الجزيرة نت ـ إبراهيم القديمي-عدن
لقيت دعوة علي سالم البيض نائب الرئيس اليمني السابق إلى تدخل عسكري خارجي في جنوب اليمن تأييدا من قبل ما تسمى فصائل الحراك الخمسة، في حين رفضتها أوساط سياسية يمنية أخرى.
وساند عضو هيئة الحراك في محافظة أبين ناصر الفضلي دعوة البيض التي ناشد فيها المجتمع الدولي التدخل لحماية شعب الجنوب ومساعدته في فك الارتباط وتحقيق استقلال الجنوب.
وقال الفضلي في حديث للجزيرة نت "إننا جميعا في مجلس قيادة الثورة نطالب بتطبيق قراري مجلس الأمن 924 و931 اللذين نصا على عدم فرض الوحدة بين شطري اليمن بالقوة والتحاور على طاولة واحدة سلميا وليس بالحل العسكري.
أما عضو هيئة الحراك في محافظة شبوة ناصر بن عديو فقال إن جميع فصائل الحراك تتفق مع دعوة البيض إلى التدخل وتناشد الأمم المتحدة في جميع خطاباتها بإنقاذ شعب الجنوب.
وقال بن عديو للجزيرة نت إن على الأمم المتحدة "أن تدرس القضية الجنوبية بتمعن عبر التركيز على الأخطاء والمظالم التي تمارس ضد شعب الجنوب حتى تستطيع مساعدتنا على استعادة دولتنا".
وكان علي البيض قد دعا في حوار متلفز مع قناة بي.بي.سي العربية الأمم المتحدة إلى تدخل عسكري لإخراج الجيش اليمني من جنوب البلاد الذي وصفه بالمحتل.
وشدد على أن القضية الجنوبية لن تحل بالمعالجة السلمية ولكن بتدخل الأسرة الدولية بتخليص أبناء الجنوب من الاحتلال، مؤكدا أنه يرفض مبدأ الحوار مع الرئيس علي عبد الله صالح.
معارضة الدعوة
لكن أوساطا سياسية يمنية استنكرت دعوة البيض إلى التدخل العسكري ووصفتها بالشاذة.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة عمران الدكتور عبد الجليل محمد كامل أن الدعوة متناقضة مع التطورات والواقع العالمي الذي يشهد عصر العولمة والتكتلات الإقليمية والدولية، موضحا أنها امتداد لمشروع البيض الانفصالي الذي أعلنه عام 1994.
وأكد كامل في حديث للجزيرة نت أن المجتمع الدولي –كعرف عام– لا يدعم تفتيت وتجزئة الدول، وقد ظهر ذلك جليا في أزمة عام 1994 حينما أصدر مجلس الأمن قرارين أكد فيهما على وحدة اليمن وحل الأزمة بالحوار بين طرفي النزاع في ذلك الوقت.
ويرى كامل أن استقرار اليمن يشكل مصلحة دولية في منطقة أشد ما تكون حساسية للمصالح الدولية في ظل تجاذبات دولية وإقليمية معروفة للجميع. ولهذه الأسباب –كما يقول– فإن دعوة البيض لم ولن تلق أي استجابة دولية، بل إن الدول الكبرى أكدت على وحدة اليمن وأمنه ودعت إلى تقديم الدعم لحكومته لتجاوز التحديات الماثلة وأهمها التمرد الحوثي في الشمال والمواجهة مع القاعدة والحراك الجنوبي.
انعدام المبررات
من جهته نفى رئيس مركز دراسات المستقبل الدكتور فارس السقاف وجود أي مبررات منطقية لدعوة البيض، مؤكدا أن الدعوة غير عقلانية ومرفوضة وتصب في إطار الانتقال من مشروع إلى آخر دون تحر أو دراسة موضوعية، وتدلل على شخصية البيض المضطربة التي تصنع الأزمات.
وقال السقاف في حديث للجزيرة نت "يمكن الحديث عن معاناة في المحافظات الجنوبية وهناك من يطرح الفدرالية كحل لتلك الإشكالات، وآخرون يرون أن الحكم المحلي واسع الصلاحيات هو الحل، وفي كل الأحوال يمكن وضع هذه التصورات لكل اليمن في إطار مشروع متكامل وتحت سقف الوحدة".
ويعتقد السقاف أن دعوة التدخل الأجنبي يراد منها الإيحاء بأن هناك قضية جنوبية تطالب بالانفصال عبر ما يسمى حراك الجنوب الذي لم تبذل أطرافه أي جهد في السلم الاجتماعي والوحدة