يشكو سكان مدينة عدن من إهمال منظم لاحتجاجاتهم التي يرفضون من خلالها سعي أحزاب يمنية لإسقاط قضية الجنوب مع إسقاط النظام اليمني, وتشهد عدن احتجاجات متواصلة تطالب بتقرير مصير الجنوب وأخرى ترفع مطلب الدولة المستقلة كمطلب فوري.
ويتهم المحتجون في ساحات احتجاج منتشرة في المنصورة وخورمكسر والمعلا والبريقة مراسلي القنوات الفضائية بالانحياز لصالح انتمائهم الجهوي إلى الشمال وتجاهلهم أي احتجاجات لا تكرس فكرة الفرع الجنوبي للأصل الشمالي.
ولم تبث قنوات عربية بينها قناتي الجزيرة والعربية الفضائيتين أي مواد عن احتجاجات جمعتي الجنوب والأولى ويقتصر بثها دائماً على تظاهرات الشمال وصوراً ملتقطة لساحة احتجاج يسيطر عليها حزب الإصلاح المعارض في مدينة كريتر والذي ينتمي له بعض مراسلي القنوات الفضائية.
وجدد الناشط الحقوقي والإعلامي "أحمد الربيزي" اتهامه لمراسل قناة الجزيرة "سعيد ثابت" بالانحياز لعضويته في حزب التجمع اليمني للإصلاح على حساب المصلحة الجنوبية, ولم يتطرق الربيزي إلى انحدار "ثابت" الذي يقيم في عدن لأصول شمالية حيث يصر الحراك الجنوبي على اعتبار حاملي جواز جمهورية اليمن الديمقراطية جنوبيين أياً كانت أصولهم.
وكتب الربيزي في صفحة "شباب ساحة النور" على "فيسبوك": "كنت أتمنى أستاذ سعيد ثابت أن لا يغلب عليك انتماؤك الحزبي على مهنيتك التي كنا نتمنى أن تتفوق فيها على نفسك فلو بحثنا في ساحات النضال في الشمال وفي الجنوب لن تجد كساحة الشهداء في المنصورة مثيل هذه الساحة التي تركتها وحملت كاميرات الجزيرة لتبحث عن مجموعة صغيرة في زاوية في ساحة البنوك في كريتر".
وأشار الربيزي إلى أن "ثابت لم يقم بهذا إلا لأنهم "ينتمون إلى تنظيمك السياسي حزب الإصلاح".
وأضاف الربيزي "يعرف الجميع أن ساحة الشهداء في المنصورة هي الساحة المركزية التي تنطلق منها التظاهرات المليونية التي لا تحمل العلم الملوث بدم أبناء الجنوب وهي الساحة التي تحتوي ألوان الطيف السياسي والاجتماعي الجنوبي وفيها المجال الأوسع لاحتواء جميع الاتجاهات السياسية وتعترف بها وتعطيها مجالاً أوسعاً من الحرية التي تؤيدها توجهات الجزيرة والتي يتمناها ثوار ساحة التغيير في صنعاء الذين أصبحوا أمام جبروت مال حميد وقبائل صادق وعساكر علي محسن وفتاوى سلفية الزنداني وصراعات عتاولة المشترك الإصلاحي لا حول لهم ولا قوة, وما شكوى المثقفين ورجالات المجتمع المدني بخافية على أحد".
وأشار الربيزي إلى قيام "ثابت" بالتنسيق مع منتسبين لحزبه قبل مغادرته عدن قائلاً " ما زاد الطين بلة أستاذ سعيد هو حين غادرت عدن أنت وطاقم الجزيرة وضعت لك من يقوم بالدور نفسه من خلال من تتصل بهم الجزيرة وهم من رجالات التنظيم الإصلاحي.. ظننتم أنكم بهذا الشكل ستكونون ورثاء الغير مأسوف عليه "علي صالح" وهو ما ترك انطباعاً لدى الشارع (في) الجنوب الذي لم يعد ذلك الشارع الذي كنت تعرفه من سابق وهو ما أدى إلى جعل مطاوعة السياسة منبوذين جداً في عدن وفي الجنوب عموماً بل وحتى في الشمال بحسب ما نقرأ".
وكان الربيزي قد اتهم "ثابت" في مقال سابق له تحت عنوان "أقنعة الإنسانية والمهنية تسقط أمام اختفاء باعوم" بأنه رفض أن ينصب كاميراته في ساحة الشهداء في المنصورة إلا بشرط أن يرفعوا العلم اليمني (وهو ما رفضه أبناء وأحرار العاصمة عدن والجنوب لأنهم يعتقدون أن كثيراً من القتلة لأبنائهم يستظلون تحت هذا العلم) حد قول الربيزي".