حسين زيد بن يحيى

حذر وقلق الجنوبيين في هذه اللحظات التاريخية الحساسة و الدقيقة له ما يبرره , خاصة انه سبق ومرت احداث مصيرية مشابهه جاءت –ايضا- في ظل حالة انقسام مماثلة , النتيجة التي حصدناها كانت ضئيلة اذا ما قورنت بما دفع من اثمان باهضه الكلف لأجلها , نلاحظ ذلك سوى عند الاستقلال 30 نوفمبر 1967م او اثناء وحدة 22 مايو 90م , تضحيات رائعة بكل المقاييس قدمها شعبنا على مذبح التحرير والاستقلال الاول , مع الاسف , بألم نعترف ان تشققات جدار الوحدة الوطنية بين قومية , تحرير , رابطة .. الخ , ابهتت الانتصار وافقدت التحرر الوطني معانيه الانسانية التقدمية , الامر ذاته تكرر مع (الوحدة) المؤمل عليها وسيلة لمستقبل وحياة افضل للجميع , بسبب غوغائية اعتمادها (هدف) وحدة لأجل الوحدة ذاتها مما افقدها رونقها , فتحول مفهوم (الوحدة) من قيمة جمالية مثالية تحقق احلام الناس البسطاء الى واقع اسواء من (احتلال) , ليس المسئول عن ذلك عجالة سلقها لكنه سفه احتساب (الجنوب) بما يقترب ونسبة تمثيل محافظة من الدولة المتحدة معها بمجلس النواب الموحد !! في تمرير واضح لسلوك الضم و الالحاق وثقافة عودة الفرع للأصل!!.

في (الوحدة) كما سبق بعد (الثورة) و ايضا عند تحديد (الهوية) تشتم رائحة اياد (الخبرة) الوافدين بطبخ مجريات الاحداث بعيدا عن احترام استحقاق ارادة الامة الجنوبية وحقها الطبيعي المعترف به بالمواثيق الدولية في حق تقرير المصير باستفتاء حر , نزية , محايد , كما اقرت له بذلك احد قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة , الفحش الاكبر كان بغدر الوحدة , لان المقدمات كانت غير وحدوية منطقيا نشهد رد فعل معاكس له , تمثل في تمترس وطني ظهر جليا اثناء انتخابات 27 ابريل 93م , حيث صوت الجنوب (للاشتراكي) في رسالة لم يستوعبها (الرفاق) جيدا , لكن الاخر التقطها ونفخ للجحافل بوق (البورزان) محذرا من صحوة رفض المارد الجنوبي على ما لحق به من ضيم قوبل بغدر شريك الوحدة , فتسارع كل (الشمال) متضامنا مع بعضه سلطة , معارضة و قاعدة مستفيدين تكفل ادناها بصناعة الكعك او الدعاء تأييدا لإعلان الحرب من ميدان السبعين بصنعاء 27 ابريل 94م , أي بعد عام واحد فقط على عودة الوعي بالوطنية الجنوبية.

مرارة الخيانة فرضت على الجنوب المهزوم التسلح بمنهج (سوء الظن من حسن الفطن ) رفضا لأي استغفال اخر باسم (التغيير ) او (ارحل) , بذات في هذه اللحظات التاريخية التي لا تقل عن سابقاتها , بل الاهمية الاكبر انها تأتي والجنوب صاحب السبق عربيا و انسانيا بالحراك الشعبي السلمي , ضف له انه اكثر من دفع فاتورة اسقاط نظام 7/7/94م (بجناحيه المؤتمر الشعبي+ الاصلاح ) على طريق استرداد الحق الجنوبي , لكل ذلك وحفاظا على نضالات الشعب و تضحياته المسئولية الوطنية تفرض تحقيق اصطفاف وطني , يسد أي تشققات بالجسد الجنوبي حتى لا يمروا مرة اخرى , امر كهذا يتطلب التجسيد العملي لمبدأ التصالح والتسامح المتوافق عليه بالداخل وقياداتنا التاريخية بالخارج ثم انضم اليه مؤخرا (11/4/2011م ) ما تبقى من الجنوبيين بالعاصمة اليمنية صنعاء.

حالة التعافي الجنوبي الحالية تطرح وبقوة اولوية تحديد ماهية الاتفاقات وبوضوح , فأسلافنا كانت لديهم اعراف طالما احترموها عند تحديد نسب القسمة بعد سقوط (الطريدة) تمثل بـ 50% لصاحب السهم الذي اصاب الرقبة , 25% لصاحب السهم بالبطن وهكذا .. هنا الجنوبيين ولا فخر اصحاب الطلقة الاولى على راس النظام , اما اذا احتسب الشهداء , الجرحى , المعتقلين , المعذبين .. الخ تكون الغلبة له ايضا , بتالي المطالبة بالشفافية من الاخر ليس عيبا , بل من حسن الفطن عدم الركون للتطمينات الشفاهية بالانتظار حتى يرحل علي صالح اولا كما تطلب ذلك القوى التقليدية بساحات التغيير شمالا , السؤال ماذا ينتظر الجنوبيين ؟! نظام صالح عمليا سقط واعطاء وقت مستقطع اضافي سيستغل باغتيال احلام الجنوبيين الطيبين , لكن الاشكالية : يا احبة و رفاق لمن نصيح ؟! ما هو متوفر امامنا حاليا من قيادات صوتية ببازار (الحراك) معظمهم عبارة عن (مرواس) , احسنهم بعد اعادة تفحصه يتضح لك انه لديه كبر (هاجر) ليس إلا ...

تحية:

(شقرة) قرية الشهيدين حسين عبد الله (ناجي) وجاعم صالح محمد في وفاة عمي والد زوجتي المغفور له بأذن الله تعالى الوالد سعيد كرامة مرة اخرى يظهر اهلها البسطاء الطيبين انهم مثل البنيان المرصوص بالسراء والضراء لهم منا التحية .. ايضا الشكر لكل من تقدم الينا بالعزاء خاصة سيدي الرئيس المناضل والاب علي ناصر محمد (ابو جمال) , الرئيس المهندس الحبيب حيدر ابوبكر العطاس (ابو معتز) , صنديد الجنوب المناضل محمد علي احمد (ابو سند) والقائد الاصيل علي منصر (ابو مراد) .. نسال الله ان يحفظ الجنوب وان لا يرى اهله مكروه.

* المرواس :- هو آلة ايقاعية صغيرة الحجم.

* الهاجر :- هو آلة ايقاعية كبيرة الحجم.