرشوة وتحولت الوظيفة ألعامه إلى وظائف أسريه وفقدت السلطة ثقة المانحون وصندوق البنك الدولي رغم محاولتها أجراء بعض الإصلاحات الشكلية ونشى تذمر وسخط شعبي من تلك السياسات وارتفعت الأصوات المنادية بالتغيير وظهر ت قضايا يصعب على السلطة السيطرة عليها كالحركة الشعبية للحراك السلمي في مناطق الجنوب وكذاء استمرار الحرب الطائفية التي تشنها السلطة ضد الحوثيين وازداد نشاط الحركات الارهابيه بل تحول اليمن إلى موطن دائم للإرهاب من خلال توحد تنظيم القاعدة في اليمن وجزيرة العرب تحت جناح واحد بزعامة القيادي ناصر الوحيشي ونقل مركز قيادة عملياته إلى اليمن وسيطر القراصنة على سواحله وقوى التحالف على الحدود البحرية والجزر اليمنية ومضيق باب المندب وانشئة نقاط مراقبه خاضعة لسيطرتها على طول شريطه الساحلي وسيطر الأمريكان على الجو بل نفذوا مع السعوديين عمليات في عمق الأراضي اليمنية في اختراق صريح للسيادة الوطنية وبتواطى واضح وصريح من النظام لقتل أبناء شعبه الذي ضرب بصواريخ الكروز والقنابل العنقودية بلغت حصيلة عمليات الامريكين مايقارب أكثر من 200 شهيد معظمهم من النساء والأطفال إما السعوديين فحدث ولا حرج وقد أتحفتنا وثائق ويكيليكس عن ما يمارسه النظام اليمني من كذب وخداع وتضليل بحق شعبه من خلال استلام ثمن مسبق لكل تلك الأمور منها مقايضته لاستعادة معتقلين جوانتاناموا مقابل المال و كذاء سماحة للقوات الامريكيه بتنفيذ عمليات قتل ضد أبناء الشعب كما جراء في المعجلة بمحافظة أبين ومدى علاقاته بتجارة الاسلحه وتهريبها وعقد الصفقات البالغة ألكلفه وهو من أفقر الدول في العالم وتجاهل النظام لكل ما يعانيه من أزمات زاد من تعقيدها بدلا" من حلها وترديده شعاراته المعتادة إن اليمن بخير طالما وهو في السلطة ومن يراء عكس ذالك فعليه خلع نظاراته السوداء0
ولتلميع صورته فالنظام يسعي إلى تسويق نفسه من خلال تبنيه هامش النظام الديمقراطي وادعائه التعددية وكفالة حرية الرأي والتعبير إلا انه في الواقع يكرس حكم الفرد فهو يقمع الحريات ويزج بأصحاب الرأي في السجون والمعتقلات ويستخدم الشرطة والنيابات والمحاكم لإلجام معارضيه وتهميش الأحزاب وإعادة صياغة الدستور والقوانين لتشريع اجر ائته وتمديد بقائه بدئا" من إلغاء النظام البرلماني واتخاذه النظام الرئاسي في منتصف التسعينات وانتهائنا"بتمديد فتراته الرئاسية من خمس إلى سبع لفترتين متتاليتين في أواخر عام 1999م وها نحنوا اليوم على مشارف وداعه بعد اقل من ثلاث سنوات وبدلا" من إن يشرع في الإعداد للرحيل نراه يعد العدة للبقاء على المدى الطويل ويظهر عدم تخليه عن ذالك الكرسي الذي وصفه يوما" بأنه كرسي من نار ويسعى ألان لتهيئة الظروف الملائمة لتمرير تعديلات دستوريه جديدة لهذا الدستور المرقع والمخزق والذي يفصله في كل فتره وفقا" لمقاسه وذالك لضمان بقائه في الحكم مدى الحياة اقتدائنا" بالنظام المصري وبقية الانظمه العربية غير الملكية وبذالك يؤكد للعالم اجمع عدم رغبته في نقل السلطة سلميا" إلى الشعب, وباعتقادي إن سبب ذالك هي عقدت الخوف لدى النظام من مصيره بعد ترك السلطة وهي مخاوف مشروعه في ضل غياب أي ضمان حقيقي من عدم قيام النظام الجديد إذا ماوصل الحكم من محاسبته على جرائمه التي ارتكبها بحق الشعب طيلة 33 عام وان يلقى مع زمرته مصير صدام ونظامه أو سوهارتو وعائلته أو شاه إيران وحاشيته أو مصير ديكتاتور الأرجنتين خورخيه فاديلا وطعمته العسكرية اوتشاوشسكو الذي دائما" مايتذكره ويستدعيه في خطاباته ضد الآخرين, وهذه المخاوف احد الأسباب التي تدفعه للاستمرار أو تهيئة الظروف لنقل السلطة إلى نجله أو احد أقاربه لذالك فأن اليمن يعاني من مشكله بقاء الصالح في الحكم ومن مشكلة خروجه من الحكم في ضل هشاشة المعارضة اليمنية وغياب أي مشروع لديها لاستلام الحكم والذي يجب إن يكون مشروعا" وطنيا" حقيقيا" لانتقال السلطة إلى الشعب سلميا" قبل عام 2013م وان يتضمن رؤيتها الواضحة لمعالجة القضية الجنوبية وكيفية منحهم حقهم الشرعي في تقرير مصيرهم ومعالجات أخرى للقضايا الداخلية لتتفرغ لاحقا" للبناء والتنمية 0
وفي الأخير نقول إن الرئيس الصالح لايفرق بين مسألة البقاء في السلطة وبين تحمل المسؤليه التاريخية لفترة حكمه الطويلة وبالتالي فأن مستقبل اليمن مظلم ويبشر بانهيار النظام الكلي والمفاجئ كما حصل لنظام محمد زياد بري 0
بقلم/ محمد ألحميدي