أقيمت عصر يوم الخميس 12 مايو 2011 في مخيم الحرية بمدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، ندوة سياسية تحت عنوان (الحراك السلمي الجنوبي وتأثيره على الثورة الشبابية العربية). بحضور جمع غفير من الشباب ونشطا الحراك وقياداته في المحافظة، حيث قدمت في الندوة ورقتان :
الأولى بعنوان (الحراك السلمي الجنوبي كان سباقا لتدشين الثورة الشبابية العربية) قدمها المناضل الحراكي السفير قاسم عسكر جبران، استعرض من خلال تحليله الموضوعي للواقع العربي المكبوت والمقهور من سياسات الأنظمة العربية الدكتاتورية وتخاذلها وانهزامياتها تجاه القضايا العربية السيادية وأساليبها القمعية في كبت حقوق الشعوب العربية في الحرية والعدالة والمساواة بصورة عامة، وحالة الواقع في محافظات الجنوب الرازحة تحت هيمنة وجبروت الاحتلال اليمني المتخلف بصورة خاصة. وفي سياق حديث السفير قاسم عسكر عن الحراك السلمي الجنوبي باعتباره الحامل السياسي للقضية الجنوبية، أشار إلى جملة من الحقائق والمعطيات التاريخية التي تجاوزتها القيادات المناضلة في مرحلة الكفاح المسلح بتبنيها فكرة واحديه الثورة (اليمنية) بين الجنوب بهويته العربية الجنوبية والمتميزة عن الهوية العربية اليمنية، وهذا التجاوز قد يتعارض مع حقائق التاريخ الذي ينفي أن تكون هناك وحدة قد تمت على مر العصور بين سكان الجنوب والشمال يمكن لكتب التاريخ أن تقنعنا بمصداقية وقوع تلك الوحدة على مستوى الأرض المعروفة اليوم بالجمهورية اليمنية.. ولهذا فأن الوحدة اليمنية من وجهة نظره تعتبر (خدعة كبرى) وكذبة تاريخية انطوت على سجية وعاطفة أبناء شعب الجنوب خلال فترة حكم النظام الوطني في الجنوب وهيمنة العناصر اليمنية في استغلال تلك الكذبة والترويج الزائف لها.
وقال السفير: أن ما يعانيه شعب الجنوب حتى هذه اللحظة من مشاكل سياسية وخلافات وتباينات ليس لها مبررات منطقية، أنما هي في لأساس انعكاس لتلك المحاولات المكثفة بالترويج لسياسة الغش والخداع وأوهام (الكذبة الكبرى) وفند في نفس الوقت خصوصية التميز بين هوية الشعب الجنوبية والشعب في الجمهورية العربية اليمنية، وبين بعد ذلك جملة من الحيثيات الموضوعية المتصلة بدوافع وأسباب الرفض المستمر وعدم قبول أبناء الجنوب لوحدة الضم والإلحاق ومقاومتهم بشدة لكل الممارسات الاحتلالية منذ أن سيطر الشماليون وقوى التخلف والظلام المتحالفة معهم على أرض الجنوب عام 1994، فالحراك السلمي الذي ابتدعه أبطال الجنوب ومناضليه الأحرار في فبراير 2007م أنما هو تدشين حقيقي للعزيمة والإصرار على ضرورة استعادة دولة الجنوب ، وما التضحيات الجسيمة من قوافل الشهداء والجرحى والمعتقلين لخير دليل على الحق المشروع لأبناء الجنوب بحتمية حريتهم واستعادة دولتهم مهما كلفهم ذلك من تضحيات.
وأوضح المناضل قاسم عسكر إلى حالة الاعتراف العالمي بالحراك السلمي الجنوبي كظاهرة متفردة في ظل ظروف سياسية معقدة، تعد في نظر الهيئات والمنظمات الإنسانية ومراكز البحوث العلمية بدول العالم شيئا جديدا وتطور حقيقي في مستوى الوعي الحضاري لأبناء الجنوب، رغم حالة التناقض المقابل لثقافة ووعي السلطة القبلية المحتلة لأرضهم والناهبة لثرواتهم، وقال أن هناك الكثير من المراكز البحثية العالمية تدرس بعمق واهتمام الأبعاد الحقيقية لنشوء وطور الحراك السلمي الجنوبي كظاهرة ثورية عالمية . وفي ختام حديث السفير أكد على أن قيادة وقواعد الحراك السلمي ستواصل نضالها متمسكة بخيارها السلمي حتى يتحقق لشعب الجنوب أهدافه في الحرية والاستقلال واستعادة دولته الحرة والمستقلة.
أما الورقة الثانية للندوة: فقد قدمها الدكتور حسين مثنى العاقل الأستاذ المساعد بجامعة عدن، والذي أثار حالة الذهول والاستغراب لدى جمهور الحاضرين، وبعث فيهم شعورا من الغبن والندم ، وذلك من خلال عرضه وتوضيحه بالأرقام لمظاهر الخراب والدمار التي طالت المصانع والمعامل والمرافق والممتلكات العامة والخاصة لدولة وشعب الجنوب، وما ارتكبه الغزاة اليمنيون لسلطة نظام صنعاء من جرائم إبادة ليس في العدوانية والانتقام لمكاسب ومنجزات دولة النظام والقانون في الجنوب وبخاصة في عاصمة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية فحسب، وإنما ما أقترفه المحتلون من نهب منذ أن وطأة أقدامهم النجسة بنوازع الغنيمة وغرائز الفيد القبيحة، والتي ما زال جهابذة المتنفذين يمارسون عمليات البسط والاستحواذ على أراضي محافظات عدن التجارية والصناعية وعلى أراضي لحج وأبين الزراعية وعلى خيرات وثروات محافظات حضرموت وشبوة والمهرة من خامات النفط والغاز الطبيعي وخام الذهب والثروة السمكية .. ومن أبرز أرقام جرائم النهب لنظام صنعاء التي استعرضها الدكتور العاقل هي،
- تدمير وتخريب أكثر من 45 شركة ومؤسسة خدماتية عامة،. وحوالي 53 مصنعا للقطاع العام والخاص والمختلط .
- إقصاء حوالي 566,600 موظفا وعاملا من وظائفهم وأعماهم بالقوة ورميهم إلى رصيف البطالة والفقر والحرمان.
- الاستيلاء بالقوة والنفوذ القبلي على حوالي 33 مزرعة دولة تقدر مساحتها بنحو 27,000 فدانا منها ست مزارع دولة في محافظ أبين مساحتها 5645 فدانا.
- تخريب أكثر من 86 تعاونيات زراعية والسمكية ونهب كامل ممتلكاتها ومعداتها الإنتاجية.
- استباحة أراضي الجنوب وتقسيمها إلى 94 قطاعا نفطيا واستجلاب أكثر من 42 شركة نفطية عالمية بدون عقود واتفاقيات رسمية وقانونية، واستنساخ أكثر من 66 شركة محلية تحت مسميات وهمية معظمها بتوجيهات المجرم والخائن علي عبد الله صالح.
- أكد أن المخزون النفطي المتوقع حسب المؤشرات الجيوفيزيائية والخرائط الجوية للأقمار الأصتناعية يفوق 220 مليار برميل.. وأن المخزون الاحتياطي من الغاز المسال في قطاع 5 وادي جنة بمحافظة شبوة لوحدة يتراوح ما بين 18-33 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.
- أشار إلى أن الإنتاج اليومي من خام النفط من حقول محافظتي حضرموت وشبوة هو 848 ألف برميل يوميا حسب المعلومات المتاحة ويفوق 2,6 مليون برميل يوميا حسب الوقائع المكتومة بالسرية القصوى.
- أوضح إلى أن معظم الشركات العاملة في الاستكشافات النفطية، تمارس عمليات التنقيب بدون رقابة وضمانات حماية، وربما تنتج كميات كبيرة من النفط وفق اتفاقيات خاصة مع مشايخ وعسكريين وسماسرة ومتنفذين في سلطة النهب والفساد، مقابل حصولهم على صفقات مالية مقابل ذلك. وهم في العاصمة صنعاء ولا علم لهم بما تفعله الشركات!!.
وفي نهاية العرض والتوضيح دعاء الدكتور حسين العاقل أبناء الجنوب جميعا في الداخل والخارج إلى سرعة التحرك لإنقاذ ثرواتهم وخيرات وطنهم من عمليان النهب والاستنزاف. وقال ليس أمانكم من خيار أيها المناضلون سوى اتخاذ الإجراءات السلمية المناسبة لوقف النهب وعمليات الإهدار والعبث الفوضوي لزعماء قبائل نظام صنعاء بثروات شعب الجنوب قبل فوات الأوان..