نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن دبلوماسيين أميركيين ومحللو استخبارات ومسؤولين في مكافحة الإرهاب قولهم إن عمليات مكافحة الإرهاب في اليمن توقفت، وهو ما يسمح لأعتى فروع تنظيم القاعدة خارج باكستان بالتحرك بحرية أكبر داخل البلد وزيادة التآمر للقيام بهجمات محتملة ضد أوروبا والولايات المتحدة.
وأضاف المسؤولون أنه في المحنة السياسية المحيطة بالرئيس اليمني علي عبد الله صالح تخلى كثير من القوات اليمنية عن مواقعها أو استدعيت إلى العاصمة للمساعدة في دعم الحكومة المترنحة. وقد تسللت القاعدة في شبه جزيرة العرب لملء فراغ السلطة، وأصبحت قوات الأمن اليمنية تحت هجمات متزايدة في الأسابيع الأخيرة.
وهناك تدفق صغير لكنه متنام لمقاتلي القاعدة والقادة الأقل مستوى من أماكن أخرى في العالم، بما في ذلك باكستان، يشقون طريقهم إلى اليمن للانضمام إلى القتال هناك، رغم انقسام مسؤولي الاستخبارات الأميركية حول ما إذا كانت الأزمة السياسية في اليمن تجذب متمردين أكثر من الذين يسافرون إلى هناك في الظروف العادية.
وقالت نيويورك تايمز إن هذه التطورات في عمومها أثارت حذرا متزايدا في إدارة أوباما، التي هي في موقف ضعيف لمحاولة تسهيل خروج الرئيس صالح من السلطة، ولكن بطريقة تضمن استمرار عدم إعاقة عمليات مكافحة الإرهاب في اليمن.
وهذه التطورات يمكن أن تساعد أيضا في تفسير سبب صيرورة الولايات المتحدة أقل استعدادا لدعم صالح حليفها المقرب، نظرا لأن قيمته في مكافحة الإرهاب قد تضاءلت منذ أن عمت المظاهرات البلد.
"
الظروف الأمنية المنفلتة في اليمن قد تجرئ كبار مسؤولي القاعدة هناك على الخروج من مكمنهم
"
مسؤولون في بنتاغون/نيويورك تايمز
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الخبراء في الشأن اليمني الذين كانوا يراقبون هيمنة صالح الطويلة من خلال دهاء سياسي تكهنوا بأنه قد يسحب قواته عمدا من ملاحقة القاعدة لزيادة الإحساس بسوء الأزمة وإجبار الأميركيين على دعمه، بدلا من دفعه إلى التنحي.
ونوهت إلى ما قاله وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس بأن "الولايات المتحدة كان لديها تعاون كبير في مكافحة الإرهاب مع الرئيس صالح وقوات الأمن اليمنية وأنه إذا ما انهارت هذه الحكومة أو استبدلت بها أخرى أضعف فإننا سنواجه تحديات إضافية من خارج اليمن، وهذا يمثل مشكلة كبيرة".
وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن الظروف الأمنية المنفلتة في اليمن قد تجرئ كبار مسؤولي القاعدة هناك على الخروج من مكمنهم.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأميركيين يعترفون سرا أن لهم تأثيرا هامشيا فقط على معركة صالح من أجل بقائه السياسي والخروج من السلطة. وفي أحسن الأحوال، كما يقول المسؤولون، يتطلع الأميركيون إلى تحديد وتأييد حذر للضباط الأقل رتبة والمسؤولين المدنيين الذين يمكن أن يتولوا الهيئات الأمنية إذا ما أجبر أقارب صالح على الفرار.
المصدر: نيويورك تايمز