النمر المقنع
مشرف عااام
عدد المساهمات : 3016 تاريخ التسجيل : 21/04/2010 العمر : 33
| | حميد الأحمر يقول أن العطاس حثه على سرعة الحسم لتفويت انفصال الجنوب | |
ملتقى جحاف - متابعات
الإثنين / 1 أغسطس آب 2011
صنعاء - بحث زعماء في المعارضة اليمنية في لقاء جمعهم مطلع الأسبوع سبل الحسم النهائي للأزمة اليمنية في ظل انشقاقات متواصلة تنذر بانهيار التحالف المناوئ للرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يتلقى العلاج في الخارج ويراهن على تفاقم الانشقاقات لانتهاء موجة احتجاجات شعبية تطالب برحيله عن الحكم.
وكشف مصدر جنوبي مسؤول في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني عن إصرار الزعيم الإصلاحي ورجل الأعمال اليمني "حميد الأحمر" الذي يشغل منصب أمين عام اللجنة على إسقاط النظام اليمني ورفض الدخول في مفاوضات مع حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن أو رئيسه "صالح".
وكان الأحمر قد قال في تصريحات صحفية الأسبوع المنصرم أن "المكان المناسب للفاسدين والمجرمين هو المحاكم والسجون وليس طاولات الحوار".
وقال المصدر أن اللقاء جمع بين حميد الأحمر والجنرال العسكري المنشق "علي محسن الأحمر" وشارك فيه بمحادثات عبر الهاتف رجل الدين المتشدد "عبد المجيد الزنداني" و "محمد علي محسن القاضي" قائد المنطقة العسكرية الشرقية.
وبحث اللقاء مع الزنداني الوضع في "أرحب" التي تشهد قتالاً عنيفاً بين الحرس الجمهوري ومقاتلين قبليين ومتشددين إسلاميين يتبعون "الزنداني" الذي يقم في المنطقة منذ اندلاع الاحتجاجات.
وطالبوا الزنداني بسرعة السيطرة على مطار صنعاء الدولي, وكانت قبائل أرحب قد هددت بقصف المطار والسيطرة عليه.
وتشهد منطقة أرحب منذ أيام معاركاً عنيفة سقط فيها العشرات من الجانبين, لكن الزنداني نفى في تصريحات صحفية قيادته للعمليات القتالية التي يقوم بها مسلحون في المنطقة ضد التواجد العسكري للحرس الجمهوري والجيش النظامي.
ويسعى المنشقون عن النظام اليمني وحلفاؤه السابقون لإيقاف أي دعم لوجستي أو عسكري للنظام اليمني عبر المطار في ظل عدم إمكانية نقل أي تعزيزات عسكرية عبر البر لسهولة استهدافها.
ومن شأن السيطرة على مطار صنعاء تأخير عودة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى صنعاء أو دفعه للعودة إلى مدينة أخرى وبالتالي إثبات سيطرة المعارضين على العاصمة.
وقال حميد الأحمر في الاجتماع أن رئيس الوزراء اليمني الجنوبي الأسبق "حيدر أبوبكر العطاس" حثه على سرعة الحسم لتفويت انفصال الجنوب, وحذره من أي تأخر, معتبراً أن التأخر يعزز مطالب الانفصال في الجنوب.
وقال الأحمر الذي يقيم تحالفاً مع زعماء جنوبيين اشتراكيين في الخارج أن العطاس حذره من فقدان السيطرة على الجنوب وظهور حركات جنوبية مسلحة مدعومة من علي سالم البيض قد تحكم قبضتها على الجنوب مستغلة ارتخاء القبضة الأمنية للنظام وتأخر عملية الحسم الثوري.
وتتداول أوساط معارضة اسم "حيدر العطاس" لرئاسة حكومة انتقالية.
وفي اللقاء أكد "علي محسن الأحمر" أن السيطرة على مطار صنعاء ستضعف النظام نفسياً, وستساعد الجيش الموالي للثورة على استقبال دعم مأمول, ومجاهدين, حسب وصفه.
وذكر الجنرال الأحمر أن مشاورات وصلت إلى طريق مسدود مع اللواء "مهدي مقولة" لإعلان انضمامه للثورة, وأن إدخال مجاهدي أنصار الشريعة - حسب وصفه - إلى مدينة عدن غير ممكن في الوقت الحالي.
وعبر الهاتف أكد قائد المنطقة العسكرية الشرقية "محمد علي محسن القاضي" أنه لا يسيطر سوى على مقره ونقاط تابعة له في مداخل مدينة المكلا, مشيراً إلى أن الحرس الجمهوري وبقية الجيش النظامي يسيطرون على المناطق الحساسة وبينها حقول النفط والشركات النفطية في محافظة حضرموت.
وأرجع القاضي عجزه عن السيطرة إلى اتساع رقعة المنطقة الشرقية التي تشكل نصف مساحة "الجمهورية اليمنية" وهي الدولة المعلنة العام 1990 بوحدة هشة بين الجنوب والشمال, ويقول سكان الجنوب أنها تحولت إلى دولة احتلال للجنوب عقب انتصار الشمال في حرب شنها على الجنوب صيف العام 1994.
وأبدى القاضي تخوفه من المجلس الأهلي بحضرموت, مشيراً إلى وجود شخصيات عسكرية أو اجتماعية لها ارتباطات بقادة عسكريين يملكون خبرات قتالية منذ ما يسبق قيام الوحدة اليمنية, معتبراً أنهم قد يشاركون بطريقة ما في أي أعمال قتالية للانفصاليين الجنوبيين.
وقال القاضي في تقريره للوضع عبر الهاتف أن سيطرة المشترك وعلى رأسه حزب التجمع اليمني للإصلاح مفقودة في مدينة المكلا, وأن أنصارهم أقلية, ويتناقصون بمرور الوقت.
وأشار إلى أنه لا يضمن سيطرة من أسماهم مجاهدي أنصار الشريعة على محافظة حضرموت أو مدينة المكلا وهي كبرى مدن المحافظة وثاني كبرى مدن الجنوب, مؤكداً أن الحرس الجمهوري متواجد بقوة في المحافظة الغنية بالنفط.
وأبدى القاضي استياءه من تصريحات للقيادي الاشتراكي عبد الله حسن الناخبي عن اتخاذ حضرموت عاصمة للمجلس الانتقالي, معتبراً أن الوضع الأمني في المحافظة ليس بأيدي الثوار, ولا يسمح باتخاذها عاصمة للثورة.
ووفقاً للمصدر فقد سخر الجنرال علي محسن الأحمر من "الناخبي" مشيراً إلى أنهم سيتركونه, لكنهم اليوم في حاجته لإشراك الحراك الجنوبي في أي ترتيبات قادمة.
وكان المجلس الأعلى للحراك الجنوبي قد فصل الناخبي من الأمانة العامة ومن عضوية المجلس بعد تصريحات أدلى بها لوسائل صحفية وأظهر تراجعاً عن وثائق المجلس الذي يتبنى مطالباً شعبية لإقامة دولة مستقلة في الجنوب كانت عضواً في المنظمات الدولية حتى العام 1990.
وبرزت الانقسامات بصورة ملحوظة في الأيام الأخيرة بين أوساط التكتلات المعارضة للنظام اليمني, ونظمت حركات وائتلافات شبابية أربع تظاهرات حملت أربعة أسماء في يوم الجمعة في الشمال, فيما نظم الحراك الجنوبي جمعة الاصطفاف الجنوبي بمدينة عدن.
ويسيطر حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يمثل تيار الاخوان المسلمين في اليمن وهو جزء من تنظيم عالمي له تاريخ من العنف على تكتل اللقاء المشترك المعارض وهو تحالف غير متجانس يضم إسلاميين وبعثيين ويساريين وقوميين.
ومن بين حلفاء الإصلاح الحزب الاشتراكي اليمني وهو حزب شمولي كان يحكم الجنوب وله تاريخ في سحق معارضيه.
ويمثل الاشتراكي قاعدة يستند عليها زعماء جنوبيون في الخارج بينهم الزعيمان الاشتراكيان علي ناصر محمد وحيدر أبوبكر العطاس, ويقود الحزب تحركات متواصلة في عدن ومدن جنوبية لتشكيل قوة سياسية للجنوبيين الوحدويين بمواجهة قوى الحراك الجنوبي المطالب بدولة مستقلة في الجنوب.
ولا يتوانى الاشتراكي عن تأدية دور ثانوي في التحالف المعارض, ويصر على التمسك بوحدة يمنية تمثل ملاذاً آمناً من ملاحقات محتملة لتاريخ دموي يحفل به إبان حكمه الجنوب قبل الوحدة اليمنية.
ومن شأن وجود قوة سياسية جنوبية تتمسك بالوحدة اليمنية وتحجم دور الحراك الجنوبي التحرري الإسراع بتشكيل جبهة معارضة تمهد لتشكيل مجلس وطني انتقالي تسيطر عليه القوى التقليدية في الشمال ويحظى فيه الاشتراكيون بسلطات شكلية تستبدلهم بجنوبيين يشاركون النظام اليمني الذي يتلقى رئيسه العلاج في المملكة العربية السعودية منذ مطلع يونيو/حزيران.
ولا يشعر الجنوبيون بارتياح تجاه إنعاش الدور الاشتراكي في الجنوب أو التمهيد لعودته للواجهة السياسية, لكن قوى الحراك الجنوبي تظل عاجزة منذ أربع سنوات على إيجاد قيادات لاتنتمي للحزب. | |
|