نقلاً عن وكالة أنباء عدن(عنا) -
أقيم اليوم بمديرية الشعيب حفل تأبين الشهيد المناضل جمال الجوبعي في الذكري الأربعينية لاستشهاده الذي يصادف اليوم وشارك في حفل التأبين الحاشد الآلاف من أبناء الجنوب من مختلف المحافظات ومن مختلف التكوينات السياسية والاجتماعية التحررية.
حيث توافدت منذ عصر هذا اليوم إلى عاصمة المديرية عدد من قيادات الثورة التحررية والجماهير الغفيرة من مختلف مناطق الجنوب يتقدمهم الدكتور ناصر الخبجي وصلاح الشنفرة وشلال شائع وأمين صالح وعيدروس قاسم والمهندس عبدالله الضالعي ومحمد العقلة وعدد من قيادات الثورة وكان في استقبالهم المحامي يحيى غالب الشعيبي وقيادة الثورة التحررية بالشعيب.
وألقيت في حفل التأبين عدد من الكلمات منها كلمة الترحيب بالقادمين الى المديرية القاها المناضل قاسم صالح ناجي رئيس مجلس الحراك بالمديرية وكلمه أسرة الشهيد ألقاها شقيق الشهيد عبدالعزيز الجوبعي.
وقد استمع الحاضرون عبر الهاتف إلى كلمة الرئيس الجنوبي علي سالم البيض التي ترحم فيها على روح الشهيد الجوبعي وأشاد بالمواقف الثابتة والشجاعة لأبناء الشعيب في كل منعطفات الثورة مؤكداً على رص الصفوف وتقديم المزيد من التلاحم الكفاحي مشدداً على أن القرار السياسي السيادي مصدره شعب الجنوب في الداخل وقيادات الحراك السلمي التحرري.
وقد ألهبت كلمة الرئيس البيض حماس الجماهير الغفيرة التي ظلت تهتف ثورتنا ثورة شعبية فجرها الشعب الجبار لا وحدة لا فيدرالية برع برع يا استعمار.
ونقلت وقائع الفعالية عبر قناة "عدن لايف" الفضائية.
وتلى ذلك كلمة للقيادي البارز "صلاح الشنفرة" نائب رئيس المجلس الأعلى للحراك وكلمة للدكتور ناصر الخبجي رئيس مجلس الحراك بمحافظة لحج وكلمة للقيادي البارزق شلال علي شائع رئيس مجلس الحراك بمحافظة الضالع وكلمة للقيادي محمد مسعد العقلة رئيس المجلس الوطني بالضالع وكلمة للمناضل عيدروس قاسم رئيس حركة "حتم".
وتلقى الحفل برقية من القيادي "أحمد بامعلم" رئيس مجلس الحراك بمحافظة حضرموت.
وأعلن الحاضرون عن تضامنهم الكامل مع أبناء حضرموت جراء ما يتعرضون له من قتل وتشريد واعتقال من قبل سلطات الاحتلال حسب وصفهم.
كما اعلنوا تضامنهم مع الزعيم الجنوبي المعتقل حسن باعوم وطالبوا بسرعة الإفراج عنه, وتضامنهم مع المعتقل احمد عمر المرقشي وصحيفة الأيام ممثلة برئيس تحريرها هشام باشراحيل.
وألقى الخبجي كلمة مطولة فيما يلي نصها:
رمضان كريم وكل عام وانتم بخير وان يعوده علينا وعليكم بالخير والبركة ونكون قد حققنا ما نصبوا إليه من طموحات واهداف وفي مقدمه تلك الاهداف تحرير ارض الجنوب من الاحتلال واستعادة الدولة المستقلة وسيادتها الكاملة والغير منقوصة.
ونعبر عن شكرنا وتقديرنا للجنة المنظمة لهذه الفعالية وهي الذكرى الاربعينية لاستشهاد المناضل البطل جمال الجوبعي وهي اقل ما يمكن ان يقدمه الحراك السلمي لشهيدنا البطل ....وهذا الحشد الكريم يعبر عن الوفاء والإخلاص للشهيد وما تركه من تأثير في نفوس الجماهير من خلال سلوكه النضالي والمبادئ والقيم الأصيلة التي كان يتحلى بها الشهيد وهي القوة الحقيقية لبعث روح التضحية لجماهير شعبنا في الجنوب من اجل انتصار قضيتهم العادلة ونعاهد شهيدنا وكل الشهداء السابقون إننا على دربهم سائرون ولن نتراجع ولن نخضع ولن نركع إلا لله سبحانه وتعالى ولن نقبل إلا باستعادة دولتنا الكاملة والغير منقوصة مهما كلفنا من ثمن.
الأخوة الحاضرون
نجدها فرصة ان نحيي مديرية الشعيب الباسلة ونحيي أبنائها الأبطال في الداخل والخارج على مواقفهم النضالية الثابتة ودعمهم الغير محدود لمسيرة التحرير والاستقلال لثورتنا السلمية في الجنوب فتحية لكم يا أبناء الشعب فالتاريخ سيكتب عنكم بأحرف من نور عن تضحياتكم وبطولاتكم ومواقفكم المشرفة في كل منعطف مرت فيه الثورة السلمية فبصماتكم موجودة.
أعزائي الحاضرون
إننا اليوم أمام استحقاقات مصيرية ولحظات تاريخية قد لا تتكرر في المستقبل و تحتاج الى القرارات الجريئة والحاسمة والارتقاء الى مستوى المسؤولية التاريخية والابتعاد عن المراوغة والعاطفة السياسية وتحرير الذات من كافة الضغوطات الداخلية والخارجية ولا تقبل التراجع ولا التخاذل عن المواقف التي تعبر عنها الإرادة الشعبية صانعة التاريخ والتحولات السياسية للشعوب الحية والمكافحة من اجل الحرية ولم يعد هناك أية مجال للمناورة والتبرير في القضايا المصيرية, وما ينبغي ان ندركه ان القضية الجنوبية هي قضية احتلال الشمال (الجمهورية العربية اليمنية) للجنوب (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) بعد إسقاط الوحدة السياسية بين الدولتين في7/7/94م بالقوة العسكرية والحرب على الجنوب وهذا يعطي شعبنا الحق أن يرفض هذا الواقع ويقاومه بكل الطرق والأساليب الممكنة.
الأخوة الحاضرون
لقد أكدت الوقائع التاريخية أن نظام الاحتلال وضع لنفسه ثلاثة أهداف من خلالها استطاع احتلال الجنوب وهي كالآتي:
1- تفكيك الوحدة الداخلية لأبناء الجنوب
2- سلب السيادة من أبناء الجنوب
3- تدمير كل مقومات الدولة في الجنوب
وانطلاقا من ذلك يتحتم علينا ان ننجز ثلاثة اهداف لانتصار القضية الجنوبية وهي عكس الأهداف التي استخدمها المحتل وأهداف انتصار قضيتنا هي:
1- استعادة الوحدة الداخلية لأبناء الجنوب من خلال التصالح والتسامح وهذا المشروع لم يكتمل بعد , تحقق أفقياً وتعثر رأسياً ونتيجة ذلك ظهور التباينات في الخارج من خلال لقاءات القاهرة وبروكسل وانعكست على الداخل.
2- استعادة السيادة الكاملة وهذا يتحقق من خلال الحراك السلمي الجنوبي.
3- بناء الدولة وهذا يتحقق من خلال الحرية والديمقراطية والقبول بالاخر وحرية التعدد والتنوع.
وكل هدف مرتبط بالآخر و لا يمكن الوصول إلى الثاني قبل تحقيق الأول ولا الثالث قبل تحقيق الأول والثاني ولهذا نستطيع القول أن التصالح والتسامح قد حدث على مستوى القاعدة الشعبية الجماهيرية لأبناء الجنوب ولم يحدث بصورة حقيقية على مستوى القيادات العليا بعد 67م و86م و94م التي تعتبر السبب الرئيسي لما وصلت إليه الأوضاع المأساوية في الجنوب وبسببها تفكك المجتمع في الجنوب وسلبت منة السيادة وتم تدمير مؤسسات الدولة في الجنوب ولهذا نرى على الحراك في الداخل أن يتبن موقف موحد أمام أية لقاءات أو مؤتمرات في الخارج بعدم القبول بنتائجها ويدعو تلك القيادات إلى عقد مؤتمر وطني جنوبي لتصالح والتسامح حتى تستطيع تلك القيادات أن تمارس عمل سياسي ويثق بها شعب الجنوب ويربط مصيره بها ينبغي عليها أن تقوم بالاتي:
1- الاعتراف بالأخطاء السابقة من 67م 86م 94م
2- الاعتذار عن ذلك لشعب الجنوب
3- العمل على تصحيح تلك الأخطاء
4- التعهد بعدم تكرار أخطاء الماضي أو التحريض على نقلها إلى الأجيال القادمة
5- التوافق على مرجعية استشارية وسياسية للجنوب تقود المرحلة القادمة
وهذا يتم من خلال عقد مؤتمر جنوبي لتصالح والتسامح يتبناه ويشارك فيه كافة القيادات المتواجدة في الخارج منذ 67م ثم 86م ثم 94م وكذلك التي في السلطة والمعارضة في الداخل كان لها دور مباشر أو غير مباشر في أخطاء الماضي وتشكل لجان على مستوى المحافظات والمديريات من الجيل الذي عايش تلك المراحل تكون مهامها رصد وتوثيق تلك الأخطاء ومعالجة ما تستطيع منها وتقديم المقترحات للحلول لقيادات الدولة القادمة بحيث تكون الحلول معنوية من خلال توصيات تقدمها تلك اللجان ومادية في المستقبل كتعويض عن سنوات الحرمان للأشخاص أو لأسرهم.
نحن ندرك أن الجنوب لكل أبناء الجنوب وحل قضيتنا يكمن بوحدتنا.. ومثل تلك اللقاءات والمؤتمرات في الخارج قبل عقد مؤتمر لتصالح والتسامح الجنوبي ماهي إلا مزيدا من التشتت والضياع لقضيتنا والانتقاص من حقها, الشعب في الجنوب عبر عن احترامه وتقديره لكل القيادات دون استثناء ولكن لايقبل بأن تكون تلك القيادات سبب في تمزيق الحراك وإخراجه عن المسار الحقيقي وهدف الشهداء والجرحى.. وإعادة انتاج الماضي الأسود للصراعات السياسية في الجنوب.
ولا يكفي نسيان الماضي وتفاصيله ونسمي ذلك تصالح وتسامح إذا لم نعترف بالأخطاء ونعتذر عنها ونعمل على تصحيحها ونتعهد بعدم تكرارها في المستقبل وهذا لم تفعله ملتقيات التصالح والتسامح
الأخوة الحاضرون
نؤكد على أن قضيتنا ليس لها علاقة بقضية إسقاط النظام وثورة الشباب في الشمال لأن الصراع بين السلطة والمعارضة في الظاهر وفي الباطن بين الأسرة والقبيلة لنزع السلطة من الأسرة وإعادتها إلى القبية وفي المحصلة النهائية إعادة إنتاج نظام الجمهورية العربية اليمنية وإنتاج الاحتلال في الجنوب وإعطاء المشترك وثورة الشباب الفتات من الشراكة الشكلية في قيادة الوضع القادم ولهذا عدم الاعتراف بالوضع القادم تحت أي تشكيله إذا لم يقر بأن حرب 94م أسقطت الوحدة السياسية بين الشمال والجنوب والوضع القائم احتلال عسكري للجنوب وحق شعب الجنوب برفضه وتقرير مصيره بنفسه وأي حوار يكون بين الشمال والجنوب.
وقبل الختام نوجه التحية لرمز قضيتنا وقائد ومسيرة ثورتنا السلمية التحررية الأسير حسن باعوم وندعو إلى سرعة الإفراج عنه.
المجد والخلود لشهداء والحرية للأسرى
من وفي العريمي
مراجعة: سند يعقوب