ملتقى جحاف - خاص
تابعنا بقلق بالغ المجزرة البشعة التي اقترفتها أجهزة أمن النظام القمعية يوم الجمعة ،الخامس والعشرين من فبراير 2011، في مدينة المعلا - عدن – الباسلة مازالت مستمرة بأعمالها القمعية والإجرامية وأخرها ما حصل اليوم الأحد 27 فبراير في مدينة المكلا المسالمة، ضد فعالية إحتجاجية سلمية راح ضحيتها ،حسب المعلومات الأولية، سبعة من الشهداء وأكثر من أربعين جريحا.
لقد أرتكبت أجهزة الأمن المدججة بالسلاح والعتاد جريمة بشعة سبق التخطيط لها، وأستخدم لتنفيذها اسلوبا همجيا في غاية الدموية بهدف إرهاب وكسر إرادة الشباب الذين يعبرون سلميا وحضاريا عن حقهم المشروع الذي كفتله كافة القوانين والمواثيق والأعراف الدولية .
في الوقت الذي نحيي صمود شعبنا وتقديمه لتضحياته واستبساله وشهدائنا الأبرار، فإننا ندين هذه المجزرة الوحشية المروّعة التي قد تمت بعد يوم واحد فقط من إعلان رأس النظام بأنه قد أمر قوات أمنه بتوفير الحماية الكاملة للمتظاهرين، إلاّ ان ما جرى في مدينة المعلى يفضح مجددا عدم صدقيته وعدم احترامه لالتزاماته وتعهداته، كما أنها تبين أيضا بأنه لم يفهم بعد ولم يتعظ من مصير من سبقوه من الطغاة الذين أسرفوا بالقتل والإفساد ، ولازال يتوهم بأن البطش وسفك الدماء هو السبيل لنجاته وحمايته من السقوط المحقق والوشيك.
إن منهج القمع وأساليب الغدر وتصفية المعارضين والخصوم كانت ولا زالت مكونا وصفة ملازمة لهذا النظام الإستبدادي ورئيسه، إلاّ أنها مؤخرا قد أخذت منحى هستيريا تصعيديا أكثر بطشا وإنتقاما ودموية، حيث أطلق أيدي قوات أمنه ووحداته العسكرية وعصابات إجرامية مأجورة لقتل الأبرياء وإنتهاك الحريات والحقوق في الجنوب وفي الشمال ، وخصّت في عنف وإنتقام مفرط ومفضوح مدينه عدن الباسلة بأحياءها المختلفة وشملت أيضا بقية مدن وقرى الجنوب الأبي كما يحدث اليوم في مدينة المكلا.
إننا أمام هذا الوضع المتفاقم نعبر عن إدانتنا الشديدة لهذه الجريمة المروّعة ولهذا التصعيد الخطير ونحمّل علي عبد الله صالح المسؤولية الأولى والمباشرة عنها وعن كل التجاوزات والجرائم الخطيرة وما يترتب عنها من آثار ونتائج وخيمة ، وفي الوقت الذي نشيد بالتضامن المسؤول الذي أبداه أخواننا في الداخل شمالاً وجنوباً، فإننا نحذره من التمادي ونطالبه بالتوقف الفوري عن هذه الأعمال الإجرامية، كما نذكّره ونذكّر كافة القيادات العسكرية والأمنية والأفراد الذين يتورطوا في التخطيط أو المشاركة في هذه الجرائم البشعة من انهم لن يفلتوا بجرائمهم، وأنهم سيكونوا عرضة للمساءلة القانونية وللعقاب وفقا لاحكام القانون الدولي.
إننا نوجه النداء العاجل الى دول مجلس الأمن الدولي والأمين الأمم العام للأمم المتحدة والدول المنضوية فيما يعرف بمجموعة أصدقاء اليمن وإلى الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وكافة المنظمات والهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان للقيام بمسؤولياتهم ولإتخاذ موقف حاسم وعاجل تجاه هذه الجرائم ولممارسة أقصى قدر من الضغط على النظام في صنعاء ومنعه من تنفيذ أجندته الإجرامية بحق شعبنا .
إننا نناشد المجتمع الدولي إتخاذ موقفا حازما لمواجهة هذا التصعيد الدموي غيرالمبرر وغير المسؤول وغير الإنساني الذي يستهدف مدنيين عزّل يمارسون حقهم المشروع بالتعبير عن مطالبهم وتطلعاتهم المشروعة بشكل سلمي، كما نناشده بتوفير الحماية لشعبنا ولإرسال فريق دولي للتحقيق فيما يتعرض له من قمع وتنكيل منهجي مخالف للقانون الدولي، مطالبين قي الوقت نفسه مجلس الأمن الدولي بإرسال فريق دولي للتحقيق فيما يتعرض له شعبنا من قمع وتنكيل منهجي مخالف للقانون الدولي ..
إن الرد على جرائم السلطة الإستبدادية المتهاوية، يكمن بالمزيد من التلاحم شمالاً وجنوباً والصبر والتمسك بالحق وبالحفاظ على النهج السلمي، ونحن على ثقة تامة بان الشباب الأبطال وشعبنا العظيم سيواصلون العطاء والتضحية وإجتراح المآثر العظيمة ولن تكسر إرادتهم أساليب القمع والإرهاب، وسيحققون ما حققه شباب مصر وتونس وما يحققه شباب ليبيا ، ولن يكون لنظام صنعاء وقيادته من عاصم من ذات المصير الذي سبقه اليه بقية الطغاة.
تغمد الله الشهداء بالرحمة والمغفرة وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، ومنّ على الجرحى بالشفاء العاجل.
(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)
صادر عن : حيدر أبو بكر العطاس، عبد الله الاصنج، صالح عبيد، محمد علي احمد، سليمان ناصر، رياض العكبري، عبد الله باعباد، محمد عجروبه، احمد عجروم، أبو سعود المهري .