قضية الجنوب لن ينال منها شعار مرحلي - بقلم : صلاح السقلدي
صيغة PDFطباعةأرسل لصديقك
الخميس, 24 مارس 2011 23:14
عدن – لندن " عدن برس " خاص -
قطعا لا يعني رفع شعار
الشعب يريد إسقاط النظام ) في صنعاء ولا حتى إسقاط النظام الحاكم عمليا حلا لقضية الجنوب ، وان كان إسقاط النظام الحاكم يعني فيما يعنيه تجاوز عقبة كأداء من على درب القضية الجنوبية ومطلبا جنوبيا قبل أن يكون مطلب أبناء الشمال مع استثناء القوى الوطنية المتحررة هناك التي ناضلت ولا تزال لإسقاط هذا النظام العفن منذ عقود.
يتملك البعض من شرفاء ومخلصي ومناضلي الجنوب بالداخل والخارج ومعهم في ذلك حق شعورا بالقلق من أن ينعكس سلبا تسارع الأحداث على الساحة بالشمال والجنوب وارتفاع شعار إسقاط النظام الطاغي على الساحة اليوم وان يكون إسقاط النظام بديلا عن الحل الجذري لقضية شعب الجنوب. ولكن نقول انه من واقع القراءة المستمرة للمشهد السياسي المرسوم اليوم نجد أن هذه الأحداث لا يمكن لها بكل قوتها العاصفة أن تأتي على قضية شعب بحجم القضية الجنوبية بل على العكس من ذلك فهذه الأحداث تصب جلها في مصلحة القضية الجنوبية، فيكفي ان قطاعا واسعا من أبناء الشمال نخبا ومواطنين عاديين قد أدركوا اليوم الألاعيب راس النظام وكذبه وتنصله من كل الاتفاقيات الوحدوية وكيف سخر طاقات الدولة لإقصاء أبناء الجنوب من شراكة الوحدة ،فضلا عن تسخيره لقوى الإرهاب والتضليل
الإعلامي المقيت. فالمتابع لتصريحات القيادات التي ضلت غالى أمد قريب محسوبة على راس النظام وكذلك مقابلات شيوخ قبليين ودين كبار وهم يتحدثون كيف خُدعوا وضُللوا، وكيف تم استدراجهم لضرب الجنوب وإصدار الفتاوى ضده. بل حتى المواطن العادي بمحافظات الشمال يتحدث اليوم عن ان علي عبد الله صالح هو من أثبتت هذه الأحداث انه هو الانفصالي قولا وعملا ويدلل هذا المواطن على صحة كلامه كيف ان علي صالح وإعلامه أصابهم الغيظ وهم
يرون الجنوبيين والشماليين موحدي الشعار وكيف أصاب علي صالح وإعلامه حالة من الصرع وهم يسمعون حلفائهم الذين استقالوا مؤخرا وهم ينشروا غسيل علي عبدالله صالح بكل قذارته وكيف ان هؤلاء المستقلين فضحوا ولا زالوا يفضحون حتى الساعة مواقف علي صالح إزاء الوحدة ( تصريحات عبدالمجيد القباطي رئيس دائرة العلاقات الخارجية لحزب علي عبدالله صالح إلى قبل أيام قليلة ) لقناة البي بي سي أنموذجا وهو يعري نوايا عبدالله صالح بعد التوقيع على اتفاقية العهد والاتفاق بالأردن،وكيف ضل علي صالح يضمر سؤ النية تجاه هذه الاتفاقية ويعد العدة للحرب على الجنوب. هذه بعض نماذج على المكاسب التي كسبتها القضية الجنوبية من سير هذه الأحداث.
نعود ونقول إن القضية الجنوبية لم ولن ينال منها شعار مرحلي مثل (الشعب يريد إسقاط النظام) وتحالف مرحلي اقتضته الضرورة ،كون قضية بهذا الحجم وبهذه الأهمية،فضلا عن وقوف رجال مخلصين لهذا الشعب الجنوبي العظيم خلف عدالتها هو أكبر من أن ينال منها احد او يلتف عليها متآمر. وما يزيد من ثقتنا ببقاء قضية الجنوب بالواجهة هو الشعور بالقلق من الجميع حتى ان هذه القلق نراه اليوم من جنوبيين ضلوا يقفون بمربع الصمت إزاء الجنوب ، فقضية الجنوب تقف بحلق كل من يحاول أن يبتلعها لأنها كبيرة ولحمها مسوم