http://www.aljazeera.net/NR/exeres/FFBD4D6E-E541-4941-897E-4EB4553625B4.htm
قال تقرير لوكالة رويترز الإخبارية إن قرار السلطات المصرية بإغلاق مكاتب الجزيرة في القاهرة يظهر الدور البارز الذي تلعبه القناة في تغطية الانتفاضة الشعبية المتواصلة في مصر منذ ستة أيام.
وأشارت الوكالة إلى أن السلطات المصرية كثيرا ما ضايقت قناة الجزيرة التي أصبحت ثورة في الإعلام العربي في وجه الإعلام الخاضع لسيطرة الدولة، رغم أن تلك السلطات لم تحاول قط من قبل إغلاق عمل القناة بشكل كامل.
ونقلت عن عماد جاد الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية قوله إن محاولة إسكات قناة الجزيرة هي المحاولة الأخيرة لنظام استبدادي يحتضر للسيطرة على الأحداث بطريقة غليظة تقليدية.
وكثيرا ما أغلقت الحكومات العربية مكاتب قناة الجزيرة التي قالت برقية دبلوماسية أميركية مسربة نشرها موقع ويكيليكس في ديسمبر/كانون الأول إن دبلوماسيين أميركيين يرون فيها "أداة للمساومة" تستخدمها قطر في سياستها الخارجية.
ورأت الوكالة أن الجزيرة حاولت في تغطيتها للأحداث في مصر اتباع نفس النهج المتميز الذي أرسته في تغطيتها للانتفاضة الشعبية في تونس التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي رغم أنها كانت محظورة بالفعل في تونس.
وأضافت أنه "لإحساس القناة بأن النموذج التونسي سيطلق حركات تقلده في أماكن أخرى لعبت القناة دورا في التعبئة في مصر أدت إلى احتجاجات هائلة منذ الثلاثاء الماضي تطالب بالإطاحة بالرئيس حسني مبارك".
تجاهلت قنوات أخرى نبأ الاحتجاجات بينما كانت الجزيرة تبث صورا مباشرة لها
ما بين السطور
وحسب شادي حميد من معهد بروكينغز بالدوحة فإن "الجزيرة رصدت خطورة الوضع في تونس ومصر، ورأت أنها ستكون كبيرة قبل أن يرى الآخرون ذلك، ورأت أن هذه الاحتجاجات سيكون واحدة من اللحظات التاريخية في التاريخ العربي".
وقالت الوكالة إن التلفزيون المصري الذي تجاهل الاحتجاجات لخمسة أيام، مركزا في المقابل على الفوضى التي اندلعت بعد انسحاب قوات الأمن من الشوارع، حاول أمس الأحد تحديث نفسه كي يتماشى مع قناة الجزيرة بأن قال إن عددا قليلا من المحتجين كان في وسط القاهرة بينما كانت الجزيرة تبث صورا حية للحشود في ميدان التحرير باستخدام كاميرا ثابتة في الميدان.
وأشارت الوكالة إلى تغطية قناة العربية -المملوكة للسعودية- للأحداث في مصر بوصفها أكثر محافظة وأقل حركة في تغطية الاحتجاجات في مرحلتها الأولى وأسرع في الترويج للعودة إلى الاستقرار.
ونقلت عن أستاذ العلوم السياسية في الولايات المتحدة أسعد أبو خليل قوله على موقعه إن الإعلام المصري والإعلام السعودي يحاولان تشويه الحركة الاحتجاجية في مصر، وساق تأكيدا لكلامه عنوانا رئيسيا لصحيفة الشرق الأوسط السعودية يقول "مصر تنكل بنفسها".
وحسب محافظ المنيا أحمد ضياء الدين فإنه كان لا بد على مصر أن تتخذ خطوات ضد قناة الجزيرة قبل ذلك لأنها –حسب رأيه- أكثر تدميرا على البلاد من إسرائيل، وطالب بمحاكمة مراسلي الجزيرة باعتبارهم خونة.