قبل أن ندلف موضوعنا عن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي حسبناه في زمن مضى صديقا وزميلا لكننا أكتشفنا قبل ستة عشر عاما حقيقة الرجل الموهوم بالزيف، الموصوم بما يعجز المرء أن يصف رئيسا به. قبل أن نبداء الحكاية نترحم على ارواح شهدائنا الأبرار الذين رووا بدمائهم ارض الوطن عبر سنين طوال منذ اجتياح الجنوب وصولآ لساحات التغيير وميادين الحريه التي حولتها صدور الشباب وحناجرهم وقبضاتهم الى نقاط ضوء يدفئ شعاعها جنبات الوطن المعتم بظلام وظلم هذا النظام الديكتاتوري الفاسد المستبد .
وفي ذات المقام ندعوا المولى عز وجل ان يمن بالشفاء على الجرحى وان يلهم الملايين مزيدآ من الصبر والصمود حتى يتم التخلص نير ونار هذا الطاغيه المستبد الذي حول اليمن بلد الحضاره والتاريخ ليس الى مزرعه بل الى زريبه يحور ويخور فيها وازلامه وزبانيته الذين اكلوا الاخضر واليابس ولازالو كجنهم يطلبون المزيد.
بصبر شعبنا وصموده وعظمة شبابه الذين تحدّوا جبروت القوة ومخالب جيوش صالح الخاصه وهبوا إلى الساحات والميادين في اربع جهات اليمن تكاد اليوم رئاسة صالح تتقلص في حوالي الكيلومتر مربع من (بين النهدين) الى ميدان السبعين ولم يعد يستطيع التحرك الا من منزلة في دار الرئاسة إلى ميدان السبعين كل يوم جمعة ليلقي على الناس تلك (الكلمتين) المكرورتين المملتين اللتين سئم منهما حتى أولئك الذين تلقى على مسامعهم كل جمعة وأصبحوا لا ينتظرونها بل ينتظرون تلك الهبة الأسبوعية التي تعطى لهم كمقابل الحضور ليسدوا بها رمقهم بعد أن حولهم نظام صنعاء مع غيرهم من أبناء الشعب إلى ملايين من الجوعى والمعوزين وثروات بلادهم يبعثرها ذات اليمين وذات الشمال وكأن اليمن وما حوت ورث له ولعائلتة ورثها من أهلة.
أن مئات الملايين من الدولارات والمليارات من الريالات التي تصرفها اليوم أيها (الصالح) لشراء الذمم وحشد الناس لتدخل الطمأنينة على نفسك بأن الأمر كما كان ولم يتغير سيكون مصيرها كمصير السبعين مليار ريال عند نزولكم إلى عدن والسبعمئة سيارة صالون بعد أنفجار الحراك في 2007م وكتبنا عن ذلك مقالا في تاريخ 12/7/2008م في موقع عدن برس الأخباري وحذرناك من أن الجنوب وحراكة العظيم لن تخمده تلك الملايين ولا الصوالين وهذا ما حصل. اليوم تكرر نفس التجربة ولكن على طول اليمن وعرضها وهدفك أفراغ ثورة التغيير وأجهاض حركتها الكاسحة التي قادها شباب اليمن ونقول لك مره كما خسرت مع الحرك ستخسر مع شباب التغيير وقوى المعارضة وشعبنا بكل أطيافة وطوائفة.
كان من الأولى بكم كرجل أستلم زمام البلد منذ 33عاما أن يوظف أموال هذا البلد وثرواتة لخدمة أبناءه لكنكم أيها (الرئيس) حولتموهم إلى طوابير من الجياع والمتسولين للقمة ليس في وطنهم فحسب بل وعلى الحدود وفي الأقاصي حتى فقدوا كل صلة لهم بحياة حرة كريمة آمنة مطمئنة مثلما عاش آبائهم وأجدادهم ولو شح الغيث وأجدبت الأرض. لم يكف هذا بل أثرتم نوازع العداء والتناحر بين الناس في أستعادة بغيضة لسياسة (فرق تسد) وخضتم الحروب لتدعيم ملك وليس خدمة وطن من أجتياح الجنوب بحجة حماية الوحدة وهي منكم براء وحولتم الجنوب مزرعة للأولاد والأزلام من بلوكات النفط إلى بلوكات البحر أما الأراضي والممتلكات حدث ولا حرج وتحول الجنوبيون إلى عرباء في وطنهم وقد منيتم عليهم حتى بالوظائف التي كانت حقا لهم وجاء الوحدة وهم يتقلدونها ونفيتموهم إلى الأرصفة. وما صعدة أيضا الا مثال على النزوع التدميري لكم بعد أن حولتموها إلى خرائب لأرضاء غروركم وتمهيد الطريق لنجلكم في مسلك قل نظيره في الحياء والكياسة وأحترام شعب سلمكم قيادة وأنتم لا في العير ولا النفير.
أن المكاتب التي فتحتموها في كثير من المناطق وخصوصا المحيطة بصنعاء التي يدفع عبرها مبلغ عشره الف ريال لكل طفل يحضر يوم جمعتك المعهودة في ميدان السبعين وسبعين الف ريال لكل بالغ بهدف الأستمرار في ممارسة الزيف بأنكم لا زلتم تحضون بشعبية مالكن هذا أمر مفضوح ومكشوف وصارت تلك (الساعتين) من كل يوم جمعة فرجة عليكم وأنتم توزعون السباب والشتائم لشعب خرج مطالبا بحقوقة وأولها رحيلكم أو ليس هذا الشعب مصدر السلطة ومالكها؟
كان الواجب عليكم أيها (الرئيس) أن تذهبوا لساحة التغيير وتعتذروا عن كل أخطاءكم وخطايكم في حق هذا الشعب وتضعون أنفسكم بين يدي الشباب الذين بيدهم الحساب أو العفو ولا تظنوا أن أحدا غيرهم يملك هذا الحق فهم من تصدوا بصدور عارية لرصاص جلاديكم.. لا تأخذكم الهواجس والظنون أن أحد ما في الأقليم أو العالم يمكن أن يمنحكم هذه الحصانة وكل تأخرتم في الأستجابة لمطالب الشعب كلما أوغرت الصدور أكثر وعاد كشف الحساب لثلاثة وثلاثين عاما مضت عن كل كبيرة وصغيرة ولكم أن تأخذوا العبرة .
بما أنكم وحظكم مقرون بالرقم سبعة وصارت السبعات رقم السعد بالنسبة لكم نبشركم بسبعة ملفات تنتظركم نوجزها بالتالي:
ــ ثلاثة ملفات تتعلق بقضية أمعجلة وأطفال عدن والمكلا الذين قتلهم جنودكم وشهداء الحراك الذين قتلوا وهم يمارسون حقوقهم المدنية بالتظاهر السلمي لنيل حقوقهم التي سلبتموها منهم، وقد سلمت الملفات للمدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية للبت في النظر فيها (مرفق نسخة أستلام المحكمة الدولية )
ــ أربعة ملفات تتعلق بضحايا صعده في حروبها الستة وشهداء التغيير في صنعاء وتعز والحديدة وغيرها من مناطق البلاد صارت جاهزه لتقديمها لمحكمة الجنايات الدولية ولا تظنوا أن السياسة يمكن أن تقف في طريق القانون لأن الأمر يتعلق بأولياء الضحاياء أنفسهم.
أن أفضل مستشار اليوم هو الشعب اليمني أما الأستشارات (الكوهينية) للشريك الذي تعرفة جيدا في المانيا وأيطاليا لن تجدي والأفضل أن تستجيبوا لنداء الشعب لكي تحل كل مشاكل اليمن وعلى رأسها القضية الجنوبية.
لن ننسى هنا الأشادة بموقف دولة قطر الشقيقة ودول مجلس التعاون للدور الذي يقومون بة تجاة اليمن وكذلك قناة الحرية ومناصرة الشعوب المظلومة (الجزيرة) لهم جميعا التقدير وكل من يقف مع قضية شعبنا عربيا ودوليا.