زلزال الماكران شبيه بآخر وقع عام 1945 وصلت أمواجه إلى 1100 كيلومتر
كتب حامد السيد:
الزلزال المدمر الذي وقع أخيرا في اليابان هل يمكن ان يكون له شبيه في منطقتنا الخليجية؟ نعم، هذا ما أكدته خبيرة الزلازل مساعد مدير جامعة الكويت للشؤون العلمية د.فريال بوربيع، مشيرة الى ان زلزالا بقوة أكثر من 8 درجات على مقياس ريختر سيضرب اقليم «الماكران» جنوب ايران الذي يحتوي حاليا «فجوة زلزالية» وستكون له تأثيرات مدمرة في ايران والدول المطلة على الخليج العربي. وأوضحت في تصريح لـ«الوطن» ان الغلاف الصخري المحيطي في شبه الجزيرة العربية يندس تحت اقليم «الماكران» واذا ما وقع الزلزال في الاقليم فسيكون له تأثيرات مدمرة في المنطقة. وذكَّرت بوربيع بزلزال بقوة 8.1 درجات ضرب اقليم «الماكران» في يوم 28 نوفمبر من عام 1945 تسبب في موجات تسونامي كبيرة خلفت دمارا كبيرا ووصلت الى كراتشي وبومباي التي تبعد 1100 كيلومتر عن ايران.
وحذرت بوربيع من الخطر الأكبر على المنطقة في حال وقوع الزلزال وهو مفاعل بوشهر الايراني الذي سيتدمر بالكامل مسببا كارثة اشعاعية على جميع دول المنطقة، وفي ذات الوقت نصحت دول المنطقة بالتخلي عن مشاريع المحطات النووية لانتاج الطاقة الكهربائية، والتي ستتسبب بكارثة كبيرة اذا ما وقع الزلزال المنتظر، لأنه سيهز المنطقة ويدمر ما عليها من محطات نووية مؤديا الى تسربات اشعاعية خطيرة على حياة الانسان.
==========================================
دعت في حديث لـ الوطن إلى التخلي عن المشاريع النووية في المنطقة متسائلة هل احتطنا لما هو قادم؟
د. فريال بوربيع محذرة: زلزال مدمر في إيران سيصيبنا بـ«تسونامي» ويدمر المحطات النوويةمفاعل بوشهر وأي مفاعلات قريبة من الزلزال المتوقع في إقليم الماكران تهدد بدمار شامل في المنطقة
حكومة الكويت وحكومات دول الخليج مطالبة بمراجعة توجهها للتوسع في إقامة المحطات والمفاعلات النووية
زلزال شبيه وقع عام 1945 في نفس الإقليم بقوة 8.1 رختر تسبب في موجات تسونامي عاتية وانزلاقات أرضية
الزلزال السابق أخفى موانئ على بحر العرب وامتدت آثاره إلى كراتشي
زلزال اليابان الأخير هو الأكبر منذ بدء تسجيل الزلازل بها ورابع أكبر الزلازل عالمياً
%90 من الطاقة الزلزالية في الأرض تتولد في جزر اليابان ذات الوضع التكتوني الأكثر تعقيداً في العالم
زلزال الجمعة في طوكيو كان متوقعاً في مكان آخر فهل يخفف قوة المنتظر؟!
كتب حامد السيد:
حذرت خبيرة الزلازل المنطقة من زلزال مدمر مركزه في ايران لم تحدد له موعداً غير انها اكدت قدومه وفقاً للمعطيات التاريخية والعلمية مطالبة بالتخلي عن المشاريع النووية في المنطقة حتى تلك التي تهدف الى انتاج الطاقة الكهربائية في وقت اكدت فيه ان الزلزال المتوقع بقوة 8 درجات على ميزان ريختر سيجعل من وجود مفاعل بوشهر في ايران كارثة على المنطقة تمتد آثاره الى جميع الاتجاهات بما في ذلك منطقة الخليح العربي الموعودة بتأثيرات قوية من الزلزال وموجات تسونامي عاتية سيتسبب بها.
وفي التفاصيل، فقد اكدت خبيرة علم الزلازل ومساعد مدير جامعة الكويت للشؤون العلمية الدكتورة فريال بوربيع ان الكويت والمنطقة الخليجية تنتظر وقوع زلزال مدمر بقوة اكبر من 8 رختر مشيرة الى ان مركز هذا الزلزال سيكون في اقليم «الماكران جنوب شرق ايران» وقد يحدث في أي لحظة وستكون له تأثيرات مدمرة في ايران والكويت والدول المطلة على الخليج العربي.
واوضحت الدكتورة بوربيع في تصريح لـ«الوطن» ان حدود التقاء الجزيرة العربية باعتبارها احدى الصفائح التكتونية المكونة لسطح الأرض مع الصفائح الأخرى المجاروة (الافريقية، والصفيحة الهندية، صفيحة لوط وصفيحة وسط ايران) لا تتضمن مناطق اندساس الا نطاق اندساس الماكران (جنوب شرق ايران، جنوب غرب باكستان) على الساحل الشرقي لخليج عمان حيث يوجد الجزء الوحيد ذو الغلاف الصخري المحيطي في شبه الجزيرة العربية والذي يندس تحت اقليم الماكران (باكستان وايران) ذي القشرة القارية السميكة. ونتيجة لهذا الاندساس تحدث الزلازل المدمرة ذات القوة الأكبر من سبع درجات مثل مناطق الاندساس في المحيط الهادي.
سابقة
واضافت ان اقليم الماكران سبق ان اهتز بواحد من أكبر الزلازل خلال القرن العشرين في يوم 28 نوفمبر 1945 (قبل ستة وستين عاماً) اذ بلغت قوة ذلك الزلزال 8.1 درجة على ميزان رختر حيث أحدث الزلزال انزلاقات أرضية أدت الى غوص أجزاء من ميناء ومدينة «بانسي» الايرانية الواقعة على بحر العرب. كما اوضحت بوربيع ان زلزال الماكران في العام 1945 تسبب في حدوث موجات تسونامي عاتية أضافت الكثير من الدمار والخسائر التي أحدثها الزلزال نفسه حيث وصلت موجات التسونامي تلك الى كراتشي التي تبعد 360 كيلومتراً عن مركز الزلزال كما وصلت الى بومباي على بعد 1100 كيلومتر من «بانسي» الايرانية.
ولاحظت بو ربيع أنه منذ حدوث هذا الزلزال وحتى الآن لم تحدث زلازل بقوة أكبر من سبع درجات الأمر الذي يشير حسب النظريات والدراسات العلمية في هذا المجال الى أننا بصدد ثغرة (أو فجوة زلزالية) في هذا الأقليم وهو ما يعنى زيادة احتمالية حدوث زلزال آخر بقوة أكبر من ثماني درجات في هذا الأقليم مستقبلاً وسيكون له تأثيرات مدمرة في ايران وباكستان والهند وله تأثيرات أخرى محذرة الدول العربية المطلة على الخليج العربي من هذا الزلزال وانها سوف تتأثر به لتتساءل هل أخذنا الاحتياطات اللازمة لتقليل مخاطر هذا الزلزال حين وقوعه؟!!!.
أخطار نووية
وبما انه ليس بالبعيد ما تشهده اليابان من تسربات اشعاعية خطيرة اثر الزلزال المدمر الذي ضربها قبل اسابيع فقد أكدت بو ربيع انه في حال حدوث الزلزال المدمر المتوقع فستكون له تداعيات خطيرة على المفاعلات النووية في بوشهر الايرانية والمناطق الاخرى القريبة مطالبة الحكومة الكويتية والحكومات الخليجية باعادة النظر في أي توجه لاقامة محطات نووية لتوليد الطاقة لافتة الى ان اليابان وهي من اكثر الدول تقدما في هذا المجال لم تنجح حتى الآن في تلافي الآثار السلبية للخلل الذي اصاب مفاعلاتها النووية جراء وقوع زلزال مدمر بها تسبب في حدوث موجات تسونامي لسنا بمنأى عن شبيهة لها في منطقتنا من أثر الزلزال المدمر المتوقع في ايران.
زلزال اليابان
وعلى صعيد زلزال اليابان الذي وقع أخيرا ذكرت بوربيع انه سجل كأكبر زلزال في اليابان منذ بدء تسجيل الزلازل فيها كما يعد رابع أكبر الزلازل في العالم في العصر الحديث بعد زلزال شيلي 1960 وزلزال الأسكا 1964 وزلزال سومطرة في 2004 مضيفة ان هذا الزلزال سوف يبقى في ذاكرة العالم واليابانيين على وجه الخصوص حيث انه يعد أكبر كارثة في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية.
ولفتت الخبيرة فريال بوربيع الى ان جزر اليابان تعتبر أحد أجزاء ما يسمى بحقلة النار التي تحيط بشواطئ المحيط الهادي والتي يتولد فيها نحو %90 من الطاقة الزلزالية في الأرض اذ تنطلق تحت الجزر اليابانية وحدها %20 من هذه الطاقة حيث يجمع علماء الزلازل على ان الوضع التكتوني تحت الجزر اليابانية أكثر تعقيداً من أي موقع آخر.
واضافت انه يمكن تبسيط التحركات الأرضية في اليابان بأنها نتيجة لتحركات ثلاث صفائح رئيسية أكبرها هي صفيحة المحيط الهادي (قليلة السمك عالية الكثافة) وهي أكبر الصفائح التكتونية المكونة لسطح الأرض، وكذلك الصفيحة الأوروآسيوية وصفيحة الفلبين.
وقالت انه يمكن تفسير حدوث زلزال اليابان الأخير نتيجة لاندساس صفيحة المحيط الهادي تحت الصفيحة الأوروآسيوية (يوراسيا) مشيرة الى انه من المعروف ان نطاقات الاندساس الموزعة على الحدود الشرقية والغربية للمحيط الهادي تولد أكبر الزلازل في العالم مثل زلزال تشيلي عام 1960.
واستطردت بوربيع انه من المفارقات التي تلفت الانتباه ان زلزال نيجاتا الذي وقع بالقرب من العاصمة طوكيو عام 1923 والذي بلغت قوته 7.9 درجات قدرت الخسائر البشرية فيه 143000 قتيل كما كان حجم التدمير هائلاً في طوكيو بينما الزلزال الاخير ورغم ان قوته بلغت 9 درجات أي أقوى 33 مرة من زلزال نيجاتا وفقا لقيم درجات ميزان ريختر الا ان الخسائر البشرية التي تم حصرها حتى الآن بلغت 8000 قتيل بالاضافة الى اكثر من 12 ألف مفقود.
وارجعت بوربيع ذلك الانخفاض في الآثار على الرغم من قوة الزلزال الاخير الى عدة أسباب أهمها ان بؤرة الزلزال الأخير وقعت على عمق 24 كيلومتراً تحت قاع المحيط الهادي شمال شرق جزيرة هونشو ما اسهم في ان امتص قاع المحيط ومياهه قدراً كبيراً من الطاقة الزلزالية والتي تسببت في حدوث موجات التسونامي التي أدت الى معظم الدمار الذي حدث في شمال شرق جزيرة هونشو خصوصاً في مدينة «سينداي».
كما اوردت بوربيع ضمن الاسباب التي ادت الى انخفاض حجم الدمار والوفيات الى ان معظم المنشآت الهامة مثل المباني المرتفعة والجسور قد تم تصميمها لتقاوم قوى الزلازل عند حدوثها هذا بالاضافة الى ان هيئة الأرصاد الجوية اليابانية قد أصدرت تحذيراً من موجات التسونامي بعد حدوث الزلزال بثلاث دقائق فتم اعلام عموم الناس بالابتعاد عن الشواطئ والهرب الى الأماكن المرتفعة منوهة بانه وعلى الرغم من ذلك فقد كان معظم الدمار ناشئاً عن موجات التسونامي البحرية التي بلغ ارتفاعها من 7 الى 10 أمتار كما زحفت الى اليابسة لمسافة عدة كيلومترات لتسحق كل ما في طريقها.
مباغتة
واشارت بوربيع الى ان علماء اليابان كانوا قد توقعوا حدوث زلزال هائل لكن في المنطقة جنوب غرب اليابان حيث الاندساس بين صفيحة الفلبين التكتونية والصفيحة الأوروآسيوية كون هذا النطاق لم تحدث فيه زلازل قوية ومدمرة منذ أكثر من مائة عام وهو ما يسمى بالثغرة أو الفجوة الزلزالية فأطلقوا على هذا الزلزال المتوقع زلزال توكاي الهائل كما توقعوا ان تصل قوته الى تسع درجات الا ان زلزال الجمعة 11 مارس قد وقع في مكان غير متوقع لكن بنفس القوة.
وهنا لفتت بوربيع الى تساؤلات قائمة عما اذا ستكون الطاقة التي أفرج عنها زلزال الجمعة ذات تأثير مخفف للضغوط المتراكمة بين صفيحتي أوراسيا والفلبين؟ وهي المنطقة التي يتوقع فيها حدوث زلزال توكاي العظيم. أم ان احتمالات حدوث زلزال توكاي مازالت قائمة؟، خصوصاً انه نطاق تكتوني آخر غير نطاق زلزال الجمعة 11 مارس. هذه الأسئلة وغيرها بالتأكيد تشغل علماء اليابان في علم الزلازل حالياً.
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=98766&YearQuarter=20111