صالح (يمين) اتهم الجزيرة بممارسة "الإثارة والتحريض" على الفوضى باليمن والدول العربية
عبده عايش-صنعاء
استغرب محللون وصحفيون في اليمن طلب الرئيس علي عبد الله صالح من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، التدخل لدى القائمين على قناة الجزيرة لوقف ما سماها "أساليب الإثارة والتحريض" على أعمال الفوضى في اليمن والدول العربية.
وكان صالح أجرى اتصالا بأمير قطر مساء الخميس، وطلب منه التدخل لدى القائمين على قناة الجزيرة لتبتعد في ممارستها للمهنة الإعلامية عما أسماه "أساليب الإثارة والتأجيج والتحريض، وتزييف الحقائق وتضخيم الأحداث، التي تنعكس بنتائجها سلبا في الوطن العربي، وإحداث التصدع في المجتمعات العربية، وبما يضر بوحدتها وتماسكها، ويشجع على أعمال الفوضى والعنف والتخريب".
وأشار صالح -في خبر بثته وكالة سبأ الرسمية- إلى أن "تلك الممارسات لا تخدم سوى الأهداف الصهيونية، والجماعات الإرهابية من تنظيم القاعدة وأعداء الأمة العربية عموماً، والذين ظلوا يسعون إلى تمزيق الأمة وإحداث التصدع في صفوفها، من أجل استلاب مقدراتها وتهديد وجودها ومستقبل أجيالها".
الزلزال الكبير
وفي حديث للجزيرة نت، قال الكاتب الصحفي صادق ناشر إن شكاوى القادة العرب من دور قناة الجزيرة لا يمكن أن تغير موقفها، خاصة أنها تتعامل مع الأحداث باليمن ومصر وتونس، كما تتعامل معها أي وسيلة إعلام غربية.
ورأى أن الحكام العرب لم يتعودوا تعامل القنوات الفضائية مع الأحداث في بلدانهم، وقال إن "الجزيرة أحدثت زلزالا كبيرا في عقل الإنسان العربي من المحيط إلى الخليج، وتحولت في المشهد الذي رأيناه في تونس ومصر واليمن إلى مصدر مهم من مصادر المعلومات ونقل الحقيقة".
وأكد أن "الجزيرة لم تفعل أكثر من نقلها للحدث وقراءته قراءات مختلفة، وهو ما جعل البعض يرى أنها تعمل على نشر الفوضى الخلاقة".
وأشار ناشر إلى أن "فضائيات الحكام العرب تبث ما يتماشى مع ما يريدونه لا ما يدور في الشارع"، مضيفا "أننا رأينا وسائل الإعلام اليمنية، وكيف تعاملت مع المظاهرات التي شهدتها صنعاء الخميس، حيث أبرزت مظاهرات الحزب الحاكم، ولم تتعامل مع مظاهرات المعارضة، مع أنها كانت الأكبر والأضخم في تاريخ البلاد".
أهمية الحرية
ومن جانبه, نفى نقيب الصحفيين اليمنيين الأسبق عبد الباري طاهر أن تكون الجزيرة "تختلق الأحداث أو تكذب"، مشددا على أنها إنما "تنقل صورة الأوضاع في البلدان العربية، لكن حكامنا للأسف لا يدركون أهمية حرية الصحافة والرأي والتعبير".
واعتبر طاهر -في حديث للجزيرة نت- أن "قناة الجزيرة وكل وسائل العصر إنما تفضح الهراوة التي تضرب بها قوات الحاكم الشعوب التي تبحث عن حقوقها في الحرية والتعبير والرأي، والحياة الكريمة".
وقال إن "حكامنا لا يتعظون إلا بعد وصول الأيدي إلى حناجرهم، يحكمون بالفساد والاستبداد، ويصادرون حق الشعوب في الحرية والمساواة، ولذلك تبدو النتائج كارثية، ويخشون من الإعلام المستقل الذي ينقل الأحداث كما هي".
إلى ذلك قال رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين جمال أنعم إن "مشكلة الأنظمة العربية المحكومة بالحزب الواحد، هي أنها في ادعائها الديمقراطية تصل إلى مرحلة لا تستطيع فيها تحمل الصحافة ووسائل الإعلام المفتوحة المتعددة".
واعتبر أن "الجزيرة مثلت اختراقا حقيقيا لخطاب التجهيل والتعمية الذي تمارسه الأنظمة العربية، فالجزيرة كسرت حاجز احتكار الوعي، وبدت الأنظمة في تعاملها مع الجزيرة مجبرة أكثر من أنها مختارة".
وأضاف أنعم -في حديث للجزيرة نت- أنه "يشعر بالخجل من هذه الأنظمة العربية التي تعبر عن ضيقها من قناة الجزيرة على هذا النحو، وكأنها هي المشكلة"، مضيفا أن "الجزيرة ليست سببا في الأزمة اليمنية، ولا سببا في المشكلات والأزمات التي تعصف بالنظام العربي هنا أو هناك", محذرا من مثل هذا "الخطاب والتوجهات".
وعبر أنعم عن شعوره بـ"الخوف والفزع"، منبها إلى أن "محاولة الضغط على قناة الجزيرة عبر الحكومة القطرية، والتعامل المكشوف على هذا النحو، يضع العاملين في مكتب الجزيرة باليمن في دائرة الخطر والاستهداف".