هتف محتجون غاضبون اليوم السبت في أحياء مدينة كريتر شرق عدن ضد حزب إسلامي متشدد يتهمونه بالسعي للسيطرة على مدينة عدن التي شكلت مركز إشعاع مدني طيلة عقود مضت.
وردد المتظاهرون عقب قطعهم طرقات رئيسية وأخرى فرعية هتافات "الشعب يريد إسقاط الإصلاح" و"لا إصلاحي بعد اليوم" وغيرها, كما رددوا هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام".
وقال ناشط في مكالمة عبر الهاتف مع مراسل وكالة أنباء عدن: "لا نريدهم سئمناهم سلطة ومعارضة, الاثنان وجهان لذات العملة, عدن مدينة التسامح لن تكون للمتطرفين".
وشهدت عدن اليوم السبت إضراباً هو الثاني عقب إضراب السبت الأسبوع المنصرم ضمن فعاليات عصيان مدني يشمل الامتناع عن سداد فواتير الخدمات ورسوم الضرائب.
ويقول ناشطون مستقلون أن عناصر الإخوان المسلمين الذين يمثلون حزب التجمع اليمني للإصلاح يسعون للحلول محل النظام اليمني والسيطرة على مدينة عدن ومدن أخرى وفرض خطاب ديني متشدد لم تعهده المدينة.
وللإصلاح يد طولى في ساحة اعتصام بمدينة كريتر تسمى "ساحة الحرية" وتتوسط دور عبادة للأديان السماوية الثلاثة بينها مسجد أبان بن عثمان بن عفان, وكنيسة القديسة ماريا, ومعبد اليهود, لكن الإصلاحيين لا ينتهجون خطاباً وسطياً في خلافهم الفقهي والمذهبي داخل الدين الإسلامي.
وتشكو سيدات مجتمع مدني ونشطاء ليبراليين من سيطرة متطرفين دينيين على الساحة ومنعهم من إلقاء كلمات تعبر عن آرائهم التي لا تتفق مع آراء الجماعة الدينية المتطرفة.
وشارك حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين) في حرب تكفيرية ضد سكان الجنوب العام 1994 انتهت بانتصار الشمال على الجنوب وبالرغم من نفي رجال دين في التجمع لهذه الفتاوى عقب سيطرتهم على الجنوب إلا أن الاحتجاجات الأخيرة دفعت بحزب المؤتمر الشعبي العام الحكام في اليمن إلى الاعتراف بوجود هذه الفتاوى بعد 17 عام من تجاهلها.