أقيمت اليوم الخميس ندوة سياسية هامة في ساحة الشهداء بمدينة المنصورة عدن حضرها عدد من الناشطين السياسيين ورجال الدين وتركزت حول القضية الجنوبية كمحور رئيسي في الندوة التي تطرقت كذلك إلى أهداف الثورة ومايجب أن تكون عليه حالياً ومستقبلاً.

وألقيت كلمات من عدد من الناشطين بينهم السفير السابق قاسم عسكر جبران القيادي في الحراك الجنوبي, والصحفي المخضرم نجيب يابلي, والناشط الاشتراكي قاسم داوود.

كما حضر الندوة الداعية الإسلامي "عبدالرب السلامي" رئيس جمعية الإحسان الخيرية وألقى كلمة هامة حيى فيها "جميع الشباب الذين خرجوا لكي يقولوا لا للاستبداد ولا طغيان بعد اليوم" حد قوله مضيفاً "أيها الأخوة الثورات لا تقوم ضد الأوضاع الحاضرة ولكن تقوم الثورات ضد آفاق المستقبل المظلمة ولذلك يكون الشباب هو الثائر لأنه يرى أن المستقبل وآفاق المستقبل مظلمة أمامه فليس من حيلة أمامه إلا أن يثور لكي يطالب بإزاحة هذا الوضع لعله أن يكون الوضع في المستقبل أفضل ليعيش معيشة كريمة وحياة أفضل".

وأضاف "من هذا المنطلق أيها الأخوة الكرام نقول أن اليوم هناك مجموعة عوامل علينا أن ندركها جيداً العامل الأول أننا في عصر العولمة وهذه الثورات الموجودة اليوم في تونس ومصر وامتدت اليوم إلى كافة أرجاء العالم العربي إنما هي جزء من التأثر بهذه العولمة الموجودة اليوم".

وتابع السلامي "العامل الثاني من عوامل قيام هذه الثورات هو الصحوة الاسلامية والوعي الديني الذي يقول للناس متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحراراً, أما العامل الثالث أيها الأخوة فهو أننا في عصر تجاوز عصر القبيلة وعصر حكم العسكر, وتعرفون أن النظام السياسي القائم في اليمن لا أقول أنه يمتد من 33 سنة وإنما هذا هو ميراث حكم الإمامة فكان النظام الإمامي يقوم على 3 أركان, الركن الاول هو الأسرة الامامية والركن الثاني هو القبيلة والركن الثالث هو العسكر, فالذي حصل في ثورة سبتمبر أنها أرادت أن تطيح بمنظومة الحكم بأكملها ولكن بعد ستة أعوام من الحرب ضد الملكية كانت النتيجة في الأخير أن ترحل أسرة آل حميد الدين وتبقى منظومة الحكم الأخرى ولذلك حصل استبدال إمام زيدي بضابط زيدي وظل هذا هو الوضع القائم إلى اليوم, فالثورة اليوم القائمة نريد أن نسأل هل هذه الثورة لكي يرحل علي عبدالله وأولاده أم لكي ترحل منظومة الحكم؟".

وشدد "لثورة يجب أن تضع على رأس أهدافها إقامة دولة مؤسسات عصرية تتجاوز حدود النظام التقليدي الموروث هذا هدف لابد أن تضعه هذه الثورة الشبابية المباركة إذا أرادت أن تبحث عن مستقبل أفضل عدالة اجتماعية عيش كريم وآمن لا يتحقق ذلك إلا في ظل دولة مؤسسات".

وقال السلامي "نحن أبناء عدن تعودنا على دولة نظام وقانون الذي حصل عندنا أننا فوجئنا بوضع آخر نتعامل مع دولة قبلية عسكرية ومن هنا لم يطق أبناء الجنوب هذا الوضع, فحصل هذا الحراك الشعبي العفوي في أول الأمر وأنا أقول أيها الأخوة لابد أن توجه هذه الثورة بعدة موجهات الموجه الأول أنها ثورة ضد الاستبداد والطغيان فالنفوس لا تطيق وضع الطغيان والاستبداد..حكم شمولي ظل يحكم المحافظات الجنوبية من 67 إلى 89 الذي حصل لو تتذكرون.. الأخوة الذين كانوا شباب في 89 كانت هناك إرهاصات ثورة شبابية في الجنوب تريد الإطاحة بالحكم الشمولي لإقامة نظام حكم حر تعددي في الجنوب ولكن علي عبدالله صالح جاء وقضى على هذه الثورة بالتوقيع على الوحدة وحصل أن الشباب الثائر ضد الاوضاع السابقة ضد الحكم الشمولي في الجنوب تحول إلى أداة في حرب 94 لصالح ما يسمى بالشرعية آنذاك الآن هذا الشباب وعى الوضع وأدرك أنه خرج من وضع شمولي سابق إلى حكم قبلي وعسكري متخلف بل حكم فردي".

وأضاف "إذن الصورة التي يمكن أن ندركها..بهذا المعنى ما سبب تحرك بعض القوى السياسية الموجودة التي كانت جزءاً من منظومة الحكم في الجمهورية العربية اليمنية تحركت الآن.. ماهو السبب .. السبب أن رأس النظام بعد حرب 94 وبعد أن شعر بمستوى القوة الفرعونية والتفرد جاء ليستبدل قيادات الجيش التقليدي بجيش جديد هو الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وجاء ليستبدل الركيزة القبلية بركائز قبلية أخرى وجاء ليستبدل بعض القوى السياسية التي كانت مساندة له في السابق بشبكة من شبكات الفساد ورأس المال الطفيلي تحت مظلة ما يسمى بالمؤتمر الشعبي العام.. هذا النظام تفرد بعد ذلك وصار نظاماً فردياً عصبوياً وألغى هذه الركائز التي كانت جزءاً شريكاً له في الحكم..ثارت هذه الركائز ضده.. فعلينا اليوم وأنا أوجه الشباب وأدعوهم أن يخاطبوا القيادات العسكرية والرموز القبلية التي انضمت إلى صف الثورة الشبابية اليوم ليس بمجرد التطمينات الكلامية بأننا لانريد أن نسرق الثورة ولكن أن نطالبهم بتطمينات عملية بأن نقول لهم قولوا أنه انتهى اليوم عصر الحكم القبلي والعسكري في اليمن".