الضالع – رائد الجحافي
شهدت مديرية جحاف بالضالع صباح اليوم الأربعاء مهرجان حاشد شارك فيه الآلاف من أبناء جحاف والمناطق المجاورة لها بالإضافة إلى جمع غفير من الشخصيات السياسية والاجتماعية والمثقفين والصحافيين وعدد من ناشطي حقوق الإنسان وممثلي منظمات المجتمع المدني، وفي المهرجان الذي دعى إليه مجلس الحراك السلمي بالمديرية رفعت شعارات التحرير وأعلام الجنوب بكثافة ملحوظة تختلف عن سابقاتها، كما رفع المشاركون صور الشهداء والجرحى والمعتقلين، كما رفعت عدد من اللافتات المنددة بجريمة اغتيال الشهيد علي حسن الجابر مصور قناة الجزيرة وشعارات تضامن مع قناة الجزيرة وصور الشهيد الجابر، وردد المشاركون شعارات ثورة ثورة يا جنوب، ثورتنا ثورة تحرير، وفي المهرجان ألقيت كلمتين الأولى ألقاها المناضل عبدالله مهدي سعيد النائب الأول لرئيس مجلس الحراك بمحافظة الضالع، وقال فيها:
أيها الحشد الجماهيري الكبير يابناء جحاف الإبطال اسمحوا لي في هذا اليوم وفي هذا المهرجان الكبير الذي دعا إليه مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب مديرية جحاف الذي جاء متزامنا مع الذكرى الخامسة الانطلاقة الحراك المبارك يوم 24مارس 2007م من جمعيه المتقاعدين العسكريين والأمنيين بمحافظه الضالع، وبهذه المناسبة التاريخية إنني أتوجه إليكم بأصدق آيات التحايا النضالية تحية المناضلون الصامدون في ساحات النضال السلمي في الوطن الجنوبي عموماً، كما نحيي تحية الإجلال والإكبار لشهدائنا الأبرار والجرحى والمعتقلين والمطاردين، ونتوجه أيضاً بتحية الإباء والشموخ والصمود لأولئك الشباب الصامدون الثائرون ضد المحتل في عدن وحضرموت وبقية مناطق الجنوب يزلزلون الأرض تحت أقدام الطغاة الذين يعيثون بالأرض فساداً وباسم الوحدة، أولئك الشباب الذين يرفعون علم ج ي د ش عالياً خفاقاً يرفرف فوق الرؤوس وبكل عفاف وكبريا وشموخ ويرددون شعار التحرير برع برع باستعمار، فألف تحية للشباب الصناديد الذين يتسابقون على الشهادة وبصدور عارية إلى ساحات النضال السلمي التحرري رافعين الهامات في عناعين السماء وبإرادة فولاذية قوية لا تقهر واستطاعت أن تقهر لغة الرصاص وكل أنواع البطش والإرهاب وعنجهيات أجهزه وقمع الاحتلال اليمني .
أيها الاخوه أربع سنوات مضت من مسيرتنا النضالية السلمية التحررية ودخولنا العام الخامس وانتم تخوضون نضالاً سلمياً حضارياً بكل همة واقتدار وشموخ من اجل طرد المحتل واستعادة ألدولة (ج ي د ش) لقد قدم شعبنا خلال الأربع سنوات الماضية أكثر من (600)شهيد من خيرة شباب هذا الوطن وهم في ربيع الزهور وآلاف الجرحى والمعتقلين كان نصيب أبناء مديريه جحاف من هذه الكوكبة من الشهداء حتى اليوم(14) شهيدا وأكثر من (300) جريح والعشرات من المعتقلين الذين لازالوا في زنازين معتقلات الاحتلال وبدون محاكمات، وشاءت الأقدار إن تصادف مسيراتنا التحررية في هذا العام الخامس من النضال التحرري رياح التغير التي هبت بدءاً من تونس, ومصر, واليمن, وليبيا ضد الأنظمة الدكتاتورية انظمه الاستبداد والفساد ولاقت تلك الهبة الشعبية ارتياح كبير لدى شعوب المعمورة التواقة للحرية ولاستقلال، ولاقت الانتباه، نجد اليوم وعبر وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية تقول إن الحراك الجنوبي تراجع شيئاً فشيئاً عن شعاره وهدفه بفك الارتباط واستعادة الدولة، في ظل تزايد شعار التغيير وإسقاط النظام ’ونجد أيضاً بعض الأصوات الجنوبية ومن أشقائنا في الجمهورية العربية اليمنية تدعونا إلى عدم رفع علم الجنوب وشعار التحرير والاشتراك معاً في شعار التغيير ويقولون علناً من يرفع علم الجنوب وشعار التحرير أنهم مدسوسين من قبل النظام، هذه التوصيفات لا تختلف عن توصيفات النظام الحاكم في صنعاء لأحرار الجنوب، وجميعها متفقة على دفن قضيتنا الجنوبية وبأشكال وأوجه متعددة، وانطلاقاً من ذلك إننا ندعو أحرار الجنوب إن يفرقوا بين مسيرتهم النضالية التحررية وبين الخطاب السياسي التضامني الإنساني الذي يؤيد توجه شباب التغيير لإسقاط الأنظمة الدكتاتورية، ويجب إن يعلم الجميع إن شعار التغيير هو شعار الشعوب التي تناضل من اجل التغير والتجديد أما الشعوب التي ترزح تحت الاحتلال مثل بلادنا (ج .ي. د.ش) هو شعار التحرير، ألا فهل يقبل عاقل إن يترك قضيته ويذهب ليساعد الآخرين فهذا هو الغباء بعينه، وهذا ما ينطبق اليوم على من يقول نبدأ بعملية التغيير ثم نعود لمواصلة قضيتنا الجنوبية، ولا نعرف ما هي تلك القضية عند هولا وفي هذا السياق نقول وبكل وضوح إن شعار التغيير الذي يردد اليوم في صنعاء وبقية محافظات (ج ع ي) وبالرغم من تأييدنا لهم في اختيار طريق الخلاص من النظام الدكتاتوري بالنسبة لنا لا يعنينا هذا التغيير لا من قريب ولا من بعيد فقضيتنا قضية تحرير وليس تغيير .
أيها الأخوة وانتم تواجهون اليوم المحتل بكل أشكاله وواقعه الاحتلالي وكذا سياسة الاحتواء الجديدة التي بدأت تعمر باسم التغير فالواجب اليوم علينا جميعاً أصحاب الهدف الواحد شحذ الهمم ورص الصفوف وحشد كل الطاقات المادية والبشرية وتوحيد الخطاب السياسي والإعلامي المرشد وتوحيد الإرادة السياسية لأحرار الجنوب للانتقال إلى المرحلة الجديدة مرحلة الخلاص الوطني من الاحتلال (ج ع ي) واجدها فرصة لدعوة إخواننا الجنوبيين العاملين في أجهزة سلطة الاحتلال المركزية المدنية والعسكرية إلى سرعة الانضمام إلى جانب إخوانهم أبناء الجنوب دعاة التحرير والاستقلال واستعادة الدولة (ج ي د ش) وان مكانتهم الطبيعية والوظيفية ما تصل شاغرا إلى أن يأتوا ليملئوا هذا الشاغر وندعوهم اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى عدم تنفيذ أوامر الطغاة في قتل الأبرياء أو استمرار تأييدهم النظام الدكتاتوري في صنعاء، وفي الختام نتقدم بعزائنا لأسرة قناة الجزيرة، قناة الأحرار والتغيير التي تمارس رسالة الإنسانية وبكل مهنية على استشهاد المصور علي حسن الجابر، وندعوهم إلى إرسال مبعوثين إعلاميين إلى عدن وحضرموت بهدف نقل الحقائق لما يجري على ارض الجنوب مثلما أرسلت إلى صنعاء، كما ندعو الدول المانحة بما يسمى أصدقاء اليمن بعدم دعم النظام الدكتاتوري في صنعاء لكون هذا الدعم يسخر لقمع دعاة التغيير في صنعاء ودعاة التحرير في الجنوب كما ندعو المنظمات الحقوقية والإنسانية للاضطلاع بدورها والتحقيق بجرائم الإبادة التي ارتكبت تجاه المدنيين الجنوبيين والتحقيق في جرائم ضرب الغازات السامة على المعتصمين في صنعاء، كما نعلن تضامننا مع صحيفة الأيام الغراء الموقوفة منذ عامين ونتضامن مع اسر الشهداء والجرحى والمعتقلين وعلى رأسهم شيخ المناضلين حسن باعوم رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي.
بعد ذلك ألقى الطفل احمد الجنوبي قصيدة شعرية نالت إعجاب الجماهير وألقى الشاب صلاح عبدالله صالح كلمة الشباب تحدث فيها عن المخاطر المحدقة بالحراك السلمي والقضية الجنوبية تجاه الشعارات الداعية إلى تناسي قضية الجنوب وتحدث عن أهمية الشباب في الثورة السلمية الجنوبية كرافد وداعم قوي لاستمرارها ونجاحها، وفي نهاية المهرجان قام الأستاذ محسن محمد عبادي بقراءة البيان الصادر عن المهرجان والذي جاء فيه:
انطلاقا من مستوى المسؤولية الوطنية والتاريخية الملقاة على عاتق مجلس الحراك السلمي وعلى عاتق أبناء الجنوب الأحرار تجاه الأهداف العظيمة التي قدم الشهداء الأبرار أرواحهم ودمائهم الزكية ثمناً لتحقيقها وانتصارها والمتمثلة بالاستقلال واستعادة دولة الجنوب على كامل أرضها وسيادتها، وتواصلاً للنضال السلمي يأتي مهرجاننا هذا في ظل التطورات والمتغيرات السياسية المتسارعة والأحداث المتنامية على طول الساحة العربية وشعوبها بفضل الثورات الشعبية الشبابية السلمية لإزالة أنظمة القمع والإرهاب والجرائم والفساد والتي انتصرت في تونس ومصر وتواصل انتصاراتها في ليبيا والجمهورية العربية اليمنية والتي تعد فتحا جديداً لانتصار الشعوب المقهورة وقضايا الشعوب التواقة للحرية والاستقلال، وإذ نعبر عن مباركتنا وفرحتنا بهذه الثورة العربية الشعبية السلمية وتأييدنا لحق تلك الشعوب في تقرير مصيرها، وهذه الثورات التي استمدت نورها وأسلوبها من الحضاري السلمي من تجربة شعب الجنوب العظيم في نضاله السلمي الذي انطلق قبل أربعة أعوام وسيدخل عامه الخامس بعد أيام قليلة، لطرد الاحتلال الغاصب واستعادة هويته وتاريخه وأرضه وثرواته واستقلاله ودولته الوطنية على كامل سيادتها المنصوص عليها في وثيقة استقلال شعب الجنوب عن الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر1967م، تلك القضية التي تختلف اختلافاً جذرياً عن الثورات الشعبية التغييرية للشعوب السالفة الذكر لكونها قضية هوية وتاريخ وارض وثروة واستقلال ودولة وليست قضية تغيير نظام.
لقد آن الأوان الذي يجب إن يضطلع أبناء الجنوب كافة بمتطلبات الوحدة الداخلية وتأمينها بعيداً عن الاعتبارات الضيقة والحسابات الوهمية التافهة، وتعزيز الثقة النضالية الأخوية والإيمان بان تحقيق أهداف القضية الوطنية لشعبنا وانتصارها يستدعي من الجميع الإيمان بان كل أبناء الجنوب بمختلف شرائحهم وفئاتهم واتجاهاتهم مع قضية شعبهم وأهدافها وانتصارها بمن فيهم الجنوبيين الذين لا يزالوا يعملون مع سلطة الاحتلال الذي يجب إن يدركوا بان الوقت قد أزف لان ينظموا إلى أهلهم وشعبهم وقضيتهم الوطنية.
- يعبر المهرجان عن التضامن الكامل مع المناضل الكبير حسن احمد باعوم رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب المعتقل منذ تاريخ 19 فبراير 2011م لدى سلطات الاحتلال في معتقلاتها ومع كافة المعتقلين ومع كل أبناء الجنوب المعتقلين في زنازين الاحتلال ومنهم الإخوة من قيادة مجلس الحراك السلمي بالضالع الذين جرى اعتقالهم في عدن.
- يعبر المهرجان عن عظيم التضامن مع قناة الجزيرة الفضائية وكافة المنتمين إليها لما تتعرض له من الحملة المسعورة من قبل أنظمة القمع والإرهاب العربية وإدانة جريمة الاغتيال الدنيئة التي طالت مصور قناة الجزيرة الشهيد علي حسن الجابر رحمه الله.
- المجد كل المجد لشعب الجنوب العظيم والخلود لشهدائه الأبطال، وإنها لثورة حتى النصر.
الخميس 17 مارس - 0:18 من طرف رائد الجحافي