أشاد القيادي الاشتراكي "قاسم عثمان الداعري" الذي انسلخ عن الحراك الجنوبي لقاء القاهرة الذي شارك فيه مطلع مايو/أيار ورعاه الزعيمان الاشتراكيان علي ناصر محمد وحيدر أبوبكر العطاس.
ويهدف لقاء القاهرة لإلغاء توصيف الحراك الجنوبي للاجتياح الشمالي للجنوب بالاحتلال وإنهاء المطالبة باستقلال الجنوب, وإيجاد قوة سياسية تطالب بحل لقضية الجنوب يرضي أبناء الشمال, وتشارك في سلطة شكلية تسيطر عليها القوى التقليدية في الشمال.
وقال الداعري عن لقاء القاهرة في تصريح نشرته صحيفة "أخبار اليوم" التي يملكها الجنرال العسكري المنشق عن النظام اليمني علي محسن الأحمر: "لمست ولاحظت في مخرجاته المصداقية والجدية والعقل والمنطقية العملية", مضيفاً أن مخرجات اللقاء التي تمسكت بالوحدة اليمنية جاء "بعيداً عن ترف المزايدات والشطحات والمراهقات المتطفلة والعواطف" في إشارة إلى مطالب الحراك الجنوبي بدولة مستقلة.
ويتهم الداعري من قطاع واسع من الجنوبيين بأنه أحد الذين ساهموا في تعطيل توحيد قوى الحراك الجنوبي, والسعي لإبقاء قيادة الحراك حكراً على الاشتراكيين.
وكان الحزب الاشتراكي اليمني حاكماً شمولياً في الجنوب وله تاريخ في سحق معارضيه.
وتمثل الوحدة اليمنية ملاذاً آمناً للاشتراكيين من ملاحقات محتملة رغم تعهد فصائل الحراك الجنوبي التي يسيطر عليها الاشتراكيون بعدم ملاحقة أعضاء الحزب أو فتح ملفات تاريخه الدموي.
واعتبر الداعري أن لقاء القاهرة "كان وسيظل أبلغ تعبير عن مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي وقد مثل علامة بارزة ومضيئِة في تاريخ الشعب الجنوبي".
وأضاف الداعري أن "ثورة الشعب السلمية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس صالح ثورة مواكبة للصحوة وللربيع العربي نحو التغيير والإصلاح والتحرر والديمقراطية والخروج النهائي من براثن الشمولية والعبودية والخوف والمرض ونحن نباركها ونعلن دعمنا وتأييدنا لها" معتبراً أن "من ينصبون العداء لثورة الشعب لا يستحقون وصفهم بالقادة", وقال "إن تلك المواقف والأعمال تنفي صفة القيادة عنهم، فنحن نعتبر بأن عدونا اللدود هو النظام ورئيسه الذي فقد شرعيته، وليس ثورة الشعب السلمية ويجب علينا استغلال الوقت والظروف وأن لا ننشغل في متاهات ومهازل بعيدة عن المحاور والمسالك والطرق ذات الجدوى والنفع والفائدة".
واعتبر أن الخلافات بين قادة الحراك الجنوبي – التي يتهمه كثيرون بأنه شارك في تأجيجها إبان وجوده في الحراك الجنوبي - اعتبرها ظاهرة صحية وخلافات لا تفسد للود قضية وإنها تندرج في إطار الرأي والرأي الآخر.
وحذر من لغة التشكيك والتخوين السائدتين لدى بعض قادة الحراك, وقال أنها "احتراف وامتهان لبعض شخوص أخذوها بالوراثة واكتساب شخصي وأعتقد بأن أخلاقهم تجعلهم يتعالون عليها في إقصاء ومصادرة حقوق من هم أقدم وأفضل منهم بكل الصفات داخل الحراك وأيضاً لتغطية نقاط ضعفهم أو أنهم قد وجدوا فيها مصدراً للإثراء والربح المادي والمعنوي".
ولا يملك الداعري تأثيراً شعبياً واسعاً على الأرض, لكنه التصق بقيادات ميدانية طيلة فترة الحراك الجنوبي ساهمت ي بروزه إعلامياً.
وقال الداعري أن "أصحاب الملك الحصري في التخوين والتشكيك بشرفاء الجنوب هم الذين أربكوا الحراك بانتهازيتهم وذاتيتهم وفسادهم وتعطيلهم للعمل المؤسسي داخل الحراك", لكنه لم يشر ما إذا كان تراجعه عن وثائق الحراك الجنوبي المطالب بدولة مستقلة ومشاركته في لقاء يتمسك بالوحدة اليمنية هو من ضمن العمل المؤسسي, أم تجاوزاً له.