عدن (عنا) - قال مصدر مشارك أن خلافاً قوياً نشب في قاعة الاجتماع التي احتضنت ماسمي لاحقاً باللقاء التشاوري لأبناء الجنوب والذي انعقد الأسبوع المنصرم في العاصمة المصرية القاهرة.
وكشف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن اللقاء تحول إلى هرج ومرج حسب وصفه, مضيفاً أن مشاركين صرخوا في منظمي اللقاء وقالوا أنهم خدعوا حين رأوا الشعار الذي رفع في القاعة والذي حمل اسم "القضية الجنوبية في سياق ثورة التغيير الشبابية في اليمن" مؤكدين أنهم تلقوا دعوات تفيد بأن اللقاء بدون سقف وأن الجميع يستطيع أن يضع رأيه, وأن اللقاء تشاوري فقط.
وقال المصدر أن الخلافات أخرت موعد البدء باللقاء وكادت أن تلغيه, وأن هذه الخلافات هي التي أوقفت منظمي اللقاء وهما الزعيمان الاشتراكيان السابقان علي ناصر محمد وحيدر أبوبكر العطاس عن إصدار بيان ختامي رسمي أو أي أوراق رسمية وجعلتهما يكتفيان بإصدار رسالة تحمل اسميهما فقط.
وقال المصدر أن الوثائق التي سربت عن الاجتماع لاتحظى بإجماع المتفقين وأن تسريبها رغم تعديلها ثلاث مرات كان مجرد محاولة من منظمي اللقاء لجس النبض ومحاولة لضرب عصفورين بحجر – حسب وصف المصدر – مضيفاً "أرادوا تسجيل هدفين الأول القول لحلفائهم في المشترك والحلفاء المأمولين في الخليج العربي أنهم لن يتنازلوا عن الوحدة اليمنية ولكن مع إعادة صياغتها, والهدف الثاني التنصل أمام شعب الجنوب من هذه الوثائق في حال فشل الثورة اليمنية أو تراجعها وظهور دعم دولي لاستقلال الجنوب والقول بأنهم لم يصدروها رسمياً وإنما كانت محل نقاش دون اتفاق".
وقال المصدر "بعض منظمي اللقاء اعتادوا على ممارسة العهر السياسي, هذا الأمر ليس جديداً عليهم, سبق وأن تحدثوا عن وحدة شراكة, ثم انفصال, ثم وحدة شراكة, ثم فدرالية, ثم فك ارتباط, ثم فدرالية, إذا لم يكن هذا هو العهر السياسي فما هو إذن؟".
وكان الزعيمان الاشتراكيان ناصر والعطاس قد نظما الأسبوع المنصرم لقاءً في العاصمة المصرية القاهرة وتكفلا عبر تجار جنوبيين وشماليين بينهم الشيخ حميد الأحمر (شمالي) بدعم وتمويل اللقاء ونقل نشطاء في الداخل الجنوبي إلى القاهرة.
وعقب انتهاء الاجتماع نفى عدد من المشاركين ذهابهم إلى القاهرة, أو مشاركتهم فيه مادياً أو معنوياً.
وعجز اللقاء عن إصدار وثائق رسمية لكن تسريبات متعمدة أظهرت وثائقاً تتحدث عن فدرالية بين الجنوب والشمال, وسبق أن نفى الزعيمان الاشتراكيان ناصر والعطاس تسريبات مماثلة خلال العامين الماضيين بعد أن لاقت رفضاً عنيفاً من الجنوبيين الذين يخرجون في تظاهرات سلمية منذ العام 2007 تطالب باستقلال وتحرير الجنوب الذي ساهم هذان القياديان في توحيده أو مساعدة قوات الشمال في دخولها إلى الجنوب واجتياحه.