أكد مجرم الحرب اللواء علي محسن الاحمر الذي ركب ثورة الشباب في محاولة منه النفاذ بجلدة من محاكمتة من قبل ثورة الشباب وردًا على سؤال "الخليج" حول قلق الناس من اندلاع حرب أهلية، أنه لا قلق من حرب أهلية في البلد، أضاف: "لن ندخل في حرب أهلية أبداً وسنواجه كل شيء بصدور عارية، تماماً كما الشباب في ساحة التغيير" . واعتبر أن "الجيش كله مؤيد للثورة السلمية بمن فيهم الحرس الجمهوري لأن أفراده من الشعب وإلى الشعب"
كان اللواء الأحمر، وهو في العقد السابع من العمر، في وضع مريح ويبتسم للحضارين في مؤتمرة الصحفي وهو يتحدث عن تفاصيل الأزمة القائمة في البلاد، لكنه كان حازماً، كما هو منصبه العسكري، عند الوقوف بشأن بعض النقاط التي تحتاج إلى جدية، فهو يقول إنه مستعد للتقاعد من مناصبه العسكرية حال نجاح الثورة السلمية ورحيل الرئيس صالح . وقال ضاحكاً في معرض الحديث عن خروج صالح ونقل السلطة لنائبه (عبد ربه منصور هادي) واشتراط الرئيس رحيلهما معاً: "قلت للرئيس، أنا موافق، نطلع جميعاً، لكنني قلت له صرفتي (نفقة معيشتي) عليك لأنه ليست لدي أموال في الخارج كما لديك أنت، فوافق"
كان من اللافت أن عسكرياً ظل طوال 33 عاماً صانع قرار عسكري إلى جانب الرئيس يتحدث عن حكم مدني عوضاً عن إبقاء البلد في أيدي العسكر، فقد خاض ست حروب في صعدة، وخاض حرباً ضد خصوم الرئيس في حرب عام ،1994 إضافة إلى معارك المنطقة الوسطى وانقلاب الناصري بعد أشهر قليلة من حكمه . يقول علي محسن الأحمر: "لا بد من حكم مدني، لا بد من دولة يحكمها العدل والمساواة والفصل بين السلطات، الجيوش لازم تخدم الأمة لا تخدم الأشخاص، تحمي الأمة لا تحمي الأفراد، وحكم الحزب الواحد لا تحتمله البلد، يجب عدم إقصاء الناس من وظائفهم ويتحول رئيس الجمهورية صاحب قرار في كل شيء، الصغيرة منها والكبيرة"، معتبراً أن الديمقراطية في اليمن ليست شفافة
وكشف الأحمر عن تفاصيل العديد من المبادرات التي قدمت لحل الأزمة، معتبراً أن أربع مبادرات على الأقل قدمت من قبل الرئيس نفسه ومن المعارضة لم يلتزم بها صالح، وتنصل منها تماماً، وكان الرئيس هو الوحيد الذي لا يلتزم بما يتم الاتفاق عليه . أضاف الأحمر قائلاً: "لم يبق للشرعية وجود في ظل الاحتجاجات المتصاعدة في كل محافظات ومناطق البلاد بما فيها العاصمة صنعاء"، وتساءل: "عن أية شرعية نتحدث وصعدة والجوف ومأرب وشبوة وأبين وحضرموت وحتى صنعاء خارج سيطرة الدولة؟"، أضاف: "الآن هناك فوضى لا دولة، كان الرئيس زمان صمام أمان، أما اليوم فإنه مصدر خطر على اليمن وأمنه ووحدته"
ويكشف الأحمر تفاصيل لحظة الحسم التي كان الرئيس وعدد من الشخصيات على وشك التوقيع على اتفاقية تسليم السلطة في منزل نائب الرئيس عبدربه منصور هادي، وقال إن الدكتور عبدالكريم الإرياني كتب بخط يده آلية نقل السلطة، ووقع عليها الجميع، واشترط الرئيس وجود شاهد دولي هو السفير الأمريكي الذي حضر ووقع على الآلية، إلا أن الرئيس انقلب على الاتفاق في اليوم التالي
لم يكن الأحمر يريد أن تكون نهاية الحاكم بعد هذه السنوات إلا مشرفة للجميع، ويقول إنه من الأفضل أن يخرج الحاكم وسط تصفيق الناس واحترامهم، ومازال الأمر ممكناً والوقت لم يفت بعد
وتناول لقاء الأحمر بالصحافيين الذين التقاهم في مكتبه العديد من القضايا، خاصة تلك المثيرة للجدل، من بينها المتصلة بمحاولة اغتياله من قبل وسطاء قال إنهم جاءوا بالآلاف إلى مبنى الفرقة الأولى مدرع للوساطة، بينما كان الأمر مرتباً له منذ أسبوع في الرئاسة من أجل اغتياله من قبل أشخاص دسهم النظام في وسط مجاميع الشخصيات ورجال القبائل من سنحان وبني بهلول وبلاد الروس، وروى تفاصيل أخرى كثيرة تتصل بالوضع العام في البلد
المصدر صدى عدن