لا يُذكَر نظام علي عبدالله صالح إلا ويُذكَر معه حزب التجمع اليمني للإصلاح كواحد من المكونات الرئيسية لهذا النظام المتخلف العفن.
وقد ارتبطت العلاقة الوثيقة بين النظام والإصلاح بالتآمر الإجرامي المخزي على جنوبنا الحبيب.
فمنذ لحظة ميلاده كان الإصلاح رمز تآمر على الودة السلمية بين الشمال والجنوب.
وقد وثـّق مؤسس حزب الإصلاح ورئيسه الراحل الشيخ عبدالله الأحمر هذه الحقيقة حين دوّن في مذكراته أنه غداة توقيع اتفاق الوحدة استدعاه علي عبدالله صالح مع رفقائه من المشائخ ورجال الدين والذين كانوا حينها أعضاء في حزب الرئيس وطلب منهم الخروج من المؤتمر الشعبي العام وتشكيل حزب مستقل لمساعدته في الضغط على الشريك الجنوبي في الوحدة والتآمر عليه وإحداث أزمة سياسية تنتهي بإعلان الحرب على الجنوب واحتلاله.
وشاركت ميليشيات الإصلاح جهاز الأمن السياسي عملياته الإجرامية التي استهدفت القيادات والكوادر الجنوبية في صنعاء إبان الأزمة السياسية بعد الوحدة، كما كانت ميليشيات الإصلاح رافدا رئيسيا في العدوان المسلح على الجنوب صيف عام 1994 بجانب قوات "الشرعية".
والآن ومع انطلاق ثورة الشباب في صنعاء وتعز متأثرة بثورتي تونس ومصر، وخوفا من تصاعد المدّ الثوري وخروجه عن السيطرة، سارعت قيادات الاصلاح الى تطويق تلك الحركة تحت حجة دعمها فأفردت لها مساحة من الأرض أمام جامعة صنعاء بتنسيق مع الأجهزة الأمنية في العاصمة ودفعت بأعداد كبيرة من أعضاء التنظيم وأنصاره للمشاركة في الاعتصام ووفرت لهم خياما مزركشة بألوان جذابة وأمدتهم بالطعام والشراب وما يشتهون وأمرتهم بالجلوس في أماكنهم لايبرحون منها.
كما فعلت قيادة الإصلاح الشيء ذاته في مدينة تعز حيث وفرت للمعتصمين مايحتاجونه وأمرتهم بالجلوس في أماكنهم لايبرحونها حتى تصلهم أوامر القيادة.
في هذا الوقت كانت قيادة الإصلاح تعكف على وضع خطة إجرامية جهنمية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية ضد الحراك الجنوبي في العاصمة عدن تحديدا وغيرها من المحافظات وخاصة حضرموت.
وكشفت تحركات الأسبوع المنصرم أن الهدف من هذه الخطة هو السيطرة على الشارع الجنوبي المتطلع الى الحرية وذلك من خلال نشر شعار "إسقاط النظام" وجعله بديلا عن شعار" ثورة ثورة ياجنوب" وغيرها من شعارات الحراك المطالبة بفك الإرتباط والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية السليبة.
وهكذا جيـّش حزب الاصلاح عددا كبيرا من أنصاره دفع بكثير منهم من المحافظات الشمالية المجاورة نحو الشارع الجنوبي بهدف السيطرة على شباب عدن وجعلهم يرددون شعاراته التي يريد منها خلط الأوراق وإقناع شباب عدن بالتخلي عن مطلب الإستقلال والإكتفاء بشعار إسقاط النظام.
وقد لعبت أموال الاصلاح الهائلة وآلته الاعلامية الضخمة وخاصة مواقعه على النت مثل المصدر أون لاين ومارب برس وغيرهما، لعبت دورا كبيرا في خوض معركة حامية مع شباب الحراك في مدينة عدن الذين تشبعوا أفكار التحرر من الإحتلال الشمالي الخبيث، من آبائهم وإخوانهم وعرفوا طوال السنين العشرين من الوحدة مايعنيه الاصلاحي والمؤتمري الشمالي بعقليته المتخلفة وتفكيره العفن وأسلوبه الهمجي في التعامل مع الحياة.
وحين رأى الاصلاح أن معركته مع أبناء عدن خاسرة، وأن شباب المحروسة يطالبون بحريتهم واستقلالهم واستعادة دولتهم ليعيشوا سادة ًعلى أرضهم ومالكين لثرواتهم، كان الجهاز الأمني بالمرصاد لهؤلاء الشباب فحصد منهم العشرات قتلا والمئات جرحا وهذا كان عقاب عدن على عدم انصياعها لمخطط الاصلاح.
فرحم الله الشهداء وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، وشفى الجرحى وأفرج عن المعتقلين.
إن هذه الخطط التآمرية الخبيثة التي يحيكها الاصلاح وهذه الجريمة النكراء التي ارتكبتها أجهزة الأمن لن ينساها شباب عدن، ولن ينساها شباب الجنوب وأهل الجنوب حتى يمثل المعتدون المجرمون أمام العدالة عاجلا أم آجلا إنشاء الله.
وحين فشلت قيادة الاصلاح في السيطرة على الشارع الجنوبي ووقف لها شباب عدن بالمرصاد أرادت أن تستثمر الجريمة النكراء التي حصلت يوم الجمعة الأسود 25 فبراير، فبدأت تفكر في تفويج المزيد من أعضائها من المحافظات الشمالية الى عدن تحت حجة دعم أبناء عدن والتضامن معهم.
ولكن أبناء عدن الشرفاء كانوا كعادتهم بالمرصاد لهذه الحجة الخبيثة فطالبوا قيادة الاصلاح أن ترسل عشرات الآلاف من أعضائها المعتصمين في ميدان الحرية في تعز للالتحام بإخوتهم في صنعاء والتوجه نحو المؤسسات السيادية مثل رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان ورئاسة الوزراء لتعطيل عمل هذه المؤسسات وغيرها وتضييق الخناق على النظام من أجل إسقاطه.
ذلك هو التضامن الحقيقي الذي يبلسم جراح شباب عدن الأبطال، وذلك هو الرد الحقيقي والمؤثر على الجريمة النكراء التي ارتكبها النظام بحق أبناء عدن الشرفاء.
فهل يفعلها الاصلاح!!