قال القيادي البارز في الحراك الجنوبي العميد علي محمد السعدي إن الثورة اليمنية «وصلت إلى باب الجامعة في صنعاء وتسمرت»، مبديًا اعتقاده أنها ستتسمر في مكانها ولن تتقدم أكثر من شارع الجامعة؛ «لأن الإخوة في اليمن يريدون نصرا دون تضحية، وهذا من أصعب المستحيلات مع نظام لا يعرف إلا لغة القوة والغطرسة», مشيرًا إلى أنه «إن أراد شعب اليمن الانتصار فعليه أن يدرك أنه لا بد من تضحيات، فالشعب الليبي قدم الآلاف من الضحايا وها هو اليوم يطيح بطاغية ليبيا وينال حريته», موضحًا في الوقت ذاته أن «مصير صالح مربوط بقوة وتماسك ثورة التغيير في الشمال»، ومربوط بالاتجاه «صوب القصر الجمهوري», لا بالاستمرار «في عرض المسرحيات والأغاني على خشبة شارع الجامعة».
وأضاف السعدي في حوار نشرته «الشرق الأوسط» اللندنية, اليوم الأربعاء, «نحن في الحراك الجنوبي نبارك هذه الثورة في الشمال، لأننا ننظر إلى نجاحها بأنه سيأتي بعقلية جديدة في النظام الجديد بعد رحيل صالح، ولن يمارس نفس العقلية التي حكم بها صالح الجنوب، بل سيأتي من سيعطي الحق لشعب الجنوب في اختيار تقرير مصيره كما يريد».
وأوضح أنه «إذا لم تنظر العقلية الجديدة إلى قضية شعبنا الجنوبي من منظور أننا دولة دخلت في وحدة سياسية مع الشمال وتم القضاء على هذه الوحدة والانقلاب عليها، وأن من حقنا اليوم أن نقرر مصيرنا بأنفسنا، فإنه لن يكون التغيير إلا مجرد تبديل الأشخاص على رأس الهرم السلطوي والعقلية هي نفس عقلية صالح»، مبديًا تفاؤله «بأن الجديد سيكون متغير الفكر والسلوك، إن شاء الله، عن نظام صالح الإرهابي».
وقال «نحن في الجنوب نعتبر أن ثورة التغيير تم احتواؤها ودخلت فيها أوراق سياسية متعددة الأطراف، والكل يعمل بأجندة سياسية تتنافى مع أجندة كل طرف من هذه الأطراف».
وأشار السعدي إلى أن «الجنوب كان دولة ذات سيادة، دخلنا في وحدة سياسية في عام 1990 وتم الانقلاب على هذه الوحدة بحرب الاجتياح للجنوب من قبل نظام الجمهورية العربية اليمنية، وهذه الحرب أنهت الوحدة، ونحن لسنا جزءًا من الجمهورية العربية اليمنية حتى نطالب بالانفصال، بل نحن دولة ومن حقنا استعادة دولتنا وخيار شعبنا الجنوبي لأنه هو صاحب الحق في تقرير مصيره كما يريد», مضيفًا «ما يريده شعبنا الجنوبي هو الذي سيكون».
وقال «شعب الجنوب تعرض لاستباحة ونهب وقتل وتشريد والوحدة انتهت ونتج عن هذا كله احتلال الجنوب، أرضا وإنسانا، وأصبح الإنسان الجنوبي غريبا في بلده، أرضه وهويته وتاريخه».
وعما يجري في محافظة أبين, أوضح السعدي أن «القاعدة لا وجود لها في الجنوب، وما يوجد اليوم على الساحة الجنوبية هو عمل منظم يقاد من مكتب واحد، وهذه المسرحية التي يقيمها النظام في أبين هي من إخراج المكاتب الأمنية التابعة للنظام».
وعن مصير الشعب الجنوبي, فـ«هو تقرير مصيره بنفسه دون وصاية أو تزوير»، أما عن مصير صالح, يضيف السعدي «فهو مربوط بقوة وتماسك ثورة التغيير في الشمال، فإن غادروا ساحة الجامعة في صنعاء واتجهوا صوب القصر الجمهوري، فإن مصير صالح الهلاك كما هلك أمثاله من زعماء، وإن استمروا في عرض المسرحيات والأغاني على خشبة شارع الجامعة فستنتهي هذه الثورة وسيعود نظام صالح ليرجعهم إلى أسوأ مما كانوا عليه قبل إعلان ثورة التغيير