04-06-2011 الخبر - الجزائر: رمضان بلعمري
وصف علي سيف حسن رئيس منتدى التنمية السياسية ''الوضع في اليمن بالخطير للغاية، وبأن الصراع على السلطة لم يصل في اليمن مستوى ما بلغه أمس، بمحاولة اغتيال الرئيس علي عبد الله صالح. وأوضح المتحدث ''أن المحاولة جاءت من الدائرة المغلقة الأولى للنظام''.
ووضع المحلّل السياسي اليمني علي سيف، في اتصال هاتفي مع ''الخبر'' من صنعاء، ثلاثة سيناريوهات لما ستُقبل عليه اليمن بعد نجاة الرئيس صالح من الاغتيال، وقال ''السيناريو الأول هو أن يقوم عبد الله صالح باستغلال ما حدث سياسيا، بحيث يجمع تأييدا أكبر من المجتمع المحلي والدولي، أما السيناريو الثاني فهو أن يتحرك الرئيس صالح للحد من دائرة الانتقام، والسيناريو الأخير وهوما لا يحبه اليمنيون، يتمثل في انفلات الأمور لتتوسع دائرة الانتقامات وتتحوّل لاحقا إلى حرب أهلية''. وفي مجمل الأحوال، يتخوّف السيد علي سيف، من أن تكون ''ردود الفعل قاسية ضد من اتُّهموا بمحاولة اغتيال الرئيس صالح، والاتهامات تتجه طبعا لأولاد صادق الأحمر وحلفائهم من الفرقة الأولى مدرعة''. ووصف المتحدث عملية استهداف الرئيس صالح بأنها ''تبدو كردّة فعل على استهداف مقر إقامة الشيخ الأحمر قبل أيام''.
وأشار علي سيف إلى أن فهْم ما يجري في اليمن يتطلب إحاطة بالمكوّنات الرئيسية في المجتمع اليمني، وهي ''ائتلاف الشباب، وأحزاب اللقاء المشترك، والأسرة الحاكمة التي ينتمي إليها كل من الرئيس صالح والشيخ الأحمر''. ويفصّل المحلّل السياسي في تشريح المشهد اليمني قائلا ''ما هو واقع هو استبعاد لقوى الشباب، وكذلك الأحزاب من المشهد الإعلامي، مقابل حضور قوي للصراع الأسري الدموي بين الرئيس صالح وشركائه السابقين في الحكم عائلة الشيخ الأحمر''. وبخصوص تاريخ العلاقة بين صالح والأحمر، أوضح علي سيف أن ''العلاقة بينهما هي علاقة أبناء قبيلة واحدة تسمى قبيلة حاشد، والعلاقة هي علاقة تشارك في الحكم منذ 60 سنة، بحيث هناك عائلة الرئيس علي عبد الله صالح، وهناك عائلة اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرعة، وهناك عائلة أبناء عبد الله بن حسين الأحمر، المتواجدين في مجلس النواب اليمني، قبل أن تنفجر الأوضاع بينهم مؤخرا''.
وقال السيد علي سيف إن ''الاقتتال الأسري الحالي ارتفعت حدّته منذ عامين، لكن بلغ ذروته أمس بمحاولة اغتيال صالح، وما هو حاصل هو انقسام داخل الأسرة الحاكمة، وليس شبيها بما حدث من انقسام عام 1994 الذي كان على أساس حزبي''.
وعاد المحلّل اليمني إلى الوراء قليلا، ليقول إن ''هدف ثورة الشباب اليمني الأخيرة كان الخروج من هذا المربع الضيق''. ولا يرى المتحدث سوى المملكة السعودية كوسيط قوي لوقف الفتنة الداخلية، بحجة أن ''الرئيس صالح من جهة، وأبناء عائلة الأحمر من جهة أخرى، لهم علاقات مصالح متشابكة مع السعودية منذ مدة''.