منذ أن اشتعلت ثورة تونس البوم عزيزي والتي أطاحت بدكتاتور قرطاج ونحن نتابع بشغف علنا نرى هذه الثورة في ساحاتنا الجنوبية ... رغم أننا من صنع أول الثورات السلمية العربية بدأت الانطلاقة الأولى 2007م .. إلا أننا نتفاجأ بثورة جديدة انطلقت من ساحة التحرير بقاهرة المعز والتي أبهرت العالم بقاراته الست لما لها من قوة وإصرار الشباب لا يمتلكون سوا أجسادهم العارية وإصرارهم على إسقاط فرعون هذا الزمان( مبارك) ،
وأيضا استبشرنا خيرا لأعلها تنتقل إلى ساحة الهاشمي التي كانت أول ساحة للحرية والنضال السلمي في عصرنا هذا ، إلا أنه مع الأسف لم نراها إلا في تعز وصنعاء
لتكون بداية النهاية لطاغية لم تعرف اليمن ولا الجنوب مثله عبر التاريخ . في كل هذه المراحل التي ذكرناها نجد أن "ألف قائد وقائد" افقدونا الثقة والتوازن والجدية بالعمل و بالسير ورائهم لعدة أسباب وهما ً وغرورا ً وكانت النتيجة :
1- عدم قدرتهم على تحمل المسؤولية تجاه ثورة من اشرف الثورات العربية النبيلة وقضية بحجم الجنوب و باعتراف الكثير ممن يتابعون المشهد الجنوبي ولهذا وصلنا إلى طريق مغلق معهم في العمل الصحيح .
2- الصراع على المناصب وعدم قبول الأخر وإعطاء الكفاءات حقها بالقيادة والعمل الصحيح والثبات في ساحات الحرية على أن يكون الدعم بجميعه لصمود شباب ساحات الحرية في الجنوب .
3- عمل البعض من القيادات ضمن أجندة حزبية ضيقه لا تخدم الجنوب بل تخدم أحزابهم المقيتة والتي كانت هي سبب بلا الجنوب وأهلية وتعامل مع القضية على أنه جباية بل وغرر بالكثير لخدمة أجندته دون أن يعلم بأن النتائج وخيمة على القضية الجنوبية وسيدفع الثمن هو قبل غيره في حال لم تتحقق أهداف الجنوب والتعامل مع القضية الجنوبية الكبرى بجدية وحلول صحيحة .
4- عمد البعض إلى " اللجوء للكهوف وتشكيل الكيانات " التي أصبحت أكثر من بسطات الشماليين بأسواق عدن ، حتى أننا لم نستطيع حفظ أسمائها لكثرتها والاكتفاء بإصدار البيانات والمشاريع والبرامج التي أصبحت مملة ، بالإضافة إلى حياكة المؤامرات فيما بينهم والبحث عن الدعم المادي الذي أرهق أبناء الجنوب المنتشرون في أصقاع الأرض،
رغم الدعم السخي والذي كان بالإمكان أن نحرر الجنوب أربع مرات لما قدم لهم ، إلا أن بعض لم يرضى في إشباع غريزة نفسه من أصحاب النفوس الرخيصة و أصبح الحراك الجنوبي بالنسبة لهم مصدر رزق ومجاملات ومناطقية والذي لا يهمهم تحرير وطن الموعود .
5- الارتباط بقيادات الخارج المحنطة سيئة السمعة ، وتاريخها الأسود من الليل ، تاريخاً لا يشرف، وهي سبباً رئيسا ً في تخبط قيادات الدخل والتي تحاول إسقاط مشروع وطني جنوبي دفع أبناء الجنوب دمائهم لآجلة .
الغريب في ذالك إنهم يعتقدون إن التحرير سيأتي من خلال تلك المومياء المتعفنة وربط مصير شعب الجنوب بهذه المومياء والتي هي جزء من هذه المشكلة التي نعاني منها حتى ألان. ولو قارنا ما حصل في مصر وتونس سنجد أن الثورتين لم يكن لها قائد "غضنفر" يصول ويجول كما هو حاصل لدينا ،
فلدينا غضنفرات بيانات ليس إلا " بل كان لهم شباب لا يفكرون بزعامات ولا مناصب مرموقة ولم نسمع أنهم يشكون الحال المادي كما هو حالنا و إنما كان لهم "هدفاً نبيل " قضية وطن إلا أنهم أفسدوا الشباب بطريقة خاطئة في زرق المصالح لسد رمق المرء من سوء الحياة دون أن يكون العمل صحيحا ً بمجمله ،
وعلى أن يكون استعادة هويتهم المصرية العربية بعدما أن حولها فرعون مصر إلى "عزبة لأسرته وموالية" ،
ومع الأسف أن الثورة الجنوبية التي بدأنا انطلاقتها عام 2007م ، وشهد لها الجميع بأنها من اشرف وأنبل الثورات ظاهرة عرفها " الأمة العربية " وبشعار الاستقلال و ولكن مع الأسف استبدلناها الآن بما هو أدني بـ" إسقاط النظام " والذي لا يعنينا بأي شكل من الأشكال كوننا محتلين .
مع العلم أن إسقاط نظام صنعاء هو مطلب يمني بالدرجة الأولى وعربي بشكل عام ومن واجبنا أن نؤيد تلك المطالب دعما لإخواننا اليمنيين للتخلص من كابوس ظل جاثماً على أنفاسهم أكثر من ألف عام ، وأيضا جاثما ً على أنفاسنا عشرين عام مع عدم التفريط بحقنا باسترداد هويتنا الجنوبية .
السؤال لماذا تحولت الثورة الجنوبية من استقلال إلى إسقاط النظام وماهي الأسباب؟ الجواب سألخصه بشكل مختصر .
1- الإحباط الذي سيطر على أبنائنا الشرفاء الذي تقدموا تلك القيادات وقدموا قوافل من الشهداء وهم يشاهدون القادة التي تتصارع على الزعامة الكاذبة وتناسوا إن الوطن محتل ولم يحترموا تلك الدماء الزكية الطاهرة التي استرخصها أهلها من اجل إن نعيش بعدهم أحرار. وفقدان الثقة بتلك القيادات التي تتفق بالعسكرية وتنقلب بزنجبار وتعلن بيان بيافع وتنقلب علية " بالذنبة " وتقدم الولاء والطاعة لزعيم الجنوب باعوم وتنقلب علية بالضالع قيادات هزيلة لا ترتقي وما يطمح إلية الشعب العظيم الجنوبي .
هل نستعين بتوكل كرمان كما حصل عام 67م عندما اعتمدنا على فتاح وزبانيته الذين نجحوا في طمس هويتنا ويمننونا ويتكرر المشهد مرة أخرى ( عم احترامي لشخصياتهم ) ، أم أننا على موعد مع جيل الشباب الذي سيهيج كما هاج تسونامي آسيا ليزف تلك القيادات إلى مزبلة التاريخ كما حصل في اليابان التي زف كبريائها الصناعي وجعلها حطاما في وديانها ؟
لماذا لا تعترف تلك القيادات المتعددة بفشلها المخجل وتترك جيل الشباب يصنع تاريخه المشرق بدلا من التعطيل ومحاولة ركوب الموجة ومصادرة الثورة لصالح أصحاب البيانات الزائفة والرخيصة والتي تكتب بمقايل " القات " بعيدا عن ساحات الشرف .
الجواب على كل تلك الأسئلة هو الأتي :
إن جيل الشباب قد استيقظ كما تستيقظ الأسود من نعاسها لتقول لكل من يحاول أن يعبث "بثورة الجنوب " الأمل اذهب إلى الجحيم فكافانا أكثر من أربعة أعوام ونحن ننساق ورائهم وأسماء مزيفه باحثة عن الشهرة ونشر الصور والبيانات على الانترنت والاتصال بأبناء الجنوب بالخارج للشكوى من ضيق الحال الكاذب والزائف وهم يملكون المصانع والمباني في أصقاع الأرض وتدر عليهم ملايين من أعمالهم الخاصة .
اليوم انكشفت الأقنعة وتبين الاتجاه لبعض المرضى نفسيا ونرجسيتهم تجاه التسلط على الشرفاء ألان هم الشباب من سيصنع التاريخ الحديث لشعب الجنوب العربي ونحن نؤمل عليهم وعلى إخلاصهم لهذا الوطن الغالي وطرد المحتل الذي دنس ترابه الطاهرة بعيدا عنكم أيها البلداء والمحنطين .
و نقول لتلك القيادات عيشوا كيفما شئتم وتمتعوا بما نهبتموه من ثروة الجنوب ومن المال الرخيص الممنوح لكم من سلطة الاحتلال نظير تعطيل مسيرة شعب أراد الحرية و ستظلون بنظر شباب الجنوب بائعين لضمائركم "أذلاء وسيحاسبكم التاريخ " على ما فعلتموه بشعب أكرمكم وتكرم عليكم بمكرمة
ولم يحاسبكم على مآسيه السابقة والتي لم يعرفها شعب وقال لكم "العمل بالتصالح والتسامح " وهو البداية نحو شروق شمس الحرية رغم الماسي التي عانى منها شعب الجنوب بسببكم ... ولأنكم لا تستحقونها و لأنكم ناكرين جميل لشعب ضرب تاريخه في أعماق الأرض و رفع صوركم الملوثة لعلكم ترجعوا إلى رشدكم إلا أنكم أبيتم الذلة ... أما ألآن لن يسمح لكم جيل الشباب مرة أخرى للمتاجرة بدمائهم الطاهرة تحت أي مبرر ، وأخيرا ً إنها لحظات تاريخية ونعول على ثورة الشباب القادمة أما نحن فقد "هرمنا هرمنا هرمنا وشاب الرأس " وكفى وكفى .