المصدر أونلاين - خاص
رفض قادة في الحراك الجنوبي القبول بما تضمنته مبادرة لحزب رابطة أبناء اليمن (رأي) تدعو لاعتماد الفيدرالية نظاماً للحكم في البلاد كحل للأزمة اليمنية.
جاء ذلك في حلقة نقاشية نظمها حزب (رأي) يوم الأحد في مدينة عدن، وأبدت قيادات في الحراك شاركت في الحلقة تمسكها بخيار "فك الارتباط". وتمحور حديث المشاركون من سياسيين وأكاديميين وممثلين عن منظمات المجتمع المدني حول تفاقم المشكلات التي تهدد اليمن واستقراره.
وأكد ممثلون عن مكونات وفصائل الحراك الجنوبي الاستمرار في التعبئة الشعبية نحو تحقيق مطلبهم و"فك الارتباط" عن نظام صنعاء الذي وصفوه بـ"نظام القبيلة والحكم العسكري". وقال القيادي في الحراك ناصر الطويل "نحن نعيش في ظرف (...) حيث نهبت دولتنا ولا نرى هناك مبرراً للقبول بنظام فيدرالي كما أننا لا نقبل بأي خيار آخر غير استعادة دولتنا التي دمرت مؤسساتها بعد حرب صيف 94م". حسبما قال.
لكن الأمين العام لحزب الرابطة محسن بن فريد أكد بأن لا أحداً من الأحزاب أو الأطراف السياسية اليمنية يملك الحقيقة كاملة بيده أو الخلاص لمشاكل اليمن. وأضاف "رياح التغيير قادمة من تونس وميدان التحرير بمصر ولا أحد بمقدوره لي ذراع احد". لافتاً إلى إن "الوحدة ومشكلات اليمن تحتاج إلى وقفة مسئولة من كل القوى في البلد".
وتطرق بن فريد لمبادرة حزبه التي أعلنها في 20 يناير الماضي، وقال إنها تتضمن مشروعاً لحل أزمات اليمن وتشمل 9 نقاط أساسية تتمثل أهمها في اعتماد الفيدرالية كنظام للحكم في اليمن.
وإذ أقر بتلقي الحزب انتقادات من عدة أطراف سياسية بما فيها الحراك إزاء هذه المبادرة، فقد انتقد بالمقابل ما قال أن حزبه وقياداته تعرضت لإساءة من خلال مطبوعات تتهمه بالعمالة والسعي لتقسيم اليمن.
أما النائب البرلماني إنصاف مايو، فدعا الجميع إلى استحضار تاريخ اليمن عند البحث عن حلول لأزماته الراهنة وذلك حتى لا تتكرر مآسيه. وعبر مايو عن تأييده لحوار شامل أو أي رؤية ستؤدي في نهاية المطاف إلى أمن واستقرار المواطن سواء كان نظام الحكم فيدرالياً أو محلي واسع الصلاحيات أو غيره، وأضاف "الغاية هي الاستقرار التي ينشدها المواطن اليمني الغلبان".
ودعا مايو الأحزاب السياسية جميعها على عدم سعيها لسحب البساط من أي أطراف فاعلة أخرى، لافتاً إلى إن الجميع مسؤول أمام أي تدهور أو حروب أو أحداث يمكن أن تصل إليه الأوضاع في البلاد.
وشدد على إن استقرار اليمن لا يمكن أن يأتي عبر اللجوء إلى الخارج، بل أن المعني باستقرار البلاد هم أبناءه. وقال "حتى دول الجوار لا تريد استقرار اليمن أبدا وهي التي في الوقت الذي تدعم الوحدة فإنها تدعم أيضا الانفصال".
وقدمت خلال الحلقة النقاشية العديد من الرؤى والأفكار، ودعا مشاركون إلى ضرورة إجراء حوار وطني تحت رعاية دولية ليشمل جميع الأطراف ولما من شأنه إنهاء الحكم المركزي وإشراك كافة أبناء اليمن في حكم أنفسهم وتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية والمساواة وتطبيق القانون وتحقيق التنمية المنشودة. في حين أكد آخرون استحالة الوصول إلى حل من خلال الحوار مع النظام القائم، ورأوا أن إسقاط منظومة الحكم القائمة تحتل الأولوية.
الثلاثاء 15 فبراير - 0:19 من طرف الاسير