ملتقى جحاف - شبكة الناخبي
قدم الأستاذ علي هيثم الغريب عضو هيئة رئاسة المجلس الأعلى ,مستشار رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب " خارطة طريق " للجنوب لما بعد سقوط نظام الرئيس علي عبدالله صالح وضح فيها سيرة ومسيرة الحراك ,وضرورة تنظيم وتوحيد الصف ,ومشاركة الأطراف الجنوبية في مسألة استعادة الدولة وكيفية بناءها ,والموقف من الحزبية اليمنية .
ووضح أن هناك ثلاث قوى جنوبية مشروعة ومن الضروري التضامن بينها بالاضافة الى مواضيع تتعلق بالتفاوض عشية سقوط نظام الرئيس وشروط الحراك الجنوبي للدخول في هذه المفاوضات ولاهميتها تعيد " شبكة الناخبي " نشر تفاصيلها .
"وفي ما يلي نص "خارطة الطريق: المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب لكيفية استعادة الدولة الجنوبية وكيفية بناءها[/COLOR][/SIZE] إن المجلس سيجعل نصب عينية في المهام الآتية التي سيقوم بها لتحديد العلاقات الجديدة بين ثورة الشباب الظافرة بأذن الله في الشمال التي تطالب بإسقاط النظام وبين الحراك الجنوبي السلمي الذي يطالب بالتحرير والاستقلال ,ومن أجل الوصول إلى أتفاق لا يجعل محلا للشك في استقلال الجنوب.
ومما يوجب الارتياح أن تصريحات قادة الثورة الشبابية والشخصيات الاجتماعية والسياسية في الشمال بأن "الوحدة" قد انتهت ,وبأن المفاوضات مستقبلا ستجري على هذا الأساس ,وهذه المواقف تدل على حسن استعداد الشرفاء مما يدعوا إلى الأمل بأن المفاوضات التي ستحصل بهذه الروح بين الشمال والجنوب ستفضي إلى أتفاق تاريخي محقق لأماني أبناء الجنوب الوطنية ,ويكون فاتحة عصر جديد بين البلدين ,شعاره الود وتبادل الثقة والمصالح الاقتصادية ,بدلا من الحروب والخصومات والسلب والنهب .
ولقد قررنا وضع خارطة طريق شاملة لتكون كلها تعريف بتضحيات ونضالات أبناء الجنوب منذ احتلالهم عام 1994م , وكأساس للمفاوضات الرسمية التي لا تتم إلا إذا باشرتها جهة تكون موضع ثقة الشعب الجنوبي ,مجربة الميول ,معروفة المواقف في حركة التحرير والاستقلال.
,وهذه الجهة لا يمثلها إلا الرئيس الشرعي للجنوب الأستاذ علي سالم البيض ,والأخ/ حسن أحمد باعوم وإخوانهم من القيادات في الداخل والخارج.
غير إن هذه الخارطة "خارطة الطريق" المتمسكة بالتحرير والاستقلال ,لا تمنع الغير من الدخول في حوار على خلاف هذا المبدأ السامي والعظيم ,وحتى لا نعتبر ذلك تساهلا في بعض المطالب الوطنية ,لأننا على يقين أن الشعب الجنوبي صاحب الكلمة الأخيرة لا يقبل بحال إلا الاستقلال واستعادة الدولة.
ثوابت الحراك الجنوبي التي نتمنى ألا يتجاوزها أحد: - إن هناك علاقة وثيقة بين الاستقلال والهوية الجنوبية فكلاهما يؤدي إلى الآخر .
فأذا لم نمتلك هوية فأننا سنظل نلهث وراء بريق السراب .
ولن نستطيع أن نبني دولتنا بدون هوية.
- إن هوية"الجنوب العربي"هي القاعدة التي سنبني عليها مستقبلنا ,ولا يجوز لشعب هو أصل العروبة أن يتنكر لماضية أو يعتبر بدايته من ليلة الأستقلال الأول 30 نوفمبر1967م.
- وهنا سنعرض عليكم بادئ ذي بدء سيرة الحراك الشعبي الجنوبي وتضحياته وأهدافه ومبادئه وثقافته المميزة وعلاقاته.
توطئة (تعريف لابد منه): أود أولا أن أشير إلى المعنى الشائع في استعمال لفظ "الحراك ".
أنه ليس مجرد حراك ,ولا فعل في أطار دولة واحدة ,يوحي بحدث سمته الأساسية محدودية الفترة الزمنية التي يستغرقها لتحقيق مطالب آنية.
إن ما يجري في الجنوب منذ عام الاحتلال(1994م)ليس مجرد حراك بالمعنى المشار إلية ,بل ثورة تحررية سلمية.
لسنا هنا طبعا في مجمع لغوي لنوضح معاني الكلمات ,ولكن الظاهر أن البعض التبس عليه المعنى فحوله مؤخرا من حراك شعب يطالب بالاستقلال إلى شعار "الشعب يريد إسقاط النظام".
وقصدت هنا أن يكون الاسم مطابقا للمعنى ,والشكل منسجما مع الهدف ,لا للغة جمالية ,بل لهدف وطني صريح.
أن نتعاط مع الحراك كحدث مؤقت يمكن أن ينتهي بتحقيق مطالب معينه ,وأن نتعاط معه كثورة سلمية تحررية شيء آخر.
وقد لاحظنا كيف تسارعت أحزاب المشترك في "قطف ثمار "الحراك من خلال رفعها لشعار"إسقاط النظام"و "قبل فوات الأوان".
واعتبرت شعار "إسقاط النظام""فرصة استثنائية نادرة" ينبغي استثمارها.
وهذه النظرة اليوم هي الطاغية لدي القيادات الحزبية في الجنوب والشمال.
أما عندما نتعاط معه – الحراك - كما هو كثورة سلمية تحررية يصبح من المنطقي تماما أن نعطيها الفرصة الزمنية الضرورية ,وأن لا نشوة مقاصدها الوطنية والإنسانية بمشاريع أخرى ,قولا وفعلا ,وأن تنصب الجهود على دعمها وتطويرها وتوسيعها ودفعها في أفق "التحرير والاستقلال" ,بكل ما يعنيه التحرير والاستقلال.
ويصبح من غير المنطقي ولا الواقعي أن نطالب شعب يطالب ب "إسقاط النظام " أن يحقق لنا استعادة دولتنا بعد أن يبنى نظام بديل له ,عجزت عن تحقيقه كوكبة من الشرفاء والصادقين وثورة شعبية استمرت في صنعاء ما يزيد على عشرين عاما ,أو أربعين عاما.
في كل حال ,سأستعمل لفظ "الحراك "هنا ,انسجاما مع القاعدة اللغوية:خطأ مشهور خير من صحيح مهجور.
وفي معرض تناولي لبنية الحراك الجنوبي السلمي ,سأركز بالإيجاز الممكن ,وبما يخدم "خارطة الطريق" هذه وتوجهها ,وعلى النواحي التالية:انطلاقة الحراك ,الأطر التنظيمية للحراك ,الأحزاب الفكرية التي دخلت الحراك ,القوى الاجتماعية للحراك "شرائح المجتمع الجنوبي".