ندوة اللغة والهوية بالدوحة تناقش موضوع طغيان الإنجليزية
المشاركين بلقاء الدوحة أقروا باجتياح الانجليزية لبلدان الخليج (الجزيرة نت)
حسين جلعاد-الدوحة
تواصلت اليوم بالدوحة فعاليات ندوة "اللغة والهوية" التي تنظمها وزارة الثقافة والفنون والتراث القطرية في جلسة ناقشت موضوع اللغة العربية وطغيان اللغة الإنجليزية في المجتمعات الخليجية ودور مجامع اللغة العربية عموما في التطوير والمواكبة واستحداث المفاهيم.
واستعرض الباحثان السعودي عبدالعزيز الجلال والمصري محمود الربيعي سبل النهوض باللغة العربية في البلدان العربية عموما والخليجية خصوصا التي وجدت نفسها في وضعية إشكالية بعد الطفرة النفطية الثانية من حيث ترسخ الإنجليزية لغة للتخاطب في بيئة العمل والتعليم.
ووصف الباحث السعودي عبد العزيز الجلال علاقة الإنجليزية والعربية بأنها "ملتبسة" حيث بدأ الاهتمام باللغة الإنجليزية منذ أربعة عقود عندما استعانت شركات النفط وقطاعات التنمية الأخرى بالعمالة والخبراء الأجانب فأصبحت لغة التواصل والمعرفة.
وأشار إلى أن هذا أمر فرضه الواقع، لكن ما فاقم الأمور سوءا أن هيئات التعليم بمستوياتها المتعددة تخلت عن التدريس بالعربية لصالح اللغة الوافدة مع العمالة والخبراء.
الهوية الثقافية
وأوضح الجلال أن ذلك الوضع أفرز معضلة تتعلق بالهوية الثقافية والقومية والوطنية، فإلى جانب ذلك فإن اللغة الإنجليزية اجتاحت دول الخليج على نحو غير متساو لجميع فئات المجتمع الواحد.
وأضاف أن ذلك خلق مشكلة جديدة تتمثل في عدم تكافؤ الفرص والتشظي المجتمعي والفرز الفئوي والطبقي بين من أهلتهم إمكاناتهم للحصول على اللغة الإنجليزية والتمتع بمزايا الحصول على وظائف ودرجات أعلى وآخرين لم تتح لهم تلك الفرصة.
"
الجلال أكد أن ما فاقم من اجتياح الإنجليزية خاصة بالخليج أن هيئات التعليم بمستوياتها المتعددة تخلت عن التدريس بالعربية لصالح اللغة الوافدة مع العمالة والخبراء
"
واقترح الباحث السعودي جملة إجراءات للخروج من العلاقة الملتبسة بين اللغتين العربية والإنجليزية، من بينها بذل المزيد من الاهتمام باللغتين من خلال التعليم وإعطاء كل لغة حقها في التدريس، ثم العمل على تطوير تدريس اللغة العربية ما يفسح المجال لتطورها ونموها مثل بقية اللغات الأخرى التي تفيد من تطور اللغات العالمية.
أما الباحث المصري محمود الربيعي فقد استعرض في مقدمة ورقته البحثية مرسوم إنشاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة الذي أنشئ قبل ما يزيد عن سبعين عاما.
لغة موحدة
وخلص إلى أنه لا ينبغي أن تخضع اللغة لما تقوم به السياسة من تفريق بين المجتمعات والشعوب العربية لأن اللغة موحدة لا مفرقة.
وقدم الربيعي جملة مقترحات لإصلاح مجامع اللغة العربية وتطويرها لتستوعب مستحدثات العصر الحديث، منها توحيد المجامع العربية في "مجمع واحد أم" تكون لقراراته قوة القانون، مشيرا في هذا الصدد إلى ما تحقق لمجمع اللغة العربية في القاهرة العام الماضي.
ودعا الباحث المصري إلى إعادة إحياء ما كان يعرف بدار الحكمة في عصر الخليفة العباسي المأمون، ويكون ذلك في العصر الحديث عبر إنشاء دار قومية للترجمة يشرف عليها مجمع اللغة العربية الموحد المقترح، ويناط به نقل كل ما ينتجه العقل البشري في فروع المعرفة وجعله متاحا للقارئ العربي بلغة سليمة رصينة.
وشدد الربيعي على ضرورة إصدار القرارات الملزمة بجعل اللغة العربية لغة التعليم والبحث العلمي في شتى مراحل التعليم.
وأكد على ضرورة "نزول المجمع اللغوي الأم" المقترح من برجه العاجي والتحامه بالمؤسسات العاملة في حقول التربية والتعليم والثقافة والإعلام بحيث تصب أغراض المناهج الدراسية والخطط الثقافية والإعلامية جميعا في "الإحياء اللغوي" وجعل العربية مهيأة للمنافسة في عصر ثورة الاتصالات والتكنولوجيا.
المصدر: الجزيرة